دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دول الاتحاد الاوروبي الى مساعدة لبنان من خلال اقناع الدول الاوروبية بالعمل لتحقيق عودة النازحين السوريين الى بلدهم، والحد من الخسائر الكبيرة التي اصابت لبنان اقتصاديا وامنيا واجتماعيا نتيجة استمرار بقائهم على اراضيه.
موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا رئيس حزب التحالف من اجل السلام والحرية روبيرتو فيوري Roberto Fiore،مع وفد برلماني اوروبي ، وقد اعرب فيوري عن سرور الوفد وفخره بلقاء الرئيس عون بعد سنتين على اول لقاء قبل انتخابه رئيساً وتمثيله للبنان على اعلى المستويات. ولفت الى ان الحزب الذي يرأسه يضم عدداً من الاحزاب القومية الاوروبية ويخضع للقانون الاوروبي.وقال: "ان زيارتنا للبنان نابعة من قناعتنا بأنه يمكن تحقيق السلام في اوروبا اذا ما تحقق السلام في لبنان والشرق الاوسط، وقد اظهرت التطورات الاخيرة ان الارهاب ليس مجرد مسألة تخص الشرق الاوسط فحسب، بل الدول الاوروبية والعالم بأسره ويجب التعاون معكم على مكافحته. وبفضل ذكائكم وصبركم وقيادتكم الحكيمة، تمكنتم من الحفاظ على السلام في بلادكم خلال السنوات الماضية، وهو مثال يحتذى به في العالم."
واوضح ان "لا ننوي فقط ان نمثل في البرلمان الاوروبي الدول الاوروبية التي تجمعها المسائل الاستراتيجية، بل ايضاً الدول التي يربطنا بها تاريخ عريق. وبعد زيارتنا الى سوريا واطلاعنا على ما يجري هناك، اصبحنا اكثر قناعة بأنكم، يا فخامة الرئيس ولبنان، تشكلون المثال الافضل من اجل السلام. فنحن هنا للتعلم والتعاون ولاعادة اكتشاف جذورنا المشتركة وسنبذل اقصى جهودنا من اجل الدفاع عن لبنان في اوروبا، وعن مبادىء الحرية والسلام واستقلالية الاراضي اللبنانية."
ورحّب الرئيس عون بالوفد، لافتاً الى ان اوروبا يمكن ان تتأثر بكل ما يحصل في لبنان والشرق الاوسط. معتبراً ان الحرب في سوريا اتت في سياق دوامة دائرية بدأت في تونس ومنها انتقلت الى ليبيا ومصر واليمن وغيرها من الدول، ولا تزال تتطور نحو الاسوأ. وقال: "لقد دخل الارهابيون الى لبنان خلال هذه الحرب، لكننا تمكنا اخيراً من تطهير الاراضي اللبنانية عبر عملية عسكرية للجيش اللبناني. لكن نتائج هذه الحرب انعكست عبئاً على لبنان، وخصوصاً من خلال النزوح السوري الكثيف الذي بات يشكل مع اللاجئين الفلسطينيين، نسبة 50% من عدد السكان في لبنان وادى الى تضخم هائل للكثافة السكانية، فيما يعاني لبنان من مساحة جغرافية صغيرة وموارد متواضعة."
الرئيس عون رد من جهته مشيرا الى " ان هذه الازمة طال امدها، وزادت من معاناة لبنان الاقتصادية، وفي حال تطورت واستفحلت، فقد يندفع النازحون نحو اوروبا. لذلك، لا بد من حل لهذه المشكلة يكون من خلال عودة النازحين الى سوريا التي قمتم بزيارتها وعاينتم وجود العديد من المناطق الآمنة فيها، الا ان قرارات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي اخيراً اثارت استغرابنا بسبب الممانعة في عودة النازحين وربطها بإرساء حل سياسي قد يطول امده. وهناك امثلة عديدة تؤيد هذا الكلام ومنها التجربة القبرصية، والقضية الفلسطينية التي لا يزال لبنان يعاني من تداعياتها، حيث يستقبل على ارضه منذ 70 عاماً عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين."
وفي السياق الديبلوماسي ايضا، استقبل الرئيس عون وزير خارجية اسبانيا السابق ميغيل انخيل موراتينوس يرافقه القائم باعمال السفارة الاسبانية في بيروت سيرجيو كويستا، حيث هنأ المسؤول الاسباني السابق رئيس الجمهورية على اجراء الانتخابات النيابية والصدى الايجابي الذي تركته في المجتمع الدولي. ثم اجرى الرئيس عون والوزير السابق موراتينوس جولة افق تناولت الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية.
الى ذلك، اقسم العضو الجديد في هيئة الاشراف على الانتخابات الدكتور فيصل القاق، اليمين امام رئيس الجمهورية بعد صدور مرسوم تعيينه في الهيئة، وذلك في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ورئيس الهيئة القاضي نديم عبد الملك. وبعد قسم اليمين، اطلع الوزير المشنوق والقاضي عبد الملك، الرئيس عون على عمل هيئة الاشراف في ضوء الصلاحيات المحددة لها في القانون وما تلقته خلال الانتخابات النيابية الاخيرة من مراجعات. واوضح القاضي عبد الملك ان تقريرا مفصلا تعمل الهيئة على اعداده لمتابعة التدقيق في المخالفات التي حصلت واتخاذ الاجراءات اللازمة في شأنها.
واستقبل الرئيس عون النائب السابق نعمة الله ابي نصر واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الداخلية ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية. وفي قصر بعبدا، الاب المدبر في الرهبنة الانطونية مارون بو رحال رئيس دير القلعة في بيت مري والاب بولس دحداح والاب جرمانوس جرمانوس وعميد كلية طب الاسنان في الجامعة اللبنانية البروفسور طوني زيتون، الذين وجهوا دعوة الى الرئيس عون لحضور الاحتفال السنوي للدير في 23 حزيران الجاري.