اشار السيد علي فضل الله إلى أنّ "مشكلتنا هي أننا حوّلنا طوائفنا ومذاهبنا ومواقفنا السياسية إلى قبائل متنازعةٍ متصارعةٍ.. كلّ قبيلةٍ تفكّر في حساباتها، لها أجندتها الداخلية والخارجية، ولها سياستها وأمنها، وهي تسعى إلى غزو القبيلة الأخرى عندما تسنح لها فرصة الانقضاض عليها، لتحصل منها على الأسلاب والمغانم، أو للثأر لنزاعاتٍ حصلت في التاريخ ولا يراد لها أن تنسى. وتساءل: "أليس هذا هو المنطق الذي سمعناه وكنا نسمعه قبل الانتخابات وبعدها، ويبدو أنه سيبقى سائداً في المستقبل ما دمنا على هذا الحال!".
وفي كلمة له خلال رعايته الإفطار السنوي الذي أقامته جمعية المبرات الخيرية سال فضل الله:"ألم تستمعوا ونستمع إلى خطابات التخوين والتوهين على طول الموسم الانتخابي الذي كنا نحذّر فيه الجميع ونقول لهم: يا جماعة، إنكم تقودون البلد إلى موسم أحقادٍ جديد، وإنّ حديثكم عن أنّ الأمور تذوب وتموت بعد الانتخابات ليس صحيحاً، لأنكم غذّيتم كلّ عناصر التفرقة، وأنعشتم كلّ الحساسيات، وأطلقتم كلّ الغرائز من عقالها، وأردتم للإنسان اللبناني، ولشباب لبنان خصوصاً، ولهذه الأجيال التي كنا ولا نزال نتوسّم الخير في مستقبلها ومستقبل البلد، أن تتحاقد وتتباغض، وأن تعود إلى قواعدها الطائفية والمذهبية، وأن تتراشق لعناتٍ وشتائم واتهاماتٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى في الأرض المشتركة، واستخدمتم كلّ أساليب التخويف، لكي تنغلق كل طائفةٍ على نفسها.. وربما كانت الأمور لتفلت من أيدينا جميعاً لولا عناصر الخير المطبوعة في إنساننا وأهلنا في كلّ الطوائف، ولولا أنّ عناصر اللحمة أقوى من الفتن لدى كلّ اللبنانيين".