هنأ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب بتهنئة اللبنانيين عموماً والمقاومة والجيش وعوائل الشهداء خصوصاً في عيد المقاومة والتحرير الذي يعيدنا بالذاكرة الى اروع صور التضحية والاباء حيث انتفض لبنان بشعبه ومقاومته ضد الاحتلال الاسرائيلي، فحقق هذا البلد الكبير بطموحات شعبه ومقاوميه اعظم انتصار على الجيش الذي طالما ادعى انه اسطورة لا يقهر، بيد ان هذا الجيش اندحر مهزوما خائبا ذليلاً خاسئاً عن ارضنا بفعل تضحيات المقاومين الابرار وصمود شعبنا البطل وتصدي جيشنا الابي، فكانت صدمة العدو كبيرة باندخاره عن لبنان اذ تحطمت غطرسة جنوده تحت اقدام المقاومين مما جعله يبحث ويسعى بجهد الى اي انجاز ولو شكلي ليرفع من معنويات جنوده، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل بفعل وعي المقاومة وصمودها وشجاعة رجالها واحتضان شعب لبنان لها، فهي كانت على الدوام جاهزة وحاضرة في الساحة لردع العدوان عن القيام باي حماقة في الاعتداء على لبنان.
واكد سماحته خلال خطبة الجمعة في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، ان لبنان القوي بالمعادلة الماسية التي حررت ارضه وحفظت استقراره، سيظل محصناً ضد الاخطار والتهديات التي تستهدفه، ولقد اثبتت الانتخابات النيابية ان خيار المقاومة اقوى من كل الاموال والرشى والاعلام المدفوع الاجر ممن باعوا انفسهم للشيطان الاكبر وكانوا ادوات في مشروعه لضرب المقاومة وتشويه صورتها وتضليل الناس من خلال بث الفتن واثارة النعرات الطائفية والمناطقية ومحاولة فك ارتباط المقاومة بشعبها، ولكن وعي الشعب اللبناني كان اقوى من كل المؤامرات، فجدد خياره بالتمسك بنهج المقاومة الذي ترخص دونه المهج لان المقاومة بذلت ما لا يقدّر بمال ولا يحدد بثمن. ان الاستقرار الذي يشهده لبنان اليوم مدين لهؤلاء الاوفياء ومدين لدماء الشهداء على المستويّن الداخلي والخارجي التي لولاها لكان لبنان من عالم الماضي، او على الاقل تجتاحه جحافل الارهابيين المدعومين والمؤازرين بالعدوان الصهيوني وحلفائه في المنطقة.
وبارك العلامة الخطيب تجديد الثقة للرئيس نبيه بري بانتخابه مجدداً باستحقاق وجدارة لموقع رئاسة المجلس ، وطالب القوى السياسية بالاسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني لتواجه الاستحقاقات الكبيرة التي ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر، وفي طليعتها الايفاء بالوعود التي قطعوها على انفسهم بمكافحة الفساد المستشري في ادارات الدولة، ومعالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي والبدء بتنفيذ المشاريع المنتجة وايجاد فرص عمل جديدة تحد من البطالة المتفشية، وعليهم تقع المسؤولية الاخلاقية في حل مشكلة الكهرباء والنفايات والمشاكل البيئية التي لم تعد تحتمل وعلى راسها تلوث مجرى نهر الليطاني وسد القرعون.
وتطرق الشيخ الخطيب الى الغطرسة الصهيونية التي تعبّر عن ربيبتها الامريكية في ممارسة البلطجة الدولية، وكلاهما من مدرسة شيطانية لا تعرف الا لغة التكبر والتعجرف والظلم والطغيان، وهما يشتركان في ظلم شعب بكامله وضرب مقدساته ومسخ هويته من خلال نقل سفارة اميركا الى القدس والامعان في سياسة الاستيطان ، فهذه المدرسة شعارها فرق تسد، والغاية تبرر الوسيلة، فاسرائيل ترتكب المجازر في قتلها الفلسطينيين العزل على مراى ومسمع العالم وتنتهك كل المواثيق الدولية، فيما تمارس الادارة الاميركية النفاق والخديعة والكذب والدجل على مستوى نكثها بالعهود والاتفاقات الدولية وممارسة طغيانها على كل الدول الحليفة والمعادية لها، وبعد نكث الرئيس ترامب بالاتفاق النووي الايراني، فانه يتراجع عن قراره بالتفاهم مع كوريا الشمالية الى تجديد تهديداته والغاء القمة المنوي عقدها مع الرئيس الكوري الشمالي.