شدد السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، على أن ي"وم القدس هو يوم تقرير مصير الشعوب المستضعفة التي تعاني هيمنة الجبابرة المستكبرين وفي طليعتها الشعب الفلسطيني الذي يعاني ظلم الاحتلال الصهيوني وعنصريته"، مشيرا الى أنه "كلما اقتربنا من طريق تحرير فلسطين كلما ازدادت المؤامرات وحيكت الفتن بين أبناء الأمة الواحدة لحرفها وصرفها عن عدوها الأساسي الذي يتربص بها لتنشغل بنفسها عما يُراد لها من ذل واستعباد تفرضه إرادة الاستكبار الأميركي الصهيوني".
وفي كلمة له خلال حفل إفطار أقامته السفارة الإيرانية في الفياضية لمناسبة يوم القدس العالمي، حيّا فتحعلي "الجهاد البطولي للشعب الفلسطيني الذي يتحمل ما يتحمل من الظلم والاعتداءات والاعتقالات وانتهاك حقوق الإنسان"، معتبراً أن "كل خطوة من خطوات المتظاهرين المنتفضين وجهادهم ستخلد في التاريخ؛ لجهاد شعب حرّ أبيّ يواجه الاحتلال الصهيوني في ظروف صعبة وفي ظل انحياز وصمت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان عن كل جرائم العدو وانتهاكاته"، مشدداً على أن "قضية فلسطين هي قضية كل الموحدين والمؤمنين والأحرار في هذا العالم؛ وهي بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أمر بنيوي أساسي ناشئ من الاعتقاد الإسلامي والقيم الإنسانية".
وجدّد فتحعلي التأكيد "أننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي ظل القيادة الحكيمة للولي القائد الإمام الخامنئي دام ظله الشريف وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني، ندعم هذه القضية لأنها قضية مبدئية وعقائدية ينبغي متابعتها؛ وما الهجمات الشرسة التي تشهدها الجمهورية الإسلامية ومحاربتها إلا ّ لاحتضانها القضية الفلسطينية وجميع حركات المقاومة ضد العدو الصهيوني والتي ستبقى داعمة لها لترسيخ نهج المقاومة وتحقيق الانتصار وتحرير فلسطين؛ كل فلسطين؛ من النهر إلى البحر من براثن الاحتلال الصهيوني".
وتوجه فتحعلي إلى الشعب اللبناني قائلا: "بلغة القلب والعاطفة والوجدان بعيدًا عن الرسميات والبروتوكولات، إنه من الصعب على المرء أن يقف موقف الوداع لأعزاء من وطن شقيق يتعلق الإنسان به وبأناسه الطيبين؛ قضى فيه شطرًا من العمر مشاركاً الأفراح والأتراح. فلبنان هذا المكون الفريد من نوعه في جغرافيته وموقعه وتاريخه القديم والحديث الحافل بالأحداث؛ المتنوع الثقافة والحضارة والدين الغني بإنسانه الذي جاب البحار والقفار طلبًا لعلم أو رزق أو ناشرًا لكليهما عصيًا على التطويع والهيمنة، عزيز الكرامة والعنفوان، متمردًا على القهر والحرمان، منتفضًا كالمارد رغم سنوات عجاف طوال من الظلم التاريخي والمستمر لدولة العدوان الكيان الصهوني ، ورادًا كيدها وعدوانها ومسجلا ً بأحرف من نور أعظم نصر على أعتى قوة متجبرة في المنطقة في أيار عام 2000 ليعود ويسجل بتلاحم أبنائه وصمود إنسانه وبطولة مقاوميه التي عز لها النظير وسيخلدها التاريخ لإنتصار إلهي عظيم سجل بالدم والروح والعز والكرامة في تموز عام 2006 ومن ثم نصرًا مؤزرًا على القوى التكفيرية والإرهابية. وطن كهذا الوطن وشعب كهذا الشعب كيف للمرء أن لا يحبه ويحترمه ويحني الهامات إجلالا ً لعظمة انتصاره؛ شعب أضحى للكرامة والعزة عنوان وللوعد والصدق والشرف ميزان".