أكدت مصادر ​فلسطين​ية لـ"​النشرة​"، أن الخلافات الفلسطينية الداخلية بدأت تطفو على سطح المواجهة وتحديدا بين حركة "فتح" ومعها فصائل "​منظمة التحرير الفلسطينية​" وحركة "حماس" ومعها "تحالف القوى الفلسطينية"، حيث شكل احياء ذكرى نكبة فلسطين السبعين مناسبة لظهورها علنيا من خلال تنظيم نشاطات مختلفة بدلا من التوحد في إحيائها، علما هذه الذكرى هذا العام تحمل تحديات كثيرة وخطيرة معا، تبدو على مفترق طرق، في ظل التطورات السياسية والأمنية المتسارعة في المنطقة، ومع تراجع الاهتمام ب​القضية الفلسطينية​، ومع القرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة ل​اسرائيل​، ونقل ​السفارة الاميركية​ اليها، وتقليص خدمات وكالة "الاونروا" ومحاولة انهاء عملها وشطب قضية اللاجئين.

الخلافات الفلسطينية، ربما ليست جديدة، ولكنها هذه المرة تأخذ منحى تصاعديا وحادا في ظل اتساع الهوة السياسية بين الطرفين وتشبث كل طرف بموقفه، في ظل مراوحة المصالحة الوطنية في مكانها، والتي بدأت مع المحاولة الفاشلة لإغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية رامي حمد لله ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، أثناء زيارته غزة منذ اشهر، مرورا بالخلاف حول المجلس الوطني الفلسطيني"، حيث أصرت حركة "فتح" على عقده في مقر المقاطعة في رام الله بمن حضر، بينما طالبت "حماس" بعقده بعيدا عن الاسرائيلي كي يتمكن كل الفلسطينيين من المشاركة الفاعلة، وصولا الى غياب عقد أي لقاء لـ"القيادة السياسية الموحدة" في ​لبنان​ منذ أكثر من ثلاثة أشهر منذ تولي "القيادة العامة" بزعامة ​احمد جبريل​ مسؤولية أمانة سر "تحالف القوى الفلسطيني" في لبنان، الى اليوم تنظيم نشاطين في ذكرى النكبة، رغم ان لا خلاف على التمسك بحق العودة ورفض التوطين.

وأعربت مصادر مسؤولة، عن مخاوف جدية من خطورة ان ينعكس هذا الخلاف الفلسطيني الداخلي وتحديدا "الفتحاوي-الحمساوي" توتيرا أمنيا في بعض المخيمات وخصوصًا في ​عين الحلوة​"، موضحة انه "بمجرد التوافق السياسي ولقاء "القيادة السياسية الموحدة" يشكل مظلة حماية تقطع الطريق على أي محاولة للتوتير الامني في ظل التحديات الكثيرة والخطيرة.

وقد ترجم الخلاف بشكل واضح في تنظيم نشاطين مختلفين، في اليوم عينه (الثلاثاء في 15 أيار) وفي نفس الوقت (الساعة الرابعة عصر) ولكن في مكانين مختلفين (مخيم الرشيدية وقلعة الشقيف)، بعيدا عن الحدود الجنوبية وبالتنسيق مع القوى اللبنانية بهدف ضبطهما وحسن تنظيمها وقطع الطريق على أي ذريعة لاسرائيل، بتسخين الاوضاع الأمنية عند الحدود الدولية، وتاليا محاولة حرف الأنظار عن الغاية المنشودة من "مسيرات العودة الكبرى، سواء في غزة أو الضفة او دول الشتات، في ظل التصعيد الاسرائيلي المتكرر على سوريا واطلاق التهديدات ضد لبنان.

وفق "النشرة"، تعتزم ​حركة حماس​" و"تحالف القوى الفلسطيني" والاحزاب اللبنانية، تنظيم "مسيرة العودة الكبرى تحت شعار "راجعين" في "قلعة الشقيف" الجنوبية نظرا لما ترمز اليه من دلالة وطنية في مقارعة اسرائيل إبان اجتياحها للبنان، حيث المرتفع الشاهق المطل على اسرائيل، سيبعثون برسالة واضحة، لا لبس فيها، انه مهما طال الزمن وليل الاحتلال سنحرر الارض ونعود اليها ذات يوم.

بينما، تنظم حركة "فتح" ومعها فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" مهرجانا مركزيا في مخيم الرشيدية في منطقة صور، حيث ستلقى كلمات بالمناسبة لكل من سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، حركة "فتح" وحركة "أمل" و"​حزب الله​"، تؤكد على التمسك بالتوابث الوطنية وعلى حفظ أمن واستقرار ​المخيمات الفلسطينية​ وتعزيز التعاون والتنسيق مع السلطات اللبنانية وقطع الطريق على اي توتير وعلى حق العودة.

خلاصة القول، إن سبعين عاما على ذكرى النكبة، لم تفت من عزيمة ​اللاجئين الفلسطينيين​ في لبنان، ما زال هؤلاء يتمسكون بحق العودة ويحتفظون بكل ما يؤكده، صكوك ملكية، مفاتيح المنازل القديمة، مقتنيات ثراتية استخدمها الاجداد، متسلحين بقرارات الشرعيّة الدوليّة وان لم تطبق حتى اليوم وأبرزها القرار 194 الذي ينص على حق العودة، ويأملون بتناسي الخلافات وتكريس الوحدة الفلسطينية من جهة، وقيام النواب الفائزين في لبنان بعد انجاز الاستحقاق الانتخابي، بإقرار حقوق ​الشعب الفلسطيني​ المدنية والاجتماعية والانسانية لرفع الحرمان والاهمال بانتظار العودة.