وجه القائم برئاسة المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد خضر عصفور رسالة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أكد فيها أنه "الحمد لله العلي القدير الأحد الفرد الصمد، الذي أكرمنا ومن علينا بعودة شهر رمضان المبارك هذا العام، لنتزود من بركاته ورحمته وفضائله وصيامه وقيامه، وطاعة الله عز وجل في أيامه ولياليه، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى سيدنا ونبينا وهادينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الأئمة المعصومين وأصحابه المنتجبين".
وأشار عصفور في رسالته الى أنه "أيها الاخوة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والتنزيل والبركة فرض الله علينا صيامه بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (183)، وقوله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى? والفرقان ? فمن شهد منكم الشهر فليصمه (185)، وشهر رمضان المبارك شهر التقى والصفاء والنقاء ومكارم الأخلاق، أمرنا الله فيه بالصيام ليس عن الطعام والشراب فقط، بل نحن مكلفون دائما، وفي الشهر الفضيل ولتكن طاعتنا وصيامنا وأعمالنا مقبولة بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصرة الحق والقول الصادق والإبتعاد عن المخالفات والمعاصي والمحرمات، وقول الزور وتجنب كل ما يخرج عن طاعة الله. وعن نبي العلم والرحمة ومكارم الأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: "من تخلف عن نصرة الحق ولم يدع قول الزور والعمل به وتجنب المعاصي، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". وفي آداب الصيام عن السلف الصالح قيل: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم"، فأقبلوا وفقنا الله وإياكم لطاعته على قيم هذا الشهر الفضيل، شهر التنزيل والتفكر والتدبير والنقاء والصفاء، وكونوا قدوة لأبنائكم وإخوتكم في صيامه وآدابه وقيمه. وادعوا الله عز وجل إلى ما فيه خير المسلمين واللبنانيين عامة، ولما فيه خيركم ووحدتكم، ليوفقنا الله في أن نكون من أهل الإيمان، وممن حمدوه وشكروه وثقلت موازينهم، وفازوا برضاه، فيتقبل طاعتنا وصيامنا وعملنا ويجعلنا من المغمورين بنعمته ورحمته".
ولفت الى أنه "أيها الاخوة، لقد تجاوزنا مؤخرا إستحقاقا إنتخابيا، ونأمل في أن يوفق الله المسؤولين بتكليف حكومة تمثل كافة أطياف وطوائف لبنان، وتنصف أبناء هذه الطائفة بتمثيلهم بمقعد وزاري يتمخض عنها حكومة موحدة، تعمل على خدمة لبنان ووحدته وعيشه المشترك وسيادته وازدهاره".
وأكد أنه "بتوفيق من الله تعالى، عملنا نحن وإخوتنا أصحاب السماحة والغبطة رؤساء الطوائف الكريمة، وفي هذه الفترة الدقيقة، لما فيه خدمة لبنان ووحدته والحوار وتعميم التلاقي والتآخي الإسلامي المسيحي، كما سعينا مع إخوتنا في هذا المجلس الكريم، ومع أهلنا وأبنائنا للعمل بما وفقنا الله، وأرجو ببركة هذا الشهر الفضيل أن نكون قد وفقنا لما فيه مرضاة الله، وخير وخدمة أبناء هذه الطائفة الطيبة وخير المسلمين وجميع اللبنانيين والتآخي والعيش الواحد".
وأشار عصفور الى "أنني أدعو الله تعالى في هذا الشهر الفضيل أن يوفقنا جميعا لعمل الخير والتفكر والتأمل والرجوع لنقاوة وصفاء شهر الرحمة وليتقدم الشرفاء والمستحقون الصفوف، وليأخذ السياسيون في لبنان دورهم وواجبهم الشرعي، وليتكاتفوا لمتابعة حماية لبنان وسيادته وعيشه، والعمل على خدمته بما يرضي الله وتدعيم عناوين قوته المحصنة برئيسه وجيشه وشعبه ومقاومته، في وجه التحديات الصعبة والمخططات الصهيوـ أميركية الجديدة، والمتشعبة على كامل البلدان العربية ومنها وطننا، والتي بدأت اليوم بفلسطين وبمحاولة تغيير التراث والوجه التاريخي والديني للقدس الشريف، مما يستدعي إعادة توجيه البوصلة إلى قضية العرب المركزية قضية فلسطين والمسجد الأقصى، وحماية هذا الشعب الحر المظلوم دوليا ومن ذوي القربى والذي لا تقع على عاتقه وحده حماية المسجد الاقصى وكنيسة القيامة والقدس الشريف وفلسطين المسلوبة، بل واجبنا أيضا تدعيمه في حماية واسترجاع حقوقنا وحقوقه المشروعة. وفقنا الله وإياكم للقيام بحق هذا الشهر الفضيل وآدابه وصيامه وقيامه، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".