توقفت مصادر نيابية وسياسية لبنانية عند الاتصالات والإجتماعات المكثفة التي يجريها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومسؤولين في الحزب مع شخصيات سياسية، ابتداء باللقاء المطول الذي جمعه ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وتبعه لقاء مع رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ومن ثم اجتماع الحاج حسين خليل ورئيس وحدة الارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بحضور غازي العريضي، اضافة الى اصرار حزب الله على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن وتضم اكبر عدد ممكن من القوى الوطنية كما يقول الحاج محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، دون ان يحدد ماهية القوى الوطنية بنظر حزبه.
وقالت هذه المصادر ان كل التصريحات والتعليقات التي صدرت سواء من حركة امل والتيار الوطني الحر او من رئيس اللقاء الديمقراطي، توحي بأن ما تمت مناقشته في كل هذه اللقاءات يتعلق بالتركيبة الحكومية وملفات الفساد، الى جانب ملفات داخلية تعني بالدرجة الاولى سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال، وهو الذي لم ينفِ يوما انه في حالة ربط نزاع مع حزب الله، وان الخلافات بينهما تتعلق بملفّات استراتيجية وتدخل حزب الله في صراعات المنطقة وبالتحديد في الحرب السورية، ووقوفه الى جانب طهران في صراعاتها مع الدول العربيّة، وظهر هذا الامر بوضوح خلال حملة التيار الازرق الانتخابية.
وتعتقد المصادر نفسها أن نقاشات حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله تطرقت الى الامور الداخلية بشكل عابر، لكن هدف ومضمون هذه الاجتماعات وضع كل هذه القوى بالأجواء والمعلومات التي يملكها، وهي كثيرة وربما موثّقة ومقنعة حول التطورات المقبلة والخطيرة في المنطقة، والتي تستلزم تشكيل حكومة باقصى سرعة تكون متجانسة وتتخذ مواقف تجنب لبنان الكوارث مما يمكن ان تحملها التوقعات المرتقبة.
واضافت هذه المصادر ان المعطيات السياسيّة والميدانيّة في سوريا تشير الى ان الإسرائيليين قرروا الدخول في حربٍ لقلب النظام في طهران، وهم يتّخذون ذريعة لذلك الوجود الإيراني في دمشق، اضافة الى الادعاءات بأن حزب الله يملك حوالي ١٥٠ الف صاروخ موجهة نحو تل ابيب، والثروة المتأتيّة من الغاز والنفط في المياه الإقليمية اللبنانية في البحر الأبيض المتوسط والتي تدعي اسرائيل ملكيّة جزء منها، اضافة الى احتمال دخول رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو الى السجن بسبب فضيحة فساد ماليّة. لكل ذلك ولتسهيل حربها على ايران، تحاول اسرائيل اقناع الادارة الاميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب ومعه جون بولتون مستشاره للامن القومي الى جانب عدد من انصارها في هذه الادارة، كل ذلك معطوفا على تمنيات بعض الأنظمة العربية بإسقاط النظام الايراني الحالي.
وفي هذا السياق لفتت المصادر الى الحراك الذي يقوم به قادة اسرائيل حيث يتنقلون بين واشنطن وموسكو ولندن وبرلين تحضيرا لمواجهة محتملة مع ايران وحزب الله.
وخلصت المصادر الى اعتبار ان الأولويّة عند حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله هي قيام حكومة متجانسة لا تسقط عند حصول اول تحوّل من هذه التحوّلات المُحتملة، وتعمل على ابعاد الخطر الكبير عن لبنان الذي يمكن ان تدفع به التطورات المُحتملة والتي هي أقرب الى إنهيار كبير في المنطقة، بعد أن نجحت الإدارة اللبنانية للأزمة مع مساعي المجتمع الدولي الى تحييده وتجنيبه تداعيات الحروب القائمة في المنطقة.