أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ تيار المستقبل ينتمي عضوياً إلى المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن ما يحصل داخله اليوم من حركة إقالات واستقالات مرتبط مباشرة بالمملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أنّ الحريري كان يعلم مسبقاً أنه سيخسر العديد من النواب بموجب قانون الانتخاب النسبي، لكنّ المملكة هي التي تضغط ليحصل ما يحصل.
وفي حديث إلى تلفزيون "الجديد" ضمن برنامج "الأسبوع في ساعة" أداره الإعلامي جورج صليبي، شدّد أبو فاضل على أنّ من غير المعقول أن يكون مدير مكتب الحريري المستقيل نادر الحريري خان رئيس الوزراء، لافتاً إلى أنّ الجميع يعلم أنه يثق بمدير مكتبه، معرباً عن اعتقاده بأنّ الأمر برمته مرتبط بما تطلبه المملكة.
وأشار أبو فاضل إلى أن هذا الأمر جاء بعد إقصاء الوزير أشرف ريفي عن السعودية نهائياً وحلول الرئيس أول كشخص أول من الطائفة السنية بصورة خاصة في المملكة، ملمّحاً إلى أنّ هذا الأمر يترتب عليه دفع فاتورة، وهو ما نشهده اليوم.
"المستقبل" انتصر في طرابلس؟
ونفى أبو فاضل رداً على سؤال، أن يكون التيار الوطني الحر مرتبطاً بالخارج أو لديه ولاءات خارجية، مشدّداً على أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يحمي البلد من خلال مواقفه، وتحدّث عن عقلية لدى المجتمع المدني تجعل من خلفيته خلفية 14 آذار، خصوصاً لجهة معارضة حزب الله ومحاربته، مستذكراً تجربة "بيروت مدينتي" على هذا الصعيد، والتي كان معظم أعضائها من المحسوبين على بيت الوسط والدائرين في فلك 14 آذار.
وأشار من جهة ثانية إلى أن تيار المستقبل حقق انتصاراً في داخل عاصمة الشمال مدينة طرابلس بفوزه بثلاثة مقاعد سنية، كما أنه حاز على الأكثرية السنية في الشمال، وكذلك في عكار حيث فاز بخمسة مقاعد، لافتاً إلى أن الرئيس نجيب ميقاتي والوزير فيصل كرامي فازا ولكن من فاز معهما لم يكونوا من السنّة.
الخلاف لن يحصل
ولفت أبو فاضل إلى أنّ تحالف الكتائب والقوات اللبنانية مني بضربة في معقله في الأشرفية في دائرة بيروت الأولى من خلال الخروق التي حصلت سواء من التيار الوطني الحر أو المجتمع المدني، لافتاً إلى أنّ التيار أصبح شريك الكتائب والقوات في بيروت، وكذلك المجتمع المدني.
واعتبر أبو فاضل أنّ الخلاف داخل الثنائي الشيعي، أي بين حزب الله وحركة أمل، لن يحصل، مشيراً إلى أنّ الحزب والحركة يمكن أن يختلفا مع أيّ حليف، لكنهما لن يختلفا مع بعضهما البعض، لإدراكهما أنّ مثل هذا الخلاف سينعكس على مجتمعهما وبيئتهما بشكل مباشر سلباً.
أبرز الخاسرين
وجدّد أبو فاضل القول إنّه كمسيحي لا يمكنه السير بقانون انتخاب نسبي يعتمد لبنان دائرة واحدة، كما يطالب البعض، مشيراً إلى أنّه يفضّل القانون الأرثوذكسي الذي سبق أن طرح في مرحلة البحث بقانون الانتخاب، والذي يقوم على انتخاب كلّ طائفة لممثليها.
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ حزب الكتائب أبرز الخاسرين في الانتخابات وكذلك المجتمع المدني، مشيراً إلى أنّ الأخير كان يفترض أن يتمثل أكثر في المجلس النيابي، خصوصاً أنّه كان هناك العديد من المناطق الخصبة له، ولكن خلافاته أثّرت عليه، ولم يكن موحّداً سوى في دائرة بيروت الأولى.
أبرز الرابحين
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الثنائي الشيعي، أي حزب الله وحركة أمل، هو أبرز الرابحين في الانتخابات، وكذلك التيار الوطني الحر الذي فاز بـ 29 نائباً، والقوات اللبنانية، وخلفهما تيار المستقبل على الصعيد السني حيث لا يزال الرئيس سعد الحريري الأول في لبنان سنياً.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ التيار الوطني الحر رشح ثلاثة أو أربعة مرشحين في كل منطقة، بينما ركّزت القوات اللبنانية على مرشح واحد في كل منطقة، وقلل من شأن حصول النائب سامي الجميل على أصوات تفضيلية أكثر من النائب إبراهيم كنعان، لافتاً إلى أن التيار وزّع أصواته على أكثر من مرشح، وإذا جمعنا أصوات مرشحي التيار في المتن فهي تتخطى الأصوات التي جمعهما النائب الجميل.
الكتائب غدر بالمر
وأكد أبو فاضل رداً على سؤال أن حزب الكتائب هو الذي غدر بالنائب ميشال المر، مذكّراً بأنّ الأخير خرج من تكتل التغيير والإصلاح في العام 2008، وشدّد على أنّ الكتائب وكذلك القوات اللبنانية هما اللذان غدرا بالنائب ميشال المر ولم يقبلا التعاون معه، في حين أنه كان على خلاف أصلاً مع التيار الوطني الحر.
ولفت أبو فاضل من جهة ثانية إلى أن رئاسة المجلس النيابي محسومة للرئيس نبيه بري، معرباً عن اعتقاده بأن لا لزوم لمعركة على هذا الصعيد، وأن المعركة إن حصلت هي لزوم ما لا يلزم، مشدّداً على أنّ البلد بحاجة للإسراع بهذا الاستحقاق، وأنّ الرئيس بري هو ضمانة. وإذ رأى أنّ نيابة رئاسة المجلس متروكة للتيار الوطني الحر، أعرب عن اعتقاده بأنّ القوات اللبنانية قد تشارك بأوراق بيضاء في المعركتين.
استبعاد القوات وارد؟
وأشار أبو فاضل إلى أنّ العلاقات توترت في المرحلة الأخيرة بين الرئيس نبيه بري من جهة والتيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون من جهة ثانية، معرباً عن اعتقاده بأنّ حزب الله يسعى لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، متحدّثاً عن اتصالات ولقاءات يمكن أن تحصل، مشدّداً على أنّ هذا الأمر يسبق أيّ مفاوضات يمكن أن تحصل حول تشكيل الحكومة الجديدة، في ما يتعلق بحقيبة المال أو غيرها.
ورجّح أبو فاضل رداً على سؤال أن تطول مرحلة تأليف الحكومة بعض الشيء، وأشار إلى وجود أجواء لدى جمهور التيار الوطني الحر تدعو لحكومة تحكم وأقلية تعارض، وأن البعض يطلب عدم مشاركة القوات اللبنانية فيها للمشاكسة، إلا أنه استبعد ذلك، لافتاً إلى أن السعودية لا تقبل ذلك، وهي لا تقبل المساس بالقوات اللبنانية، كما أنّ الرئيس بري أيضاً يمكن أن لا يقبل استبعاد القوات من الحكومة.
تحديات أمام الحكومة
ورأى أبو فاضل الحكومة المقبلة أمامها تحديات كثيرة، أولها البطاقة الممغنطة، مشدّداً على أننا بحاجة كلبنانيين للبطاقة الممغنطة، لافتاً إلى أنّ التحدي الثاني هو قضية العفو الذي تمّ التداول به أخيراً، وما إذا كانت الحكومة المقبلة ستلتزم به أم لا.
وأكد أبو فاضل أن العهد حقق العديد من الإنجازات، لا يمكن نكرانها، مشيراً إلى أنّ قانون الانتخاب كافٍ وحده، مشدّداً على أنّ هذا القانون أفضل من قانون الستين، وعلى المسيحيين أن يدركوا ذلك، خصوصاً أنّهم أوصلوا بأصواتهم 55 إلى 60 نائباً من النواب المسيحيين، بخلاف ما كان يحصل في السابق.