سألت صحيفة وول ستريت جورنال" "لماذا لم تخترع البشرية منذ سقراط وإلى آل كلينتون جائزة للذين يصبرون على تحمل معاناة الزواج؛ نساء أو رجالا؟ وهي التي وضعت جائزة لكل شيء؟"، مقترحة "تحويل أموال جائزة نوبل للأدب التي تم إلغاؤها هذا العام إلى إنشاء جائزة قال إن الجميع انتظرها طويلا، وهي "جائزة الزواج".
والعنف الجسدي -يقول إبستاين في مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال- لا يؤهل من وقع ضده للترشح للجائزة لأن المعاناة المعنية في الجائزة يجب أن تكون معاناة نفسية.
ولضبط معايير الجائزة، يجب أن تمنح بأثر رجعي لشخصيات تاريخية؛ فالفيلسوف سقراط -على سيبل المثال- الذي تزوج من تلك الفتاة التي تصغره بنحو أربعين عاما سيكون من بين المرشحين، لأن هذه الزوجة التي تُدعى زانسيبي كانت تأتي مع أبنائهما الثلاثة إلى المكان العام الذي يقوم سقراط بإلقاء دروسه فيه ويجرونه جرا إلى المنزل.
وسيقول مؤيدو الحركة النسوية حاليا إن زانسيبي هي التي تستحق الجائزة وليس سقراط، لأنها صبرت على رجل كان يقضي كل ساعة متاحة من وقته بعيدا عن المنزل في محاولاته لتعليم شباب أثينا أنهم لا يعرفون ما يتخيلون أنهم يعرفون.
ولا يتوقعن أحد أن يكون الجدل حول اختيار الحاصلين على هذه الجائزة أقل من الجدل الذي يُثار عادة في منح جوائز نوبل للأدب أو غيرها من الحقول.
والكونتيسة صوفيا تولستوي ستكون من أقوى المرشحين لنيل جائزة الزواج، لأن زواجها من ليو تولستوي بدأ بتقديمه مذكرات قديمة له لتقرأها، وهي مذكرات مليئة بكتاباته عن مغامراته وشهواته الجنسية التي لا حدود لها، بالإضافة إلى استضافته بمنزله عددا كبيرا من أهله المزعجين بتعدد أمزجتهم وأفكارهم، وأخيرا هروبه عند تقدمهما في العمر ليموت وحيدا بمحطة قطارات صغيرة بوسط روسيا.
ويجب أن يُرفق بالميدالية التي ستُقدم للكونتيسة تولستوي خطاب اعتذار عن قصور الميدالية في تعويضها عن كل معاناتها وقلقها وتحمل الأنانية الكاملة لزوجها".
ليونيل وديانا ترياينغز سيكونان من بين المرشحين؛ فهما فرويديان متعصبان يُقال إنهما لم يكونا قادرين على الذهاب في إجازة قصيرة دون أن يرافقهما طبيب نفساني يجلس بالمقاعد الخلفية للسيارة".
والمرشح التالي سيكون ليونارد وولف زوج الكاتبة فرجينيا وولف؛ ذاك اليهودي الصبور والاشتراكي القح الذي تزوج تلك المرأة التي ليست معادية للسامية فحسب، بل غبية وسخيفة تماما.
لن نستطيع معرفة ما شعر به ليونارد بالضبط عندما أبلغوه يوم 29 آذار 1941 بأن زوجته ملأت جيوبها بالحجارة ونزلت في نهر أوسي شمال يوركشاير بإنجلترا. من المحتمل أن يكون قد شعر بالارتياح؛ فحتى في مماتها كانت مصدرا لإزعاجه لأن جثمانها لم يتم العثور عليه إلا بعد أسبوعين من يوم انتحارها. وقد كانت آخر رسائلها له تتضمن تأكيدها لصبره عليها وطيب معاملته إياها؛ لذلك يجب التفكير في منحه هذه الجائزة بعد مماته تعويضا له عن معاناته الرهيبة في زواجه.
ومن المؤكد أن بعض الجوائز يجب تقاسمها بين الأزواج، مثل آل كارليل: توماس وميري، اللذين كان زواجهما عاصفا ومليئا بالمشاحنات إلى حد أن دفع الكاتب الإنجليزي الساخر صمويل بوتلر ليقول "إن رحمة الله أتاحت أن يتزوج كارليل السيدة كارليل لينتج عن تلك الزيجة فقط شخصان بائسان وتعيسان وليس أربعة أشخاص".
لكن من يستحقون تقاسم جائزة نوبل للزواج لن يكونوا قليلي العدد؛ فآل تريلينغز: ليونيل وديانا، سيكونان من بين المرشحين؛ فهما فرويديان متعصبان يُقال إنهما لم يكونا قادرين على الذهاب في إجازة قصيرة دون أن يرافقهما طبيب نفساني يجلس بالمقاعد الخلفية للسيارة.
كذلك من دواعي الأسف أن زواج إدموند ويلسون وميري ماكارثي لم يدم عشر سنوات وإلا لرشحناهما لنيل الجائزة؛ فهذا الزواج الذي تم بين فنانين من أكثر الناس قسوة كان سيؤهلهما ليكونا على رأس قائمة المرشحين.
وبعد وقت طويل من وفاتهما نشرت نيويورك تايمز محاضر أحداث طلاقهما التي تضمنت تفاصيل الشتائم والعنف الجسدي والازدراء وعدم الاحترام التي اتهم كل منهما الآخر، وعلق صديقي هيلتون كرامر بأنه على يقين بأن كلا منهما قال كل الحق.
أما بالنسبة لترشيح الأزواج المعاصرين، فستكون هيلاري كلينتون على كل قائمة، وربما يعتقد أحد القراء بأن هذه الجائزة ستكون تعويضا ضئيلا عن انتخابات 2016، لكن نظرا إلى أن تلك الخسارة قد وضعت السيدة كلينتون في ضيق مستمر، فمن المحتمل أن يكون ترشيح السيد بيل كلينتون للجائزة أمرا يقتضي التفكير فيه أيضا.
وجائزة السيدة هارفي فاينشتاين -وفاينشتاين هو نجم هوليود الذي انطلقت حملة "مي تو" في البداية ضده- ستتم الموافقة عليها بهدوء ودون أي اعتراضات.
هل تعتقدون أن السيدة ميلانيا ترمب مرشحة جدية للجائزة؟ ربما يجب عليكم طرح هذا السؤال على الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز.
إذا ترسخت جائزة نوبل للزواج فستكون تعويضا مهما عن كل سنوات المعاناة الذهنية، لكن دعونا ألا ننسى المال؛ فوجوده في اليد سيجعل الفائزين بالجائزة يبكون طوال الطريق إلى البنك.