أوضحت صحيفة "الراية" القطرية أن "تأكيد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أن القضية الفلسطينيّة يجب أن تظلّ محل إجماع عربي، وأنه لا يجوز أن تكون رهينة للخلافات السياسيّة بين الدول، جاء من منطلق المواقف القطريّة الواضحة الداعمة للشعب الفلسطيني سياسياً ومادياً، كما أن تأكيد أمير قطر أنه لا يمكن للسلام أن يتحقق في منطقة الشرق الأوسط دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يعبّر عن نبض الشارع العربي والفلسطيني والإسلامي الذي يؤكد أنه لا حل عادلاً دون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينيّة، ولذلك فمن المهم أن تبقى هذه القضية موضع إجماع إسلامياً وعربياً ولا يجوز بأي حال أن نخضعها لخلافات بين الدول".
ولفت إلى أن "القضية الفلسطينيّة، كما أكد أمير قطر قد دخلت التاريخ بوصفها قضية شعب سُلب وطنه، ولاجئين توزع شتاتهم في مختلف أرجاء الأرض ولجأت غالبيتهم إلى البلاد العربيّة وبعض المدن الفلسطينيّة، ومنها قطاع غزة، ولذلك فإن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يحتاج إلى مواقف صادقة وإرادة سياسيّة لاتخاذ خُطوات ذات معنى لإزالة الاحتلال، باعتبار أنه من دون حل عادل لقضية فلسطين وإنصاف شعبها لا يُمكن وقف هذا النزيف المتواصل منذ سبعين عاماً، فمطالبة صاحب السمو بوقف الحصار المفروض على القطاع بقرار سياسي تعبّر عن الموقف الواضح الذي ظلت قطر تتمسّك به، ولذلك يجب فرض الحل العادل للقضية الفلسطينيّة بوصفها آخر قضية استعماريّة ما زالت تشغل العالم، خاصة أن غزة قد تحوّلت بفعل الحصار إلى معسكر اعتقال كبير لمئات الآلاف من البشر المحرومين من أبسط حقوقهم بالسفر والتعليم والعمل والحصول على العلاج الطبّي وتأكيد القمة الإسلاميّة في إسطنبول أن القدس هي العاصمة الأبديّة لفلسطين، وأن نقل السفارة الأميركية لا يُغيّر وضعها، رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن العالم الإسلاميّ لن يتخلّى عن القدس وأن القدس هي قضية المسلمين جميعاً، وأن أي هجوم عليها هو هجوم على كل قيم الديانات السماوية الثلاث، ولذلك فإن على الولايات المتحدة الأميركية أن تدرك أن نقل سفارتها للقدس يقوّض عملية السلام في الشرق الأوسط، وأن عليها أيضاً أن تدرك أن السلام هو الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن القدس أرض محتلّة، وهي من قضايا الحل النهائي فنقل السفارة إليها انحيازٌ تامٌ لإسرائيل وتخلٍ عن رعاية عملية السلام باعتبار أن قرار نقل السفارة يجعل واشنطن شريكة لإسرائيل في جرائمها ضدّ الفلسطينيين".