تنغص "المفرقعات" على الصائمين في مدينة صيدا في شهر رمضان المبارك فرحتهم، بعدما تحولت من وسيلة للتسلية والترفيه والفرح لدى الأطفال الصغار الى أداة تزرع الرعب في القلوب نظراً لدويها القوي، والذي يشبه الى حد كبير "القنابل" اليدوية الحقيقية صوتاً، والأخطر هذا العام انها باتت تتسبب باحتراق بعض المنازل والشرفات.
ويشكو أبناء صيدا القديمة وبعض الاحياء الشعبية في تعمير عين الحلوة ودلاعة والزهور والحاج حافظ والفوار والهمشري، وسواها من انتشار ظاهرة "المفرقعات" ويعتبرونها آفة سيّئة بدأت تلازم شهر الصوم لتنغص على الصائمين فرحتهم وإفطارهم وسحورهم وقيام لياليهم، وبخاصة انها تحولت سبباً لاندلاع الحرائق هذا العام او للمشاكل الفردية والعائلية التي سقط نتيجتها عدد من الجرحى في الاعوام السابقة. لم تندم تداعياتها بعد.
ويؤكد محافظ الجنوب منصور ضو لـ"النشرة"، أن قرار منع المفرقعات ساري المفعول طوال العام وليس محصورا في اوقات محددة، وان من يريد ان يطلق المفرقعات في المناسبات والاحتفالات والافراح وسواها عليه الحصول على ترخيص رسمي (اذن مسبق) والتنسيق مع قوى الامن الداخلي، ولكن في شهر رمضان الفضيل يجري خرق هذا القرار" مضيفا "لقد بدأنا اتصالات واجراءات للتشدد في تطبيق هذا القرار لجهة منع البيع العشوائي للمفرقعات او اطلاقها كيفما كان وخاصة في الاحياء السكنية ومع الشكاوى المتزايدة من قبل المواطنين.
ورغم قرار منع بيع هذه "المفرقعات" أو طلاقها، تشدد القوى الأمنية في ملاحقة المخالفين ومصادرة ما يوجد منها في محال الباعة، إلا انها في هذا الشهر الفضيل تلقى رواجا "منقطع النظير"، إذ يجد فيها الاطفال وسيلة للتعبير عن فرحهم... والمراهقون أداة لممازحة الناس أو الانتقام منهم، بعدما كانت تستخدم في الاعراس والاحتفالات ولفترات زمنية محددة ووفق ترخيص مسبق صادر عن محافظ لبنان الجنوبي.
تطور وانواع
منذ سنوات تطورت صناعة "المفرقعات" بشكل لافت وباتت مختلفة الاحجام والانواع، ويشرح أحد خبراء "المفرقعات" في صيدا "ان هناك عشرة أنواع أبرزها الصواريخ التي تستخدم للأعراس والاحتفالات، والمناظر الجويّة التي ينبثق منها ورد ونخلات وأضواء مشكلة، غير ان المفرقعات المؤذية تعرف باسم "دادي" وسعرها خمسة آلاف ليرة لبنانية وفيها 20 قنبلة قوية الصوت إضافة الى "التوربيل" وسعرها ثمانية آلاف وفيها عشر حبات قوية. والى جانب هذه تنتشر مفرقعات "بولو" والبلبل وجبل النار والصاعق الاحمر والصاعق الأزرق "وتندر كينغ" وجميعها تصدر أصواتاً وأضواء إضافة الى "شرارة الحديد" الصامتة والسهم الذي يقذف كرات من اللهب الى السماء.
وكل هذه "المفرقعات" وتواصل انفجارها على مدى ساعات الليل والنهار ومن دون مراعاة جهد الصائمين والعمال والمواطنين مما دفع الكثير منهم الى رفع الشكوى عالياً للقضاء على هذه الظاهرة ومعاقبة كل من يروّج لها بخاصة بعد حصول حريقين الاول في مبنى "الجزيرة" في "حي الزهور" والثاني في خيمة على شرفة منزل في شارع الحاج الحافظ، حيث حضر الى المكان عناصر الدفاع المدني وفوج الانقاذ الشعبي التابع لمؤسسة الشهيد معروف سعد وأخمدوا الحريقين واقتصرت الأضرار على الماديات.
آراء ومناشدة
وقال الفتى محمد نجم: "انتظر شهر رمضان المبارك كي اطلق المفرقعات مع رفاقي، أحبها كثيراً ولكنني على استعداد لعدم إطلاقها مجدداً بعدما عرفت ان حرائق اندلعت بسببها او وقعت مشاكل، علينا ان نتحلى بأخلاق هذا الشهر الفضيل ونتنازل عن غرورنا وفرحنا ما دام يزعج الآخرين".
وطالب هادي نحولي، المسؤولين "اتخاذ قرار فوري بمنع بيع هذه "المفرقعات" بعدما تحولت الى مصدر إزعاج كبير للناس" وسببا في اندلاع الحرائق وهذا الاخطر"، مضيفا ان "المفرقعات هي "حرب ضد رمضان وعاداته وتقاليده الحسنة، انها آفة سيئة ويجب التخلص منها سريعا، ان الاهالي مطالبون بتربية أولادهم والقوى الامنية بمنع بيعها".
وبين الشكاوى والمطالب، حلّت أخبار المفرقعات ومشاكلها المتكررة ضيفة على موائد الصائمين وسهراتهم وصالوناتهم العائلية وحتى السياسية، ولسان حالهم يقول: "متى تلقى الشكاوى آذانا صاغية ويعود رمضان الى ما كان عليه من دون هذه العادات السيئة".