أوضح النائب بطرس حرب ان "الظروف ساعدت وزير الخارجية جبران باسيل لكي يربح معركة انتخابية ولم يحيّدني عن طريقه، لأن طريقه مختلف كلياً عن طريقي".
ورأى ان أسباب خسارته هي "انه في يوم الانتخاب خاف تيار المردة على مرشحه فايز غصن في الكورة، فحماه، وخاف الحزب السوري القومي الاجتماعي على مرشحه سليم سعادة، فحماه أيضاً"، معتبرا ان بعض الحلفاء والاصدقاء حجبوا عنه صوتهم التفضيلي "بسبب وجودي على لائحة واحدة مع بعض الأحزاب السياسية التي لا يتقبلها مزاج المنطقة"، لافتا إلى ان "أصوات القرى الشيعية صبّت أصواتها لمصلحة باسيل بتوجيه من حزب الله".
ورأى نحرب ان هناك عوامل كثيرة أساءت إلى العملية الانتخابية أولها، "الدفق الهائل من الأموال في المنطقة من قبل المرشحين الآخرين، إلى حملة التشهير الكبرى التي تعرضت لها من بعض وسائل الإعلام والتي لا تستند إلى أية وقائع"، معتبرا انه من السابق لأوانه أن يُجري تحليلاً علمياً وموضوعياً للنتائج التي حازها في الانتخابات النيابية، وقال: "لكن من دون شك، حصل سوء تقدير للواقع الانتخابي من قبلي". وأضاف "المقصود بسوء التقدير، هو تسع سنوات من الانقطاع عن الانتخابات كانت كفيلة بإحداث تغيير في مزاج الناخب، فالوضع المعيشي جعل الناس عرضة لتقبُّل خدمات شخصية لسدّ احتياجاتهم على حساب المبادئ والانتماء السياسي".
وأكد انه لا يؤمن بالطعن "لأن مجاله واسع جداً"، شارحا ان "هناك عدد من المحامين يتولون دراسة أصول الطعن من خلال هذا القانون. أسئلة كثيرة تطرح، مثلاً: هل سيقدّم الطعن ضد نتيجة الانتخاب برمتها، أم ضد نيابة شخص معين؟ المحاذير كثيرة، فإذا قُدِّمَ الطعن ضد النتائج سيؤدي إلى سقوط مرشح لا نعرف من هو، وستعدل النتيجة الانتخابية بكاملها، أي إن الخلل في العملية الانتخابية قد لا يصبّ بالضرورة في مصلحة مقدم الطعن".
وأضاف "إذا كنت قد حللت في المرتبة الثالثة في البترون، فلأنني لا أطمح إلى مقعد نيابي بقدر ما أطمح إلى تأييد الناخبين والوصول إلى المجلس النيابي بالأكثرية المطلوبة، لكن حين أصل بأقلية شعبية ويتقدم غيري عليّ في القضاء الذي أنتمي إليه، فسأستقيل انسجاماً مع قناعاتي".
وأشار حرب إلى ان أكثر ما أقلقه خلال العملية الانتخابية، وجود لوائح انتخابية للعهد. "بذلك، يجري تحويل رئيس البلاد إلى رئيس لفريق سياسي، ما سيؤدي حتماً إلى جعله جزءاً من الصراع السياسي ورئيساً لتكتل سياسي متصارع مع تكتلات أخرى، وهذا ما سيصيب موقع رئاسة الجمهورية"، واضعاً "مزاعم البعض" بأن يكون لرئيس الجمهورية تكتل سياسي أُسوة برئيسي المجلس النيابي والحكومة في سياق "يتناقض مع كل المبادئ التي يقوم عليها النظام الديمقراطي ويتعارض مع دور رئيس الجمهورية الذي يرعى الحياة السياسية".
وعن زيارة سفيري الإمارات والسعودية إلى معراب، غداة صدور نتائج الانتخابات النيابية، رأى حرب في هذا المشهد ترجمة للحلم السعودي والخليجي بإعادة تجميع القوى التي تمثل بنظرها توجهها السياسي والتي تمكنت من خلال مساعدة هذه الدول من تحقيق انتصارات ما كانت لتحققها لولا الدعم المالي الكبير الذي حظيت به، وهو ما ظهر بوضوح في الانتخابات والإمكانات المتوافرة التي خيضت المعركة بفضلها. وقال: "لست جزءاً من تركيبة اعتمدتها دول الخليج، ولا أرغب في ذلك. قضيت حياتي السياسية أعمل لمصلحة البلد والتعاون مع كل دولة وجدتُ أنها تعمل لمصلحة بلدي".