رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترأسه اجتماع المؤسسات المارونية المرتبطة بالبطريركية انه "ينبغي ان نخطو خطوة الى الأمام، فيما شعبنا يتطلع الى هذا الكرسي البطريركي، وهو في حالة قلق على المصير بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية. شعبنا يعاني من البطالة والفقر والحرمان، وشبابنا وقوانا الحيّة تهاجر وتفرغ الوطن الى بلدان تحترم الإنسان، وتفسح له في المجال ليحقق ذاته، ويحفّز مواهبه وقدراته، وما يؤلم شعبنا بالأكثر الركود الاقتصادي في كل قطاعات الاقتصاد، لسببين أساسيين، بالإضافة الى عدم الاستقرار في العالم العربي، وهما: غياب خطة اقتصادية واعية ومسؤولة تؤمّن النمو، والفساد المتزايد الظاهر في نهب المال العام. وقد قال أحد رؤساء الحكومة السابقين (نجيب ميقاتي): " البلد مش منكوب، البلد منهوب". الأمر الذي يعرقل الإصلاحات الإدارية والمالية والبنى التحتية التي يتطلبها المجتمع الدولي الداعم للبنان وقد اعرب عنها في الشهرين السابقين في كل من مؤتمر روما وباريس وبروكسل.".
وأشار إلى ان "كل هذه الأمور تؤخر اطلاق مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز بيئة عمل القطاع الخاص. هذا فضلاً عن ازمة اجتماعية وثقافية كبيرة، هي ازمة التعليم في المدارس الخاصة. وهو تعليم من حق الأهل اختياره لأولادهم بحكم الدستور. هذه الأزمة سبّبها القانون 46/2017 الذي أقرّ زيادات باهظة على رواتب المعلمين من شأنه ان يستدعي زيادة الأقساط المدرسية بما يفوق قدرة أهالي التلامذة. والمدارس غير مستعدة لزيادتها بسبب عجز الأهل، علمًا ان هؤلاء يعانون من ثقل الأقساط الحالية، والمدارس تبذل جهدها لمساعدتهم. أما بعد صدور القانون 46، فعدد كبير من المدارس ستقفل أبوابها، ويزج مئات ومئات من المعلمين والموظفين في عالم البطالة. ان قيمة الزيادة على رواتب 11،350 معلمًا التي اقرها القانون 46 تبلغ 12،000،000 دولار أميركي".
وأضاف "لقد ذكرت كل هذه الهموم التي تعنينا جميعًا، لكي نعمل معًا على وضع خطة استراتيجية من اجل حماية شعبنا والمحافظة عليه، باذلين كل ما بوسعنا من جهود وطاقات على مختلف الأصعدة. فلا نخاف من هول المشكلات. فرحلة الألف ميل تبدأ بالميل الأول".