أكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في كلمة له خلال إقامة صندوق الزكاة في جبل لبنان - إقليم الخروب افطاره السنوي في مطعم الجسر في الدامور أن "الطريق الى الجنة هو عمل الخير والسخاء، وقد قال الرسول: ان السخي قريب من الناس وبعيد من النار وقريب من الجنة، والبخيل بعيد عن الناس وعن الجنة وقريب من النار. وقال المولى عز وجل: سارعوا الى مغفرة من ربكم، وجنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين".
ولفت الجوزو الى ان "المتقين هم الذين ينفقون في السراء والضراء، وان الله يحب المحسنين والذين ينفقون في السراء والضراء، ونتمنى ان يتقبل الله ما نقوم به في سبيل مساعدة الناس والمحتاجين في مجتمعنا".
وتحدث عن اليتيم ورسول الله ورسالته الى الانسانية "لتأمر بالخير والمعروف وتنهى عن الشر والمنكر، وللتآخي بين الناس، ولتجمع الكلمة على المحبة والإخاء وعلى التضامن والتعاون"، واشار الى "ان هذه الرسالة أنشأت أمة وحضارة وتاريخا عظيما، ولكن هذه المعاني، وللأسف الشديد، لم تعد تقوم بدورها كما يجب في مجتمعنا اليوم، فمجتمعنا مقصر بشكل كبير بحق الفقراء والأيتام والمساكين".
ولفت الجوزو الى "اننا في اقليم الخروب من الأيتام، وتاريخنا في الوطنية كبير جدا، ومواقفنا عظيمة، وكنا دائما في المقدمة، ولم نتوان في يوم من الأيام عن الوقوف بوجه الظلم والإستبداد والطغيان، ولكن في المقابل نجد ان اقليم الخروب مازال يعيش في القرون الوسطى، نشكو من النفايات وعدم توفر الكهرباء والمياه. والاقليم هو خزان للمثقفين والرجال الكبار الذين يقومون بدور فاعل في الدولة، ولكن للأسف لا نعطى حقنا، بالماضي كان المدعي العام من الاقليم، ولكن هذا الموقع ذهب ولم يعد لنا، وغيره من المواقع الأخرى".
وتمنى "النجاح لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في مهمته الجديدة، وان يتمكن من انقاذ الوطن مما يتخبط به، ندعو له بالتوفيق، ولكن للأسف نرى ان ما حدث في الانتخابات لم يكن عدلا على الاطلاق، فالقانون كان سيئا للغاية، وكان كلعبة اليناصيب، فمن يأخذ 75 صوتا ينجح، والذي يأخذ 60 الف صوت يخسر، هذه النسبية، التي لا تمت الى النسبية بصلة، جاءت على حسابنا، لأن الأعداء كثر وحاولوا التآمر علينا، وحصل ما حصل، فنحن اسهمنا بهذا الموضوع عندما رضينا بهذا القانون الخونفوشاري".
وشكر الجوزو الجميع، وتمنى "ان نبحث عن وجودنا وواقعنا وحاضرنا وان نجمع الكلمة"، مشددا على "ضرورة الوحدة والتعاون لحل مشاكلنا ومعالجة معاناتنا".