ليس الشارع السني المنضوي في تحالف المقاومة و8 آذار وحده ساخطاً وغاضباً على "انتهازية" وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وعلى طعنه المقاومة في ظهرها انتخابياً من حاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل والنبطية والزهراني وصور الى جزين وصيدا وصولاً الى جبيل وزحلة وعكار وطرابلس.
واذا كان حزب الله ينتظر انتهاء الاستحقاقات من ترتيب امور مجلس النواب الجديد والحكومة ليعيد تصحيح العلاقة مع باسيل ومن ثم ترميم جدار الثقة المهزوزة بين باسيل وحلفاء المقاومة من امل الى المردة والقومي فالاتحاد الى فيصل كرامي الى التنظيم الشعبي الناصري، يتوقع هؤلاء ان يخوضوا معركة شرسة مع باسيل خلال مشاورات تأليف الحكومة وخصوصاً في الحقائب وعددها ونوعيتها.
في المقابل ليست العلاقة جيدة بين القوى السنية المتخاصمة مع حزب الله كالجماعة الاسلامية وتيار المستقبل وخصوصاً بعد ان حقق التيار الوطني الحر مكاسب انتخابية على "ظهريهما" وانعكاسه على البيئة الداخلية والتنظيمية لكل من الجهتين.
في مقلب المستقبل لم تنته بعد "المتاعب" الانتخابية لرئيس التيار ورئيس الحكومة سعد الحريري وسيكون لـ"الخضة التنظيمية" ارتدادات اخرى ابعد من اقالات لمسؤولين كبار في فريق الحريري وحل منسقيات ودوائر منطقية في التيار الازرق. ويؤكد مسؤولون في المستقبل ان تحالف التيار الازرق مع التيار البرتقالي لم يمنح عملياً اصواتاً او مقاعد اضافية للوائح المستقبل بل اخذ منها في عكار وزحلة مثلاً وربح التيار البرتقالي ما يقارب 4 مقاعد "على ظهر " المستقبل وناخبيه السنة. ورغم خيبة الامل الحريرية من التحالف الانتخابي مع التيار سيكون هناك تعاون بين الحريري وباسيل ومن دون نادر الحريري الذي استقال بفعل "ليونته" وتنازلاته لباسيل وتياره.
فالمصلحة السياسية تفترض "تكاتف" الحريري مع باسيل لتشكيل السلطة وبقاء الاول في السراي رغم ان الثمن الذي يدفعه الحريري وفق جمهوره السني وهو باهظ بالنسبة للمكاسب التي يقدمها الرئيس ميشال عون والتيار للحريري.
على المقلب السني الآخر، خسرت الجماعة الاسلامية على اكثر من خط وتلعب امور كثيرة ادواراً اساسية في هذه الخسارة. ومن هذه الاسباب عدم وجود رؤية "لبنانية" لمشروع الجماعة السياسي وابقائه مرتبطاً باجندة اخوانية وتركية ومواجهاً لتكتل سعودي – مصري- اماراتي لم يسمح له بالتحالف مع المستقبل انتخابياً فخسر مقعده في بيروت الثانية ولم يعد ممثلاً في البرلمان وبعد خروج نائب الجماعة الوحيد عماد الحوت.
فعدم تحالف الطرفين انتخابياً كما جرى في انتخابات 2009 و2005 ووفق اوساط متابعة اثر على العلاقة التنظيمية بين الامين للجماعة عزام الايوبي وبين رئيس مكتبها السياسي اسعد هرموش والذي استقال بعد التحالف مع باسيل ورفض التحالف مع الحريري. فاستقال هرموش ليتلحق بالمستقبل من دون اعلان ذلك ولتتشتت اصوات الجماعة في المناطق في ظل غياب مرشحين في اقليم الخروب والشوف وعاليه رغم ترشح الجماعة في بيروت الثانية وطرابلس.
في بيروت الثانية خسرت الجماعة مقعدها النيابي الوحيد الذي يشغله الحوت منذ العام 2009 وهذا المقعد كان جراء تحالف في انتخابات العام نفسه مع المستقبل، اما في صيدا جزين لم يحالف مرشح الجماعة الدكتور بسام حمود الحظ واتى ترشحه وفق ما بينته الانتخابات انه كان رافعة ارادها باسيل "مطية" لضمان فوز مرشحيه الثلاثة في جزين رغم ان كل الاحصاءات كانت تؤكد استحالة تحقيق التيار اكثر من مقعدين وكذلك المستقبل كان مستحيلاً ان يربح مقعدي صيدا السنيين او ربح مقعد كاثوليكي في جزين مع مقعد بهية الحريري في صيدا فانهزم حمود والجماعة وكذلك عبد الرحمن البزري وربحت بهية الحريري مقعدها واحتفظ التيار بمقعدين من اصل ثلاثة واحد ماروني واخر كاثوليكي.
وتؤكد الاوساط ان تشتيت اصوات الجماعة في صيدا ومنح بعض الاصوات السنية لمرشحي التيار اضعف حظوظ حمود. فالمسيحيون في صيدا وقراها لم يصوتوا لصالح حمود لعدم رضاهم عن التفاهم بين التيار و"الاخوان" فيما التزمت الجماعة بإعطاء اصواتها التفضيلية لمرشحها في حين لم يمنح التيار "قيمة" اضافية لحليفيه على اللائحة اللذان رسبا.
وتشير الاوساط ان "انتهازية" باسيل والتحالفات الانتخابية وطبيعة شخصيته "البشيرية" والاستفزازية للسنة لم يهضمها جمهور الجماعة ولم يستسغ وجود الجماعة في مركب واحد مع باسيل. ويعتبرونه مخالف لتوجهات وقناعات الجماعة الدينية والسياسية بالاضافة الى التباين في سلاح حزب الله والنازحين والامور الداخلية لهذه الاسباب اصيبت الجماعة بانتكاسة جديدة بتحالفها مع باسيل ووزعت اصواتها له وللنائب وليد جنبلاط في اقليم الخروب ففاز التيار على ظهر الجماعة ودخلت الجماعة اليوم في ازمة داخلية عنوانها البت باستقالة هرموش وتقييم الاتفاق الانتخابي مع باسيل وآفاقه.
وتشير الاوساط الى من حسن الحظ ان باسيل تحالف مع اخصامنا السنة وخصوصا المستقبل والجماعة فتيجة الانتخاب حددت احجام كل حزب وقوة لبنانية وسيتم التعامل معها وفق ذلك في الحكومة الجديدة، في حين خاض سنة 8 آذار معركة انتخابية مع باسيل فانتصروا في اكثر من منطقة عليه.