أكد وزير الاعلام في حكومة تصريع لاأعمال ملحم الرياشي، في كلمة له خلال حفل توقيع كتاب مدير كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الفرع الثاني هاني صافي بعنوا "صارت حبراً"، أنه "قبل ان أبدأ هناك مأساة حقيقية تطال الجسم الإعلامي لقد حاولنا كثيرا حل هذه المسألة من خلال نقابة جديدة للإعلاميين تؤمن لهم الحصانة النقابية فلا يستدعون الى أي مخفر أو محكمة من دون إذن نقابتهم وتؤمن لهم التقاعد والتعاضد المهني والصحي والتعاقد المشرف مع وسائل الإعلام وأي عمل يريدون ارتياده، وهذا أمر أصبح أيضا من مشاريع وزارة الإعلام ومتوقف للأسف في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تقريبا كسائر مشاريع وزارة الإعلام التي أصبح قدرها أن تتوقف مشاريعها في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بعدما استحدثت كل إداراتها ودوائرها وهي تنتظر، عل الوزير المقبل يتمكن من متابعة مأسسة الوزارة وتحويلها الى وزارة التواصل والحوار لتليق بلبنان وباسم لبنان وباللبنانيين".
واشار الرياشي الى أن "صديقي هاني، كتبت في الصفحة تسعة من كتابك "صارت حبرا" "أما أنتم أيها المصلحون فحذار أن تسوقوا مثل السوق وإلا اندثر النور مسايرة للعتمة"، صحيح ولو قل المصلحون فلا تخف يا صديقي هاني لأن هؤلاء المصلحين هم من يوصي ملائكته بهم فيحرسونهم في كل طرقهم، على الشبل والأسد يدوسون وعلى الصل والثعبان يطأون، فلا تخف عليهم أبدا"، لافتاً الى أن "هذه الصفحات التي بين أيدينا التقطها هاني صافي من أثير الإذاعة كانت كلمات تنتقل عبر الهواء وتتنقل بيننا من سيارة الى سيارة لأنه في إحدى المرات كنت أستمع الى هاني صافي والسير كما هو اليوم متوقف، فإذ بي أسمعه أيضا من شباك سيارتي في سيارة أخرى، ففرحت كثيرا لأن الكلام ينتقل عبر الأثير والكلمات تنتقل من سيارة الى أخرى ومن أذن الى أخرى، وإذ بهاني صافي يلتقط هذه الكلمات ويلملمها ويضعها في كتابه لتصير حبرا والحبر خالد لا يموت. هذه الكلمات هي اليوم على صفحات الخلود وجزء من المكتبة العربية واللبنانية ولا تموت ولن تموت".
وتابع بالقول "هاني صافي احترف الأدب واحترف الفلسفة واحترف القيم وحماية منظومة القيم في زمن انهيارات هذه القيم، هذه هي الصعوبة، ولكن الأهم في صديقي هاني أنه مجروح مثلنا جميعا والجرح في قلبه مفتوح، لكن ليخرج منه الى الحياة عمق الألم والمعاناة ويدخل منه، من هذا الجرح، النور كما يقول جلال الدين الرومي فلا تخافوا من الجرح لأنه من جروحكم يدخل النور الى الناس لينير طريقهم"، موضحاً أن "هذا ما فعله هاني في هذه الصفحات وهذا ما فعله بهم، والى جانب هذا الجرح اعتمد سياسة الجراح فحمل المبضع وبدأ يدخل ويشخص ويعالج ويبضع كل الأورام الموجودة في الجسم اللبناني من بيئية الى سياسية الى اجتماعية الى سواها، من دون خوف، من دون خجل ولكن بأخلاق رفيعة عالية تصح أن يقال فيها إنها دراسة عمودية لكل مقال، عمودية وفي العمق بعيدا عن الأفقيات السائدة في أيامنا وبعيدا عن هذا التسطيح السخيف الذي نعيشه يوميا وفي معظم الأحيان سخيف وسفيه للأسف".
وختم الرياشي بالقول "تحية الى هاني صافي، تحية لكم جميعا باسم من كلفني فشرفني رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع وباسمي شخصيا أنقل هذه التحية لكم جميعا ولهذا الإصدار الجديد. عشتم ليحيا لبنان".