ابتكر علماء الفيزياء في الولايات المتحدة مادة تجعل جميع الأجسام تحت الماء "شفافة" للموجات الصوتية وغير مرئية للسونار، وعرض الفيزيائيون هذه المادة في الاجتماع السنوي للجمعية الصوتية الأمريكية في واشنطن. وتقول أماندا هانفورد، من جامعة ولاية بنسلفانيا في فيلاديلفيا: "عندما نتحدث عن مثل هذه المواد، تبدو وكأنها فكرة مجردة فقط لا يمكن تحقيقها في الواقع. ولكن من جانب آخر، تبين الرياضيات أن جميع هذه الخصائص حقيقية. نحن الآن نصنع هذه المواد ونحاول فهم الإمكانيات التي تقدمها لنا".
وتشير هارفورد إلى أن العلماء ابتكروا عشرات المواد المماثلة، منها ما يسمح بمرور الموجات الصوتية وتعكسها بصورة تبدو للمشاهد وكأنما يشاهد قاعا مسطحا للبحر أو النهر أو حتى المحيط.
ويشبه هيكل الغطاء المذكور هرما ارتفاعه متر مغلف بألواح فولاذية مختلفة مثقبة، تسمح بامتصاص وتحويل الذبذبات الصوتية. وباعتقاد العلماء يمكن تغيير أبعاد هذا الغطاء بسهولة في المستقبل بحيث يصبح من السهل حماية الأجسام في قاع البحر من الاهتزازات عالية التردد وإخفاء الغواصات من السونار.
ويدرس العلماء في السنوات الأخيرة خواص مواد تسمى "المواد الخارقة- metamaterial"، وهي هياكل اصطناعية من قطع مختلفة أو دقائق النانو، قادرة على التفاعل مع الضوء بطريقة غير عادية. ويعتقد علماء الفيزياء أن هذه المواد ستصبح أساس الكمبيوترات فائقة السرعة في المستقبل.
وبينت نتائج التجارب التي أجريت خلال السنوات السابقة إمكانية تشكيل هذه المواد بحيث تتفاعل مع الضوء والحرارة وأشعة إكس والأشعة فوق البنفسجية وحتى المجال المغناطيسي.