في موازاة التصعيد العسكري في اليمن، من المتوقع ان يعرض مبعوث الامم المتحدة الخاص لهذا البلد، مارتن غريفيت، اطارا جديدا لمفاوضات للسلام الى مجلس الامن الدولي في منتصف حزيران الجاري.
ان غريفيت هو ثالث مبعوث خاص للامين العام للأمم المتحدة الى اليمن منذ بدء الحرب في اذار ٢٠١٥، وقد فشلت محاولات عديدة لاحلال السلام بما في ذلك تلك التي جرت في جنيف في حزيران من نفس العام، ومحادثات أيلول في ٢٠١٥ ايضاً، وتعتبر محادثات ربيع ٢٠١٦ في المملكة العربية السعودية افضل فرصة لإنهاء الصراع لانها كانت اول مفاوضات مباشرة بين السعوديين والحوثيين، الذين وافقوا بشكل مفاجىء على تخفيف حدة القتال وتبادل السجناء، كما غيّر الطرفان خطابهما حيث انتقد ناطق باسم الحوثيين ايران علانيّة لاستغلالها الحرب، بينما بدأ السعوديون يصفون الحوثيين بـ"حركة" بدلًا من "مقاتلين متشددين".
لكن وبحسب مصادر دبلوماسية عربية فان هذه المحادثات فشلت، وكذلك انهارت المحادثات الكويتيّة في اب ٢٠١٦، وفشل الجهد الاخير الذي بذله وزير الخارجية الأميركية آنذاك جون كيري في كانون الاول من العام نفسه.
وقالت هذه المصادر انه يتعين على الجولة المقبلة من المفاوضات مواجهة القضايا القديمة، لان المحادثات السابقة فشلت الى حد كبير بسبب عدم موافقة الأحزاب حول ترتيب التنازلات: فحكومة عبد ربه منصور هادي تريد ان يتم نزع سلاح الحوثيين وانسحابهم من الاراضي التي تم الاستيلاء عليها قبل التوصل الى اتفاق سياسي، بينما يريد الحوثيون الاحتفاظ بأسلحتهم الى ان يتم التوصل الى الاتفاق، بحجة ان مطالب هادي ستكون بمثابة استسلام .
وتعتقد هذه المصادر انه اذا ما جرت المحادثات فمن المحتمل ان تكون الشروط الرئيسية لكل جانب منسقة مع المفاوضات السابقة، وان يكون لدى السعوديين شروطا خاصة بهم، مما يضمن كسر الروابط الحوثية-الإيرانية، وازالة الألغام من الحدود والممرات المائية في الدرجة الاولى .
والجدير بالذكر انه خلال المحادثات مع السعوديين عام ٢٠١٦ اجرى مفاوض الحوثيين الرئيسي مقابلة رفض فيها اقامة علاقات وثيقة مع ايران، مؤكدا على التاريخ المشترك مع المملكة العربية السعودية، لكنه من غير الواضح وبعد عامين من الدعم الايراني الإضافي ما اذا كان بإمكان الحوثيين رؤية التواصل مع المملكة على انه يصب في مصلحتهم على المدى الطويل اكثر من الشراكة مع ايران.
واكدت المصادر ان الطريق الى السلام في اليمن محفوف بالمخاطر وان المعارك الاخيرة تشكل خطرا على مهمة المبعوث الاممي الموجود حاليا في اليمن، مشددة على انه ينبغي على واشنطن حليفة السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، دعم مهمة غريفيت علانيّة وتشجيع التحالف للاعتماد على الرئيس هادي للقيام بذلك ايضا، اضافة الى تشجيع توسيع المحادثات لضمان ان يكون بإمكان كل جانب الذي يتمتع بما يكفي من القوة ان يجهض جهود عملية السلام، الانضمام الى العملية، وكذلك تشجيع حكومة هادي على اعادة النظر، في تفسيرها للاتفاقيات والسوابق الماضية، مما يضمن مجالا كافيا للتوصل الى حل وسط، وأخيرا تشجيع السعوديين على الانضمام الى المحادثات مباشرة كما فعلوا سابقا، او اجراء مباحثات عن طريق قنوات خلفيّة لتعزيز مبادرة سلام مدعومة محليا واقليميا.
وتخوفت المصادر من ان يؤدي تصاعد الاشتباكات في الحديدة الى انهيار جهود المبعوث غريفيت قبل عشرة ايام من موعد تقديم تقريره الى الامم المتحدة، مشيرة الى انه لو نجح في التوصّل الى وقف اطلاق نار أساسي، فإنّ العمل من اجل التوصل الى خطة انتقالية، وهيكل دولة جديدة سيستغرق أشهرا، ان لم يكن سنوات من المفاوضات.