لم يكن أشد المتفائلين أو المتحمسين للوزير السابق شربل نحاس يدرك بان الاخير سوف ينال هذا الكم من الاصوات في دائرة المتن الشمالي الانتخابية. ففي دائرة كان التنافس السياسي والحزبي فيها على اشده، وكل القوى تحضرت للمعركة منذ زمن بعيد حل الوزير المشاغب على الدائرة الحامية في الربع الساعة الاخير، وترشح على مقعد تتنافس عليه مجموعة من الاسماء التي لديها الكثير من نقاط القوة والدعم وفي جيبها اموال واعلام جاهز وماكنات حاضرة، استطاع الوزير الثائر ان يحل في المرتبة الثانية مع 2680 صوتا وسبقه فقط مرشح العهد والذي فاز بالمقعد، وجاء خلفه المرشح الذي كانت كل المؤشرات تقول بانه قد يحدث مفاجئة غير متوقعة عبر خرقه اللوائح المنافسة. اضافة لكل ذلك تكمن أهمية هذا الحاصل الانتخابي اولا بانه جاء خارقاً للاصطفافات العميقة التي عرفتها الانتخابات عامة وفي المتن خاصة ... وثانياً بانه استطاع ان يكذب استطلاعات شركات الاحصاءات التي كانت تؤكد بان لائحة المجتمع المدني لن تستطيع ان تحصل على اصوات تذكر ... كما هو خرق واضح للمال الانتخابي الذي عرف منه المتن حصة كبيرة ووازنة ..... ويثبت هذا الرقم بان الناس تنتخب مرشح لديه برنامج واضح وصريح واعتقد بان النصر كان حليفه لو كان بمقدوره ان يشارك بحلقات تلفزيونية ليتعرف الناس على برنامجه كما فعل غيره من المرشحين.... وفي هذا المجال لنتصور بان شربل استطاع ان ينخرط بلائحة جدية مع احترامنا لكل اعضاء لائحته ولكننا كنا امام انتخابات لا ترحم الم تكن حظوظه بالنجاح اكبر. واعتقد انه من الضروري مراجعة الاوراق الملغاة وعددها 2044 والتي حتما كانت من نصيب لائحة "كلنا وطني" المتنية لا كما ادعى احد نواب السلطة بانها تعود اليه في محاولة منه لتبرير ارقامه المتدنية.
او لنتصور بان ترشح الوزير المشاغب لم يكن في المتن وانما في دائرة بيروت الاولى، وعلى لائحة "كلنا وطني البيروتية" واستطاع ان ينال الاصوات التي حصلها في دائرة المتن ليكون الرافعة الجدية والحقيقية للائحة وبالتالي ان يؤمن لها الفوز بمقعدين اكيدين وربما اكثر ...
اليوم طويت صفحة الانتخابات وفاز من فاز ... واضحينا امام مجلس نيابي جديد فيه الكثير من التناقضات والسلبيات والقليل من الايجابيات ... واعتقد بل انا أكيد بانه على قوى التغيير او من تبقى منها ان تتحضر لانتخابات 2022 لا كما تحضرت لهذه الانتخابات وعلى رأس هذه القوى الوزير المحارب المتوجب عليه ان يبدل في طاقمه وفي بعض اسلوبه وان يقول بان هذا المجتمع لا يمكن اخذه الى مجهول لا يعلمه مع خوفه لما هو عليه وفي هذا الكثير الكثير من العمل والصبر والانفتاح والذكاء والوداعة والحكمة...