لفت رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف خلال إجتماع الحزب السنوي المخصص لتلاوة تقريري السلطتين التشريعية والتنفيذية ومناقشتهما، وذلك في فندق رامادا بالازاـ بيروت إلى أنه "تعرّض ويتعرّض وطننا السوري في هذا المنعطف التاريخي، الى هجمة عدوانية إجرامية من عدونا "الاسرائيلي" وحاضنته الولايات المتحدة الاميركية ومحمياتها العربية وعلى رأسها السعودية، ومن الدول الاستعمارية الغربية، ظاهرها الربيع العربي الدموي والديمقراطية المزيفة، وباطنها أحلام السيطرة الصهيو أميركية على أرض ومقدرات وخيرات بلادنا، واختراق بنية أمتنا الاجتماعية للوصول للى تهميش وتفتيت شعبنا وإدخاله في أتون الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية، وأدواتها قوى الارهاب وتشكيلاته القتالية في العالم المدعومة أميركياً وصهيونياً".
وأشار إلى انه "تمكّنت هذه القوى الارهابية بمؤازرة مشغليها من الدول المتآمرة على أرضنا وتاريخنا والمعادية لشعبنا من اختراق نسيجه الاجتماعي وتأليب بعضه على بعضه الآخر معتمدة الوسائل الاعلامية والتهويشية الدنيئة، والخداع والتضليل والوعود الكاذبة. كما استطاعت أن تضع يدها وظلها المقيتين على أجزاء عزيزة من أرضنا القومية. وعاثت في هذه الأرض فساداً وطغياناً وظلماً وتخلفاً وألقت بثقل إرهابها الظلامي المتوحش على كل ذرة تراب داستها أقدامها، وعلى كل نسمة حياة أوجدها حظها العاثر، وفي بعض الأحيان جهلها، تحت قبضتها وكان معدّاً ومقدراً لهذه الهجمة أن تصل إلى أقصى مداها بتحويل أرضنا إلى أرض مستباحة همجياً وظلماً وظلاماً، وبتفتيت شعبنا إلى شراذم متنافرة متقاتلة في حروب عبثية طائفية ومذهبية، وإلى تقسيم أرضنا وتجزئتهاـ وهي المجزأة أصلاًـ إلى أقسام وأجزاء متناحرة متحاربة، تستجدي الحمايات الأجنبية، ممن يمد لها يد العون ويد الاستغلال".
وأضاف: "إلاّ أن شعبنا بقواه الحية قد أسقط جميع هذه الرهانات، وها هي كما تشاهد كل عين ترى، قد انحسرت عن أجزاء شاسعة من أرضنا حاملة معها فشلها وخذلانها وطغيانها. فالانجازات التي حققها الجيش اللبناني وقوى المقاومة بطرد الجماعات الإرهابية من جرود عرسال وبعلبك شكّلت تحولاً مهماً أراح الساحة اللبنانية وأكد اهمية معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وثبّت حالة من الاستقرار الأمني والسياسي على مساحة كل الكيان، وأدى إلى اجراء انتخابات لمجلس نيابي جديد، والى رهان سياسي بالمحاسبة والإنماء المتوازن ومحاربة الفساد والانجازات الميدانية باستعادة جزء كبير من أراضي الشام المحتلة التي حققها الجيش ومحور المقاومة والقوى الحليفة، ولا سيما نسور الزوبعة وحزب الله وقوات الدفاع الوطني بمؤازرة القوى الرافضة للهيمنة الأميركية حول العالم وعلى الأخص ايران وروسيا، جعل المحور المعادي يتخبط في خياراته، وجعل نظرية القوة الأحادية المسيطرة على العالم نظرية واهمة بعيدة عن الواقع، وحقق نوعاً من التوازن في طبيعة العلاقات الدولية، وخفف كثيراً من الاندفاعات الأميركية المقامرة بمصائر الشعوب ولعل المسار السياسي لحل الازمة السورية من جنيف إلى استانة إلى سوتشي يؤكد واقع الانجازات العسكرية وتثميرها في ترسيخ وقائع سياسية تتوافق مع رؤيتنا القومية، ولاسيما تأكيد وحدة الدولة السورية ورفض كل مشاريع التقسيم والتفتيت والفدرلة، وتثبيت سيادة الدولة السورية على كل أرضها، وإجراء تحديث للنظام السياسي والاجتماعي فيها.
والانتصارات التي صنعها الجيش العراقي وقواه الرديفة والحية، والتي أدت إلى استعادة مجمل أرضه من سيطرة داعش وأخواتها وإعلان سقوط دولتها المريضة، وإلى إلغاء مفاعيل الاستفتاء الذي جرى في كردستان العراق، وأخيراً إجراء الانتخابات في أجواء ديمقراطية ووطنية، كل ذلك ساهم في إفشال المؤامرات الخارجية والإرهابية على العراق، وجعله يستعيد عافيته تدريجياً لأخذ زمام المبادرة وإعادة صياغة مشروعه الوطني.
وعودة فلسطين إلى تصدّر المشهد السياسي حالياً بعد إعلان الرئيس الأميركي حول نقل السفارة الاميركية الى القدس، تشكّل عودة فعلية إلى المقاومة والصراع وحافزاً لإسقاط كل مفاعيل مرحلة التفاوض والمساومة والرهانات الخاطئة وإعادة الاعتبار إلى منطق المقاومة، والتمسك بحقنا القومي بكل أرض فلسطين".
وتابع: "كل هذه العناوين تشكّل تحديات للمرحلة الحالية والمستقبلية وأولها وأهمها ترسيخ منطق المقاومة في مواجهة المشروع الصهيو أميركي لاستعادة حقنا القومي في فلسطين، وفي باقي أجزاء أمتنا السورية، يرافقها ويوازيها تفعيل مشروعنا القومي النهضوي وربط كل هذا بعملية التطوير والتحديث لدولنا السورية ببناها وأنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وأكد الناشف "العزم على تزخيم العمل من أجل تطوير الأداء السياسي والاجتماعي للحزب نحو المزيد من الفعالية على قاعدة المبادئ الاساسية والإصلاحية، وترسيخ صورة الحزب النضالية في أذهان شعبنا، وانخراطه الفعلي في مواجهة كافة المؤامرات الدولية، وتأكيد وتفعيل للدور المقاوم لحزبنا في مواجهة الخطر الاستيطاني اليهودي في فلسطين، وفي مواجهة الارهاب في ساحات الامة كلها، وتفعيل دوره الرافض لكل مشاريع التقسيم"، مشدداً على "أهمية المسألة الاقتصادية ـ الاجتماعية والمعيشية والصحية، والانخراط في العمل والمطالبة بإنصاف العمال والمياومين والمتعاقدين وتأمين المسكن والمأكل والطبابة للمواطن تحقيقاً للعدالة الاجتماعية".
وأشار إلى "اعادة تفعيل وطرح مبادرة الحزب حول ضرورة قيام مجلس تعاون مشرقي يضم كيانات الأمة والقيام بأوسع حركة على مستوى العلاقات الشعبية والرسمية لشرح مضامينه وأهدافه".