تواصل اسرائيل مجزرتها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وسط تنديد عربي وأوروبي والمطالبة بتحقيق مستقل حول ما يجري، دون وجود معطيات توحي بامكانية إيقاف الاسرائيلي لأعمال القتل ضد مدنيين عزّل.
ورأت مصادر دبلوماسية ان الدولة الوحيدة التي يمكن ان تفرض على اسرائيل حلا يرضي الفلسطينيين والاسرائيليين، وهي الولايات المتحدة الاميركيّة، كانت تحتفل مع الدولة العبريّة بافتتاح السفارة الاميركيّة في القدس الشرقيّة، تزامنا مع سقوط اكثر العديد من الفلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي، وهو اليوم الاكثر دموية في غزّة منذ حرب عام ٢٠١٤ بين حركة حماس وإسرائيل .
واضافت المصادر ان هذا المشهد يعقّد العلاقات المتوترة بين الفلسطينين، حيث أدى نقل السفارة الى توقّف الاتصالات بين واشنطن والسلطة الفلسطينيّة، مما اضعف بشكل ملموس اي فرصة لاستئناف مفاوضات السلام الدبلوماسية.
وتعتقد المصادر ان الهمّ الأكبر والأكثر الحاحا هو كيفيّة التخفيف من حدة الوضع السائد على طول الحدود، مع وجود كلام ان كلاًّ من حماس وإسرائيل لا تتطلعان الى شن حرب شاملة، الا ان ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين قد يتسبب في المزيد من التصعيد، حتّى ولو لم يكن بشكلٍ فوري، إذ انّ غياب السياسات اللازمة لحل الوضع الإنساني المتدهور في غزّة قد يؤدي الى استمرار حالة عدم الاستقرار في هذه البقعة الفقيرة والمكتظة بالسكان .
وتابعت المصادر انه في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس الاميركي دونالد ترامب وادارته عن خطة سلام اميركيّة، فإن الوضع المتفجّر والمأزوم في غزة والاضطراب الدبلوماسي الناجم عن نقل السفارة قد رسخت الشكوك حول احتمال نجاحها .
وتميل المصادر نفسها الى الاعتقاد ان اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية المزمع عقده في تركيا لن تتعدى قراراته سوى التنديد والشجب، اللهمّ الا اذا اتخّذ هؤلاء الوزراء قرارات مُوجِعة ضدّ الولايات المتحدة الاميركيّة، كقطع العلاقات الدبلوماسيّة معها، او اي قرار آخر يجبر واشنطن التراجع عن نقل سفارتها الى القدس الشرقية، مما يؤدي الى عودة مفاوضات السلام الى مسارها الطبيعي، وهذا امر مستبعد .
في المقابل يجب وبحسب المصادر على العواصم العربية وبالتحديد دول مجلس التعاون الخليجي الضغط على واشنطن باي وسيلة تراها مناسبة لحثها على إلغاء قرار نقل السفارة وترجمة أقوالها بالافعال من انها تريد حلا عادلا للقضية الفلسطينية، لكن ردات فعل هذه الدول حول ما يحصل في غزة وداخل الاراضي الفلسطينية لا توحي بامكانية اتخاذ خطوة كهذه.
وخلصت المصادر الى الاعتقاد ان دول المواجهة وخاصة الجمهورية الاسلامية في ايران، التي دخلت من البوابة السوريّة في مواجهة مباشرة مع تل ابيب ستضاعف من مساعداتها العسكرية والمالية للمقاومة الفلسطينية في غزة، ولجميع حلفائها من التنظيمات المسلّحة استعدادا لمواجهات أخرى تهدد وتمهد لحرب في المنطقة .