ظهر ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مع رئيس وزراء اتيوبيا خلافا للشائعات ولتكهنات صحيفة "كيان" الإيرانية الّتي اشارت الى انه أصيب برصاصة في نيسان الماضي، رابطة عدم ظهوره العلني منذ ثلاثين يوما بما قالته الصحيفة المذكورة .
وكان هذا الامير الشاب استمال العالم برؤيته حول مملكة جديدة ومعاصرة، من خلال التغيير الّذي بدأه في السعودية مع الحفلات الموسيقية المباشرة، وافتتاح دور السينما الى جانب الكثير من الأعمال الاخرى، حيث أصبح بإمكان النساء حضور مباريات كرة القدم، واطلاقه الوعود بإلغاء الحظر الذي تفرضه البلاد على قيادة النساء للسيّارات الّذي من المقرر ان يدخل حيّز التنفيذ في ٢٤حزيران المقبل.
لكن بعض المراقبين لاحظوا انه في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، بدأت تطفو تقارير الى السطح حيال الناشطات اللواتي ضغطن لاجراء تغيير في السياسة وكيف اعتُقلن وسُجِنَّ، كما أفيد عن إلقاء القبض على ١٣ شخصا معظمهم من النساء.
وكانت المعتقلات نظَّمن حملات ضد ما يسمى بنظام قواعد الوصاية المفروض على النساء السعوديات للحصول على إذن من قريب ذكر قبل اتخاذهن العديد من القرارت الخاصة بحياتهن، مثل السفر، ومن بين المعتقلات لُجَيْن الهذلول، التي التقت خلال قمة "عالم شباب واحد" في عام ٢٠١٦ مع الشهيرة ميغان ماركل التي أصبحت زوجة الامير البريطاني هاري يوم السبت الماضي.
وطرح المراقبون تساؤلات عما اذا كانت هذه الاعتقالات تعكس تراجعا من قبل ولي العهد السعودي، أم ان هذا الامر يعود الى أسلوبه الصارم في الحكم، الذي يرفض الضغوط.
وفي هذا السياق هناك روايات يردّدها دبلوماسيون أميركيون خدموا في السعودية ان ولي العهد وعندما كان في الثانية والعشرين من عمره وكان يمارس التجارة، وضع رصاصة على مكتب احد القضاة الذي رفض التوقيع على معاملة تخص تجارته، وأجبره على التوقيع، وان القاضي رفع الامر الى الملك عبدالله آنذاك الذي منع محمد بن سلمان من الاقتراب من الديوان الملكي .
ويعتقد رجال اعمال سعوديين ان تصرفات ولي العهد ربما تدلّ على تخوّفه من ان تخرج حركة الإصلاح التي بدأها عن سيطرته، او اكتشف ان تحركه بالانفتاحيّة بهذه السرعة لم يستطع المجتمع السعودي استيعابها.
ويقول هؤلاء ان ولي العهد نادرا ما يغيّر رأيه في القرارات التي يتخذها خصوصًا وان ما يثقل كاهله مجموعة أشياء أولها الحرب المستمرة في اليمن، والازمة الدبلوماسية مع قطر، اعتقال اكثر من ٤٠٠ امير ورجل اعمال بتهم الفساد، وإرجاء البيع الجزئي لشركة النفط الحكومية السعودية أرامكو، وقد يكون ليس آخرها احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. ويتخوف المراقبون من ان تكون هذه المعطيات كمؤشر ان الامير محمد بن سلمان غير مهتم في التغيير وان كل ما قام به هو لتلميع صورته في الخارج، وان الاعتقالات الاخيرة تعكس عدم قدرته على تنفيذ وعوده التي امل جيل الشباب في المملكة العربية السعودية بتحقيقها .