استشهد 4 مواطنين واصيب أكثر من 618 في المواجهات التي اندلعت على الحدود الشرقية لقطاع غزة أمس.
فقد اعلنت وزارة الصحة مساء أمس استشهاد الشاب يوسف الفصيح 29 عاما شرق غزة.
وكانت قد أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد كل من المواطن زياد جادلله عبد القادر البريم في المواجهات التي اندلعت شرق مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة فيما استشهد المواطن عماد نبيل ابو درابي(26 عاما) برصاص الاحتلال قرب مخيم العودة شرق جباليا، واستشهد الطفل هيثم محمد خليل الجمل 15 عاما شرق خان يونس.
هذا في وقت أدّى أكثر من 300 ألف مصل، صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك.
وتزامن ذلك مع الذكرى الـ51 لنكسة حزيران، بالإطباق على كامل فلسطين التاريخية، باحتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة، كما احتلال المسجد الأقصى وانتهاك حرمته وقداسته والاعتداء على المصلّين فيه، مع انتهاك حرمة الشهر الفضيل.
وهذه الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، والحادية عشرة من فعاليات «مسيرات العودة»، تأكيداً على هوية القدس العربية والإسلامية وحق العودة للشعب الفلسطيني.
وخلال الاعتداء الإسرائيلي على المسيرات في قطاع غزّة، أُصيب العشرات، بينهم 5 صحافيّين وعدد من المسعفين، وبين المصابين 5 بحال الخطر.
وعُرِفَ من الصحافيين المصور الصحفي في وكالة الأنباء الفرنسية محمد البابا، بالرصاص الحي الذي أطلقه جنود الإحتلال الإسرائيلي المتمركزين خلف السواتر الترابية شرق حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزّة، وشرق مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع، وشرق مخيم جباليا شمال القطاع.
واستهدفت قوّات الإحتلال مركبات الإسعاف بقنابل الغاز مباشرة شرق خان يونس، ما تسبّب بأضرار بمركبة إسعاف تابعة لـ»الهلال الأحمر الفلسطيني».
وأُصيب عشرات المواطنين بالاختناق جرّاء استنشاقهم للغاز المسيّل للدموع، الذي أطلقه جيش الإحتلال بكثافة على حشود المواطنين المشاركين في المسيرات السلمية.
من جهتهم، أشعل عشرات الشبان الإطارات المطاطية في المناطق الحدودية، وأطلقوا طائرات ورقية وبالونات تحمل علم فلسطين في الأجواء.
وأعلن جيش الإحتلال عن استهداف قنّاصته لإثنين من الشبان الفلسطينيين بزعم أنّهما محرّضان رئيسيان على التظاهر واجتياز الشريط الأمني الفاصل في موقعين؛ الأوّل بالقرب من مخيّم جباليا شمالي قطاع غزّة وخان يونس جنوبي القطاع.
ودعت «الهيئة الوطنية لمسيرة العودة» إلى أداء صلاة عيد الفطر في مخيّمات العودة الخمسة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزّة، واعتبار يوم الجمعة المقبل «يوم الوفاء للشهداء والجرحى» بزيارة ذويهم، مطلقة عليه إسم «جمعة التراحم والمواساة».
وأكدت الهيئة «استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار»، داعية إلى أنْ «تتوسّع هذه المسيرات لتشمل الضفة ومدن فلسطين المحتلة وأماكن تواجد الشعب الفلسطيني»، ومشدّدة على أنّ «مسيرات العودة تسجّل مزيداً من الانجازات».
أما في الصلاة الحاشدة في المسجد الأقصى، فهي الجمعة الأخيرة قبل أنْ يمنع الإحتلال الفلسطينيين من الدخول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، التي يحدّدها فقط أيام الجمع في شهر رمضان، وضمن تحديد العمر فقط، حيث يبقون بانتظار العام المقبل ليسمح لهم.
وحوّلت سلطات الإحتلال مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، فانتشرت قوّات الإحتلال والشرطة و»حرس الحدود» بشكل كثيف داخل البلدة القديمة وفي الشوارع المحاذية لها والأحياء القريبة والمؤدية إلى المسجد الأقصى، مع تعمّد إغلاق الشوارع أمام حركة المركبات وإقامة سواتر حديدية وحواجز في شوارع عدّة.
وتوافد المصلّون من كافة الأراضي الفلسطينية إلى المسجد الأقصى، منذ ساعات الصباح الباكر، على الرغم من حرارة الطقس، والإجراءات الأمنية المشدّدة التي فُرِضَتْ على دخول المدينة، ما
استدعى التفتيش وساعات انتظار طويلة على الحواجز العسكرية والتضييقات، ما حال دون وصول الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 12-40 عاماً.
وكان لافتاً خلال الصلاة، وجود أعداد كبيرة من المصلين المسلمين من جنوب أفريقيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وماليزيا.
ويُتوقّع أنْ يكون هناك إقبال لأعداد كبيرة إحياءً لليلة القدر في المسجد الأقصى.