لفت رئيس جمعية المبرات الخيرية العلامة علي فضل الله، خلال رعايته حفل الإفطار الّذي أقامته جمعية المبرات في ثانوية الرحمة في كفرجوز، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب هاني قبيسي، النائب ياسين جابر وآخرين، إلى أنّ "أهمّ ما ننعم به في شهر رمضان المبارك، هو هذه اللقاءات، حين نجتمع بكلّ تنوعاتنا، أدياناً ومذاهب ومواقع سياسيةً واجتماعيةً، لنلتقي على الهدف الّذي لأجله أرسل الله الأنبياء والرسل"، مؤكّداً أنّ "لا يمكنُ لشهر الله أن لا يكون شهرَ التواصل واللقاء على خير الإنسان والحياة، وهو من جعل من أولى مسؤولياتِ الإنسان، حتى يكون قريباً منه، أن يكون في عون أخيه الإنسان".
وبيّن أنّ "في حسابات الله، لا موقع للأنانيين الّذين يستغرقون في ذواتهم، أو في الإطار الضيّق الّذي يعيشونَ همَّه، ولا للّذين لا يشعرون بآلام الناس من حولهم، ولا للذين يجزّئون إنسانيّتهم، بحيث يستشعرون آلام مَن هم مِن طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم، ومن هم في بلدانِهم، أو من مواقعهم السياسيّة والاجتماعيّة، ولا يستشعرون آلام مَن هم مِن غير طوائفِهم أو مذاهبِهم أو مواقعِهم السياسية، بلْ قد يقهرونهم".
ونوّه فضل الله إلى أنّ "هناك شاهداً على ما قد يفعلُه تلاقي إرادات الخير، هو الزمن الّذي نعيشه. ففي الخامس والعشرين من شهر أيار، تحضر ذكرى التحرير الّتي تعيدُنا إلى اليوم الّذي يعدّ منعطفاً في الصراع مع العدو الصهيوني، ونقلةً نوعيةً لا نزال نحصد نتائجها الإيجابية، بعد أن جعلت هذا العدو يفكّر طويلاً قبل أن يقدم على فتح حرب، بعدما كان الدخول إلى لبنان نزهةً"، مشيراً إلى أنّ "العالم شاهد انهزام الجيش الّذي قيل عنه إنّه لا يُقهر، وخروجه من لبنان في ليل أليل وبسرعة متناهية، تاركاً خلفه آلياته وعتاده، ليتخفّف من حمل الهروب، ومتناسياً آلاف العملاء الذين تجمّعوا على أسوار الشريط الشائك، مطالبين العدو بفتح الأبواب للنجاة بعمالتهم"، مركّزاً على أنّ "هذا الإنتصار الّذي تبعه انتصار تموز في عام 2006، ما كان ليحصل لولا تلاقي اللبنانيين بكلّ طوائفهم ومذاهبهم السياسية، وتكاتف جهودهم، بين من قاتل، ومن قدّم المال".
وشدّد على أنّ "في ذكرى الإنتصار، نريد لقيمة هذا الإنتصار أن تترسّخ، فلن نكتفي كما يكتفي الكثيرون بالزهو بهذا الإنتصار، بل نريدُها أن تكبر وتتعاظم وتتضخّم، لا في النفوس فقط بل في الأرض أيضاً. نريد أن نتثبّت بهذه الأرض الّتي باتت موقع عزّ وفخار لنا، كما أنّها موقع النصر"، لافتاً إلى "أنّنا لن نستطيعَ أن نحفظ الإنتصار إلّا بالحفاظ على وحدتنا الداخلية الّتي يسعى من يسعى لهزّها والعبث بها، ونحن أمام استحقاقات كبرى في المنطقة، والكلّ يُتابع عرض القوة الأميركي - الإسرائيلي على أبواب المنطقة، وهذا التهديد والوعيد، في سعي لاستثمار ما يراه العدو فرصته في إضعاف الجسم العربي والإسلامي، بعدما أكلت منه الفتن المذهبية والطائفية والسياسية ما أكلت، والّذي يهدفُ إلى تصفية القضية الفلسطينية وكلّ من يقفُ في وجه المشروع الإستكباري في المنطقة".
وأوضح "أنّنا مدعوون إلى تثبيت وحدتنا في مواجهة زهو العدو ونزقه، والحذر والمضي بتحضير شروطِ المواجهة الناجحة للعدو الّذي لا ينفكّ يواصل تهديداته ومناوراته، ويحاكي حرباً جديدةً، والوقوف في مواجهة التهديدات الّتي تأتي من وراء البحار"، داعياً إلى أن "نقف معاً لإعادة العافية إلى الساحة الداخلية بعد الانتخابات النيابية 2018، حيثُ خرج الخطاب الإنتخابي من عقاله، وترك آثاره السلبية، والعمل بكلّ الوسائل لمواجهة الفساد، لإشعار إنسان هذا البلد بأنّه عزيزٌ وكريمٌ، وأنّه يعيش في كنف دولة قوية وعادلة تُعالج فيها مشاكل البطالة، وتتمّ فيها مواجهة المشاكل الإجتماعية الصعبة بعد كلّ هذا التراخي وعلى مدى سنين، في وضع الإصبع على الجرح ومداواته، وفي تجاهل لمعالجة أبسط الملفات المتصلة بالكهرباء والنفايات وغيرها".