يستعد الفلسطينيون في المخيمات الفلسطينية في لبنان لاحياء الذكرى السبعين لنكبة فلسطين في 15 أيار، من خلال مسيرة إلى قلعة الشقيف في أرنون–النبطية، تحت "راجعين وانهم لمهزومون"، تأكيداً على التمسك بحق العودة، على أن يقام احتفال في باحة القلعة.
وعلمت "النشرة"، من مصادر فلسطينية ولبنانية، أن الترتيبات استكملت، حيث تنسق قوى التحالف الفلسطيني، الذي يضم حركة "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي"، مع القوى الأمنية، لا سيما مخابرات الجيش في الجنوب، لوصول الباصات التي تقل المشاركين من المخيمات إلى محيط القلعة، حيث ستلقى في الاحتفال كلمات فلسطينية ولبنانية بينما يوجه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، من غزة، كلمة عبر شاشة.
وأفادت مصادر "النشرة" أن منظمة التحرير الفلسطينية ستقاطع الاحتفال وستقيم احتفالاً خاصاً بها في مخيم الراشيدية، ما يعني أن الخلافات الفلسطينيّة-الفلسطينية وصلت إلى الثوابت الوطنية، أي ذكرى النكبة، في حين أن اختيار قلعة الشقيف، كمكان قريب من فلسطين، كان مدروساً بين القوى الأمنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، كي لا يتكرر المشهد الدامي للاعتداء الاسرائيلي على الفلسطينين الذين حاولوا، في العام 2011، الاحتفال بالمناسبة على مقربة من الشريط الشائك في مارون الراس، ما أدى حينها لمقتل 9 من أبناء مخيمات لبنان وجرح نحو 50 آخرين.
في هذا السياق، يوضح المسؤول الاعلامي لحركة "حماس" في لبنان وليد الكيلاني، عبر "النشرة"، أن "لقلعة شقيف رمزية في تاريخ العمل النضالي الفلسطيني، فعلى أرضها امتزج الدم الفلسطيني واللبناني معاً في التصدي للاجتياح الاسرائيلي في العام 1982، حين سطر المدافعون عن القلعة أروع الملاحم البطولية، ولم يتمكن العدو من احتلالها الا بعد 5 أيام على تدمير الدشم بالطيران الحربي، ما أدى الى سقوط أكثر من ثلاثين شهيداً فلسطينياً ولبنانياً، بالإضافة إلى أنها مشرفة على فلسطين".
ويكشف الكيلاني أنه تم التوافق بين الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية والقوى الامنية على اقامة احتفال مشترك، حيث ستلقى كلمات للفصائل من قوى التحالف الفلسطيني، بينما يلقي "حزب الله" كلمة الأحزاب اللبنانية، على أن يتحدث عبر الشاشة في الاحتفال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، موضحاً أن الاتفاق نص على رفع العلمين الفلسطيني واللبناني، مشيراً إلى أن عدد الحضور سيكون قرابة عشرة آلاف فلسطيني من كل مخيمات لبنان، وتم تحديد المهام وتقسيم اللجان بين الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، لافتاً إلى أنه سيتم الإعلان عن إضراب في المؤسسات والمدارس داخل مخيمات اللجوء يوم الثلاثاء المقبل.