إزدانت مدينة النبطية بزينة شهر رمضان التي تضاء خلال الليل وتترك ارتياحا في نفوس الصائمين بعد يوم طويل من التعب. في هذا السياق، أطلق النادي الحسيني في النبطية، بإمامة مفتي النبطية الشيخ عبد الحسين صادق نشاطات الشهر الفضيل تحت عنوان "رمضان تيضل بالفرح مليان"، وسط ارتياح للاجراءات الامنية للجيش والقوى الامنية التي تمتد خلال فترات الليل حتى الفجر لتصاحب الحركة الاقتصادية والتجارية في المدينة، والتي ستفتح محلاتها في الايام العشر الاخيرة وقبل عيد الفطر افساحا في المجال امام المواطنين لشراء حاجيات العيد.
وتتميز النبطية بعاداتها وتقاليدها الموروثة عن الاباء والاجداد التي تخبو طوال العام وتظهر في شهر رمضان لتضفي رونقا، ومنها المسحّراتي الذي يجوب بعيد منتصف الليل الاحياء، ومدفع الافطار الذي يضعه النادي الحسيني على "بيدر" المدينة، إضافة للمأكولات الرمضانية والحلويات والمشروبات التي تميّز هذه المنطقة.
وفي جولة لـ"النشرة" على الاسواق التجارية في النبطية بدت معالم الزينة الرمضانية التي يتشارك في رفعها النادي الحسيني وبلدية النبطية وجمعية تجار محافظة النبطية موزّعة بأشكالها وأحجامها على كل المفارق وفي ساحتها وعلى طرقاتها، ولم يعد الهمّ الامني هو الهاجس الذي يقلق المدينة وأهلها بعدما تمكن الجيش من القضاء على مجموعات داعش الارهابية وطردها لخارج الحدود اللبنانية، مع الاشارة الى ان تلك المجموعات كانت تخطط في رمضان العام الماضي لسلسلة تفجيرات في مختلف المناطق اللبنانية، واعترفت احدى الخلايا انه كان للنبطية النصيب الوافر منها، خصوصا في أحد ايام تجمعات الناس على الافطار او في ساحة البيدر حيث يلهو الاطفال بأراجيح العيد.
في هذا الإطار، أكد رئيس المكتب الاعلامي للنادي الحسيني في النبطية مهدي صادق، في حديث لـ"النشرة"، ان "شعارنا لهذه السنة في مدينة النبطية هو "تيضل رمضان بالفرح مليان" والزينة هي عبارة عن مجسّمات رمضانية نشرناها في ساحات أساسيّة وفي كافة انحاء المدينة، وهي مضاءة خلال الليل فضلا عن الزينة التي أقامتها بلدية النبطية وجمعية تجار النبطية، ومدفع رمضان هو تقليد سنوي مستمرون به، وهناك أدعية في النادي الحسيني ليليًّا ومسابقة يومية هادفة من خلال النادي المذكور ايضا، كما نتحضر لاحياء ليالي القدر، ومن خلال الكشافة أقمنا تمويلا لمشاريع صغيرة لاسر فقيرة ومنها "إكسبرس"، وعربة فول وكوخ او محل صغير لتعتاش منه بشكل مستمر.
وحول مشروع إفطار الصائم أشار صادق إلى انه "قد مضى عشر سنوات على التزامنا به وهو توزيع الطعام المُعَدّ للاسر الفقيرة وايصاله لها يوميا الى منازلها وعددها 64 أسرة، اضافة الى الطعام الجاهز للافراد الذين لا قدرة لهم على اعداده كالمكفوفين والمقعدين وذوي الاحتياجات الخاصة، وافطار عام شعبي وليس ريعي للناس نقوم به سنويا بمناسبة ولادة الامام الحسن، وقمنا بتوزيع فيديو ترويجي لكل لبنان وهو عبارة عن تهنئة للبنانيين".
بدوره أوضح رئيس جمعية تجار محافظة النبطية جهاد فايز جابر أنه "في اليوم العاشر لشهر رمضان ستفتح كل المحلات التجارية في النبطية امام الزبائن والمواطنين لتحريك العجلة الاقتصادية، وقد اتفقنا مع التجار على حسومات وتخفيضات على السلع والبضائع تصل الى 50 بالمئة، وجمعية التجار ستقيم مدينة ملاهي في النبطية هي الاكبر في لبنان والشرق الاوسط وسيتم افتتاحها برعاية امام النبطية، وهدفنا ادخال البهجة والسرور لاهلنا ونحن ننسق مع القوى الامنية والعسكرية ومطمئنون للاوضاع الامنية في المنطقة خصوصا بعد الاجهاز على الجماعات الارهابية".
من جهته لفت رئيس نقابة تجار الخضار والفواكه في محافظة النبطية جهاد الدقدوق إلى انه "للسنة الثانية على التوالي ابتداء من أول أيام شهر رمضان المبارك افتتحنا بالتعاون مع بلدية النبطية ورئيسها الدكتور احمد كحيل المعرض الرمضاني الشعبي للخضار و الفاكهة، في السوق المركزي للخضار والفاكهة في المدينة"، نافياً ان "تكون اسعار الخضار في شهر رمضان قد ارتفعت عما كانت عليه قبل بداية الشهر الكريم فالاسعار عادية وهناك مراقبة من قبلنا بالتعاون مع لجنة حماية المستهلك والتجار متجاوبون والاسواق عرضة للعرض والطلب".
أما رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل، فأشار إلى "ان زينة النبطية بالأقواس لنزيد حبورا على هذا الشهر الفضيل وهو شهر الخير والبركة والرحمة والتوبة، ونحن قدّمنا مولدات خاصة بالبلدية لانارة شوارع المدينة عند انقطاع الكهرباء لتبقى النبطية مضاءة امام روّادها خلال الليل وخصوصا في الايام العشرة الاخيرة لرمضان".