هللت وسائل الاعلام الغربية للادعاءات التي تقول ان حزب الله فرض سيطرته على لبنان من خلال اول انتخابات نيابية منذ تسعة أعوام، لكن الواقع هو انه حصل تبدل طفيف في الواقع السياسي للبلاد.
ورأت مصادر متابعة للمشهد الانتخابي ان الصحافة الغربية أعطت أهمية كبيرة لحزب الله وحضوره السياسي والإنتخابي، لكن اذا ما اخذنا الفرز المذهبي والطائفي في هذه الانتخابات، فمن الطبيعي ان يعزز موقعه في أوساط بيئته.
واضافت ان هذا الحزب الذي يدور في فلك السياسة الإيرانية قد ضاعف من دون شك من قدراته العسكرية خلال الأعوام القليلة الماضية وان حضوره السياسي بقي قويا لكنه ازداد قوة بسبب علاقاته الوثيقة مع حليفه الشيعي في حركة امل .
وقالت المصادر نفسها ان انتصاره في الانتخابات النيابية سببه التوزيع الطائفي في لبنان ولا يعود الى سيطرة الحزب السياسية على المناطق الشيعية، وإلا كان الإقبال في الدوائر المذكورة اكثر بكثير مما ظهر في النتائج حيث لم يصل الى النصف .
وتابعت المصادر انه في الوقت الذي تعاملت الصحافة الغربية مع هذه الانتخابات وكأنها منازلة بين ايران ممثلةً بحزب الله وخصوم هذا الفريق، فإن الحقيقة هي ان محور الشعارات والتحالفات الانتخابية الاساسية، كان الوضع الاقتصادي للبنان وإعمار البنية التحتية ومحاربة الفساد.
ولاحظت المصادر وجود تباينات ما زالت طَي الكتمان بين حركة امل وحزب الله في عدد من الملفات، أهمها انخراط الحزب في القتال في سوريا حيث لم يصدر اي موقف علني من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي ينسج علاقات طبيعية مع دول عربية وخليجية تتعرض لهجوم حاد من السيد نصرالله كالسعودية والبحرين، اضافة الى الحرب في اليمن، والتباعد في النظرة الى ولاية الفقيه.
واعتبرت المصادر انه بغض النظر عن تركيز المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الاميركية على حزب الله وعلاقاته بطهران، فإن المحللين يَرَوْن ان أي مواجهة إيرانية-إسرائيلية هي التي يمكن ان تؤدي الى تدهور الاوضاع في لبنان، وان سلاح حزب الله لن يكون مطروحا في المرحلة الراهنة.
وفي هذا السياق اشارت المصادر الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري اقر يوم الاثنين الماضي بالواقع الموجود في إشارة الى سلاح الحزب، لافتا في الوقت نفسه الى انه سيعمل على تعزيز المؤسسات وبناء الاقتصاد الوطني .
وترى المصادر ان معظم القوى السياسية تأثرت سلبا ولو بدرجات متفاوتة نتيجة هذه الانتخابات، باستثناء القوات اللبنانية، لكن وفي ظل الخريطة السياسية فليس من المحتمل ان تتمكن ترجمة هذا الانتصار سياسيا.
واستبعدت المصادر ان يحصل تحالف بين حركة امل والقوات بسبب الخلاف بين الاولى والتيار الوطني الحر، لان الحركة لن تقدم على هكذا خطوة من دون موافقة حزب الله الذي لا يزال يصر على متانة التحالف مع البرتقالي، وهذا ما كرره رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجيّة جبران باسيل مرارا بالرغم من التباين في التحالفات الانتخابية.
واستنتجت المصادر ان الكلام الذي تردد في الغرب من سيطرة حزب الله على الحياة البرلمانية والسياسية نتيجة هذه الانتخابات ليس صحيحا، وان ربط النزاع الإستراتيجي بين القوى المتخاصمة الذي أشار اليه نصرالله في كلمته الاخير يؤكد هذا الواقع .