كشف مسؤول كتائبي سابق، في حديثٍ لصحيفة "الجمهورية" إنّ "النتيجة التي توصّل إليها حزب "الكتائب اللبنانية" في الانتخابات النيابية كانت مُنتظرة، لأنّ القواعد الكتائبية وطنية سيادية، فالخط الذي اتخذه "الكتائب" مُذ تَسلّم النائب سامي الجميّل الحزب ضربَ الحماسة الكتائبية والمعنويات الحزبية الوطنية، التي تعيش منذ تأسيس الحزب على النضال الوطني والسياسي والمقاومة وليس على الملفات الاجتماعية والبيئية فقط"، معتبراً أن "معارضة الجميّل في هذا الإطار كانت عادية لا وزن لها، وبلا خطّ متواصل".
ورأى أن "خسارة "الكتائب" في هذه الانتخابات وانحسار كتلتها إلى 3 نواب، مردّها الى أسباب ثلاثة، أولها، تركيز الحزب منذ استلام سامي على القضايا الاجتماعية، في وقتٍ يشعر اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً بالخطر الوجودي المصيري والكياني، وبالخوف على دورهم مع وجود النازحين السوريين وخطر التوطين الفلسطيني، إضافة إلى الحرب في سوريا وإعادة النظر في المنطقة، ثانياً، لا أحد يُمكنه أن يعمل في السياسة من دون إجراء تحالفات، وسامي الجميّل اعتبر نفسه مميّزاً عن كلّ الآخرين، وإذا كان يعتبر نفسه سياسياً نزيهاً فيوجد من هو نزيه غيره أيضاً في الحياة الوطنية وتعميم الفساد واللاوطنية واللاأخلاق هو موقف غير صحيح، فالحياة السياسية في لبنان حَوت تاريخيّاً النزهاء والفاسدين ولكن في الفترة الأخيرة، وللهرب من القضايا الوطنية يركّزون على الفساد، الذي أصبح تغطية أو شمّاعة كي لا يثيروا قضايا السيادة والاستقلال"، مشيراً إلى أن "حزب "الكتائب" لم يتحالف مع المكوّنات المسيحية الأخرى، مثل "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وتيار "المردة" أو المستقلين، كذلك لم يُجرِ تحالفات مع بقية الطوائف على الصعيد الوطني، بل حاول أن يراهن على المجتمع المدني، وهو اسم لغير مُسمّى، والدليل تملمُل الحراك المدني وتفتُّته وسامر سعادة ونديم الجميّل وإيلي ماروني هُم من فرضوا عليه التحالف مع "القوات اللبنانية" في البترون والأشرفية وزحلة في الوقت الذي كان سامي الجميّل لا يرغب في التحالف مع أي جهة".
وأشار إلى أنه "ثالثا، عدم تقديم مرشّحين لديهم التِقل اللازم للرأي العام، ما يُبرّر نسبة الأصوات المُتدنية التي حصل عليها مُرشحو "الكتائب" باستثناء نديم وسامي"، لافتاً إلى أن "نديم الجميّل نجح في دائرة بيروت الأولى «من دون «جميلِة» الكتائب، فانتصاره ذاتيّ شخصي عاطفي على إسم بشير الجميل والمقاومة والأشرفية أولاً".
وعن انحسار الحزب، الذي كان له دور أساسي في تاريخ لبنان منذ ما قبل الإستقلال، أفاد المسؤول الكتائبي إنّ "كل التركيز ينصبّ اليوم على حزب «الكتائب المتن»، وعلى نجاح سامي الجميّل في المتن"، مشيراً إلى أنّ "الدليل على ضعف الحزب، هو تحقيق سامي الجميّل المركز الأول في المتن، فيما حقّق سائر مرشّحي الحزب، باستثناء نديم الجميّل، نتيجة بعيدة جداً عن الحاصل المُخوّل للفوز"، معتبراً أن "حزب "الكتائب" التاريخي، الذي اتّكأ اللبنانيون على كتفه وعلى صدره، في 1958 و1975 وتحوّل إلى جمعية مدنية وهذا الأمر خطير جداً".
وأوضح أن "الحزب أصبح محصوراً بجيلٍ واحدٍ، وبمَن لا يملكون أي شعبية أو حيثية أو دور أو معرفة جيدة بالحياة السياسية اللبنانية" ورأى أنه "على الحزب إعادة النظر بمساره، وأن يعيد تحديد هويته"، مشيراً إلى انه "على سامي الجميّل استخلاص العبَر بعد خسارة رفاقه في الحزب، وخسارة الحكومة، ومن ثم الرأي العام واليوم المجلس النيابي".