ثبت لدى مصادر نيابية في "التيار الوطني الحر" ان هناك توجها وخطة مبرمجة لجأت اليها جهات سياسية متعددة للتصويب على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سواء بالمباشر او من خلال التعرّض لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في كل كلمة يقولها، او في اي قرار يتخذه.
ولاحظت هذه المصادر أن الإعلام بكل مندرجاته استُخدم كمنصة رئيسية لاستهداف العهد، حيث انه لم يأتِ على ذكر انجاز واحد قامت به الحكومة خلال العامين الماضيين بتوجيهات ومؤازرة رئيس الجمهورية.
وسألت المصادر عمّا اذا كانت هذه المجموعات لا يهمّها مشكلة النازحين والقرار الذي اتخذه الوزير باسيل بحق عدد من موظفي مفوضيّة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، بعد ان ثبت بالصوت والصورة ان هذه المنظمة تحرّض النازحين على عدم العودة، كما أكدت ذلك اللجنة المشتركة من الامن العام ووزارة الخارجية في التقرير الذي رفعته للوزير بعد الجولة التي قامت بها في عرسال.
اضافة الى ذلك لم يترك رئيس الجمهورية مناسبة خلال لقاءاته مع الوفود الأجنبية سواء كانت أوروبية او أميركية، إلا وأثار فيها ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم، وكذلك في كل الزيارات التي قام بها الى عدد من الدول الغربية والعربية.
واكدت المصادر وجود اكثر من غرفة إعلامية وسياسية دخلت من باب الملابسات التي رافقت مرسوم التجنيس تركز هجومها على رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر، قبل ان تتلقف وسائل إعلام اخرى الحملة بعد يومين من انطلاقها واحتدامها.
وقالت المصادر ان التجاوزات الاعلامية التي حصلت اكثر من ان تحصى وتعد وخصوصا في بعض الاعلام الالكتروني وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يتمّ التصدي لها من قبل المعنيين الرسميين بذريعة عدم المس بالحريات الاعلامية، بالرغم ما حملته من اتهامات لا دليل فيها، ومن تجريح شخصي، لدرجة ان موظفة في احدى الوزارات تعرضت في حسابها على التويتر لأحد الوزراء ولرئيس الجمهورية، في توظيف واضح لمسائل اخرى وفي مقدمها حاليا ملف تشكيل الحكومة.
وتعتقد المصادر انه في هذا السياق تدرس قيادة التيار الوطني الحر ان تكون وزارة الاعلام من حصتها في الحكومة القادمة لوجود حاجة ملحة لاخراج الاعلام الرسمي من حال الشلل التي يتخبط بها من جرّاء غياب التخطيط والرغبة في التغيير والتحديث، وذلك من منطلق مجموعة من العوامل أهمها :
1-ان تلفزيون لبنان مغيّب بقرار واضح على جميع المستويات، وهناك توجه ومسعى لبيعه بالكامل للقطاع الخاص بدل العمل على خطة تطويره انطلاقا من مجلس ادارة جديد يراعي اختياره المهنية من جهة والتوازي السياسي مع رئاسة الجمهورية من جهة ثانية، وهذا الامر تحديدا هو ما أعاق تعيين مجلس الادارة بفعل رغبة سابقة بالمجيء برئيس مجلس يعادي علنا رئاسة الجمهورية.
2-الإذاعة اللبنانية التي بدورها ثمة اقتراح بخصخصة القسم العربي فيها فيما كان بالإمكان وضع خطة تطويرية لها.
3- تنتظر الوكالة الوطنية للاعلام استحقاقات عدة إداريّة ومهنيّة.
4-المجلس الوطني للاعلام فتنتظره ايضا استحقاقات ادارية، فيما كان لافتا غيابه
في الآونة الاخيرة عن مواكبة المخالفات الكثيرة التي ارتكبتها محطات تلفزيونيّة.
وتؤكد المصادر ان هناك حاجة ملحّة لتدخل الدولة في الفلتان الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اقتصر تدخلها حتى الان على رفع دعاوى قضائية .
وخلصت المصادر الى الاستنتاج بأن قيادة التيار تعدّ ملفا كاملا وتدرس بعناية كل الامور الواجب معالجتها، كما انها لديها تصور عن الشخصية التي يمكن ان تتولى هذه المهمة وهي ليست بعيدة عن قيادة التيار البرتقالي ورئيسه .