أوضح الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، "أنّنا واجهنا الكثير في السنوات الماضية، لكنّنا ما زلنا هنا ورأسنا مرفوع، وشوكة في عيون وقلوب كلّ من حاول أن يلغينا، كي يلغي مسيرة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري"، مشدّداً على أنّ ""تيار المستقبل" قوي بناسه الّذين أعطوا دروساً في الوفاء في زمن لم يعد فيه وفاء، وكانوا مدعاة للفخر في زمن ساد فيه الغدر. ناسنا هم الرقم الصعب الّذين أبقوا "تيار المستقبل" الرقم الصعب في انتخابات خضناها باللحم الحي، وحقّقنا فيها أكبر كتلة نيابية صافية في مجلس النواب".
ولفت في كلمة له خلال رعايته وحضوره الإفطار السنوي لجمعية "كشافة لبنان المستقبل"، إلى أنّ "صحيح ما قاله رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الانتخابات النيابية 2018 أخذت من حصّتنا لكنّها لم تأخذ من قوّتنا، لكن في المقابل لا نريد أن نختبىء خلف اصبعنا. نريد أن نضع اصبعنا على الجرح، ونقول هنا قصّرنا، هنا أخطأنا، هنا كان باستطاعتنا القيام بعمل أفضل"، مبيّناً "أنّنا لا نريد أن نكذب على أنفسنا، ولا نريد أن نجلد أنفسنا حتّى، جلّ ما نريده أن نحمي "تيار المستقبل" مع كل الناس الّتي تريده أن يبقى علامة فارقة في العمل السياسي في لبنان، وزهرة للإعتدال في هذا الشرق الّذي يغلي بنار التطرف".
ونوّه الحريري إلى أنّ "القرارات التنظيمية الّتي صدرت في ما يخصّ المنسقيات والماكينة الإنتخابية لم تسقط من المريخ، ولم تكن وليدة لحظتها، بل كانت قرارات مبنيّة على خلاصات من مرحلة ما قبل الانتخابات، أساسها النقد الذاتي والقراءة المتأنية للأداء، وصولاً إلى نتائج الانتخابات"، مشيراً إلى أنّ "هذه القرارات لم تأت لتنال من كرامة أحد، أتت لتحفظ كرامة "تيار المستقبل" ولم تأت لتصيب أحداً، بل أتت لتصيب تحصين التيار وتحسين أدائه بالمرحلة المقبلة"، مشدّداً على أنّ "كرامة الجميع في "تيار المستقبل" هي من كرامة التيار، وكرامة الأخير خط أحمر".
وبيّن أنّه "إذا كان "تيار المستقبل" غير قابل للكسر، مثلما قال سعد الحريري، فثقة الناس بـ"المستقبل" لا يجب أن تكون قابلة للكسر أيضاً، لأنّه عندما تنكسر ثقة الناس بـ"تيار المستقبل"، يعني أنّ قوّتنا انكسرت وقوتنا ممنوع أن تنكسر، ولا أحد في "المستقبل" أكبر منه ونقطة على السطر". وتوجّه إلى الكشافة قائلاً "طبعاً تسمعون الكثير من القيل والقال عن قيادات وكوادر، كلّ هذا الكلام تضليل وافتراءات ومردود لأصحابه ولا يعنينا. لا تصدقوا شيئاً، صدّقوا ما يقوله لكم سعد الحريري، وابقوا قلوبكم وعقولكم معه، لأنّ قلبه وعقله معكم ومستعدّ لأن يقدّم كلّ غالي من أجلكم، وهو الّذي قدّم أغلى ما عنده وعنّا، رفيق الحريري".
وأشار أحمد الحريري إلى أن "اللجان الموقتة في بيروت والبقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط هي لجان تشكّلت من جمهور "تيار المستقبل" وأصدقائه لدراسة أوضاعنا في هذه المناطق، وتقديم الإقتراحات خلال فترة زمنية محدّدة وليست بديلاً عن المنسقيات الّتي سيُعاد تشكيلها لاحقاً بما يعالج الخلل الّذي كان موجوداً"، مؤكّداً أنّ "ما نشهده هو انصهار بين "تيار المستقبل" ومجتمعه، وهذا الإنصهار أكثر من ضروري للتأكيد للجميع أنّ التيار لكلّ الناس وليس لفئة من الناس، وأكثر من ضروري لتعزيز الثقة بين التيار وناسه، وتحصين هذه الثقة بحيث لا تكون قابلة للكسر أبداً".
وأعرب عن أمله في "تشكيل سريع لحكومة وفاق وطني تشبه بلد اللا غالب ولا مغلوب، في ظلّ التحديات الكبيرة التّي يواجهها البلد، داخليّاً وإقليميّاً"، مشيراً إلى أنّ "الثقة بالحريري، هي ثقة بدوره الوطني كضمانة للمستقبل وعنوان للإستقرار، وهي ثقة بالثوابت الّتي يمثّلها ولا يساوم عليها، وأساسها إتفاق الطائف والدستور والنظام الديمقراطي وهوية لبنان العربية والنأي بالنفس وأفضل العلاقات مع الأشقاء العرب".
وشدّد الحريري على أنّ "الثقة بالحريري ومرجعيّته في تشكيل الحكومة، وبحرصه على الثوابت والتصدّي لأي محاولة لفرض أعراف أو معادلات خارجة عن المنطق الوطني وأحكام الدستور"، مؤكّداً أنّه "لن يشكّل حكومة إلّا على أساس التوازنات الوطنية والتفاهمات الّتي تحمي الإستقرار، وتعلي راية الدولة والمؤسسات فوق أي راية ثانية، وتجهض منطق الغلبة أو الإستكبار أو الإستئثار، وتخلق دينامية اقتصادية تعيد زهرة البلد الطبقة الوسطى إلى الحياة".