ذكرت "الاخبار" انه في سياق خريطة طريق حدد أبرز معالمها قائد الجيش العماد جوزيف عون، قررت المؤسسة العسكرية اقتحام منطقة بعلبك ـــــ الهرمل، ليس أمنياً، بل بانتقال مديرية المخابرات من اليرزة إلى قلب البقاع الشمالي من أجل الاستماع إلى فاعليات المنطقة مباشرة وتلمّس مشاكلهم ومخاوفهم. وفي المعلومات، أن قيادة الجيش، ممثلة بمدير المخابرات العميد الركن أنطوان منصور، ومساعده العميد الركن علي شريف، ورئيس فرع البقاع العميد الركن علي عواركة، التقت عدداً كبيراً من وجهاء العشائر والعائلات في محافظة بعلبك ــــ الهرمل، وناقشت معهم الأوضاع السائدة في المنطقة، وخاصة الأمنية، وكيفية إيجاد حلول لمذكرات التوقيف التي تطاول عدداً كبيراً من أهالي المنطقة.
وعلمت "الأخبار" أن اللقاء كان بمثابة كسر جليد بين الجيش والعائلات البقاعية، وقد أبدى مدير المخابرات تجاوب المؤسسة مع معظم المطالب، مع وعد بحلّ كثير من القضايا التي تسهم في تخفيف العبء عن كاهل الأهالي، مشدداً على أن العشائر والعائلات في المنطقة هم رأس حربة مكافحة المشاكل من خطف (لأجل الفدية) وتعديات وإطلاق نار وسرقة ومخدرات وغيرها.
خلال الحوار، عرض عدد من وجهاء العشائر والعائلات لمطالبهم، ولا سيما قضية مذكرات التوقيف التي لا تكاد تستثني عائلة، فضلاً عن تكثيف حضور القوى الأمنية والعسكرية (دوريات وحواجز ومخافر ومداهمات ونقاط عسكرية ثابتة إلخ...). اللقاء الذي دام ساعات، تخلله تعهد الجيش بتسوية العديد من الأمور التي يمكن تسويتها سريعاً، وبالفعل، جرت تسوية أوضاع نحو ٢٠٠ مطلوب، على أن يستمر رصد المطلوبين الخطيرين، علما بأنه أُوقف نحو ٩٠٠ مطلوب بقضايا مختلفة، حتى الآن.
وأبلغت مديرية المخابرات الحاضرين أن الجيش لن يتهاون أبداً في معالجة أي خلل أو مشاكل أمنية رغم الظروف غير الطبيعية والحساسة لهذه المنطقة، لكن، في الوقت نفسه، لا يمكن دفع الجيش للصدام مع أهله عبر توجيه الافتراءات وادعاءات التقصير، فالمشاكل التي تعانيها المنطقة بحاجة إلى تضافر الجهود الإنمائية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية إلى جانب الجهود الأمنية لحلّ معضلاتها وتخفيف العبء عن أهلها وعن أمنهم، فالعمل الأمني لم يتوقف يوماً، وهو عمل مستمر ورهن بالظروف التي تؤمن نجاحه وليس بروباغندا وتعلية سقوف دون جدوى.
وكان لافتاً للانتباه، في هذا السياق، قيام وفد من فاعليات عشيرة آل جعفر في بعلبك – الشراونة بزيارة العميد علي عواركة في مقر فرع مخابرات البقاع "وكان ثناء على التزام التعهد الذي سبق أن قطعته على نفسها عشيرة آل جعفر في المساهمة بخفض التوتر وبذل كل جهد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وبشكل خاص في حيّ الشراونة وبلدة دار الواسعة، بما يعيد الحياة الطبيعية والهادئة إلى محافظة بعلبك – الهرمل".