ر بيروت مستشارة ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركل الخميس المقبل في 21 الجاري لمدة 48 ساعة ، آتية من عمان واللافت ان الوفد الذي يرافقها يتألف من 80 رجل اعمال واقتصاديين . ووفقا لمصدر ديبلوماسي يشارك في اعداد ملف زيارة ميركل ان جدول محادثات المستشارة يتناول اولا ملف النزوح ليس فقط من ناحية العبء الثقيل الذي يشكلّه على البلاد ديمغرافيا وكلفته المالية بمليارات الدولارات لم يعد بالإمكان تحملها ، بل من مخطط عنوانه عودة النازحين من دون اي تراجع عنه على الرغم من المعارضة القوية لدول كبرى للعودة الحالية للنازحين ، معظمها أوروبي ولمنظمة الامم المتحدة بذريعة ان عودة النازح في الوقت الحاضر غير آمنة كما يقترح رئيس الجمهورية ميشال عون يدعمه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الذي دخل في مواجهة مفتوحة
المفوضية تحصل لاول مرة بين الطرفينوزارة الخارجية والمغتربين ومنظمة تابعة للأمم المتحدة وتحديدا للاجئينتن التابعة للمنظمة الدولية ، وصلت الى حد إصدار باسيل مذكرة بتجميد منح طالبي بطاقات ديبلوماسية تمنحها مديرة المراسم في قصر بسترس السفيرة نجلا الرياشي عساكر حتى إشعار آخر لم يحدد ويعود السبب الى اتهام باسيل ممارسة بعض موظفي المفوضية "سياسة التخويف " التي يمارسونها مع النازحين الراغبين في العودة الى سوريا كما حصل مع عدد كبير من سكان مخيم في عرسال الذين يستعدون للعودة الى ديارهم وتبين ان بعثةً كلفها باسيل للتحقق من ذلك مباشرة من نازحين في عرسال حيث تبين لأفرادها ان الأسئلة التي تطرح على النازح تخيفه وتجعله يتردد وَلا تشجعه على العودة .
ولفت المصدر عينه ان رئيسة مكتب المفوضية في لبنان ميراي جيرار تم ّ استدعائها الى الخارجية مرتين متتاليتين لم تنكر ان الاسئلة التي يطرحها محققو المفوضية مع النازحين هي مشروعة وتجري وفق "معايير دولية " مع اي نازح في اي منطقة من العالم تتولى المفوضية توفير المساعدات الانسانية لهم وان هذه الأسئلة يجب الا تعني انها لإخافة النازح بل لمتابعته في سوريا ولتقديم المساعدة له اذا كانت المفوضية موجودة حيث يقع منزله وفي حال احتاج اليها .
واعترف المصدر ان جيرار لم تسكت على إنذار باسيل بل طلبت من سفراء دول الاتحاد الاوروبي المعتمدين لدى لبنان الاجتماع اليها في مقر المفوضية لدعم موقفها كما انها قصدت بيت الوسط فاجتمعت ونائب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني مع رئيس الحكومة سعد الحريري عصر الثلاثاء في بيت الوسط وأثارا معه موضوع تجميد تسليم البطاقات والاجراءات التصعيديةالتي هدّد باسيل باتخاذها اذا لم تقدم المفوضية اليه مخططا لتشجيع النازحين للعودة الى ديارهم وأوضحت جيرار له كما فعلت مع الخارجية وللإعلام بواسطة المتحدثة الرسمية للمفوضية في الشرق الاوسط رولا أمين ان مهمة المفوضية هي "بحت إنسانية" وليس التفاوض مع الدول لحل المشاكل التي تحدث معها . لم يكتم الحريري للمسؤولين الدوليين ان لبنان هو مع "شراكة المفوضية" لمعالجة شّؤون النازحين وفهما انه يؤيد المعايير التي يستعملونها والتشديد ان هذه المعايير لا تمنع النازح المقتنع بالعودة ان يتراجع عنها .
ولم يخف على احد ان هناك تباينا او على الاقل تمايزا بين موقفي الحريري وباسيل
والمطلوب توحيده قبل وصول ميركل الى بيروت وسماع الموقف اللبناني الرسمي بلغتين .
نبّه السفير الى ان المفوضية ستظل تعمل اذا لم تتخذ الحكومة كاملة موقفا مؤيدا لاجراءات باسيل والا فان تنفيذ الإجراءات الباسيلية من حالة التجميد الى حالة التطبيق، سيؤدي الى انتهاء المهل الممنوحة لهم فسيطلب اليهم مغادرة البلاد بصفة أشخاص غير مرغوب فيهم البقاء في لبنان كما ان مذكرة باسيل الى المفوضية تلحظ ايضا منع تقديم طلبات جديدة الى مديرية المراسم للعمل في المفوضية . وتجدر الاشارة ان عشرةطلبات منها لديبلوماسيين او لخبراء من المفوضية موجودة حاليا في مديرية المراسم في قَصر بسترس ومجمّد البت بها حتى إشعار آخر .
اما الموضوع الثاني المهم المطروح على جدول محادثات ميركل وقد يكون السبب الرئيسي لزيارة العمل التي تقوم بها هو اقتصادي ولتوظيفات ألمانية للمشاريع التي تقررت في مؤتمر سيدر . واللافت ان في برنامج المستشارة ميركل قبل ظهر الجمعة المقبل لقاء موسع بين رجال الاعمال اللبنانيين ونظرائهم الألمان المرافقين لميركل في السراي يجري فيه التداول في إمكانية التوظيفات الالمانية في اكثر من مجال تحتاج اليه السوق اللبنانية .
وفي برنامج اللقاءات ايضا عشاء يقيمه الحريري بعد وصولها بقليل الى بيروت من عمان في السراي تكريما للضيفة . وفي اليوم التالي تقابل كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس الحريري الذي يولم لها ظهرا وللمشاركين في لقاء الاعمال والتوظيفات في السراي .
وختم السفير: ترتدي زيارة ميركل للبنان اهمية خاصة نظرا الى دعمها الدائم والمستمر له في شتى المجالات وهي تتابع قضاياه وتدعمه في المحافل الدولية وسيزداد هذا الدعم بعد انتخاب ألمانيا عضو غير دائم في مجلس الامن لمدة سنتين اضافة الى ان المساعدة التي قدمت من برلين للحكومة لمساعدتها في مصاريف النازحين السوريين بلغت 386 مليون يورو في العامين 2017 و2018.
وركٌز السفير ايضا على القوة السياسية المتجددة لميركل بنجاحها في تأليف حكومة بعد ستة أشهر من المساعي المضنية وهذا ما يسهل اتخاذ قرارات جدية في حال تقررت اية مساعدة . ولفت ايضا ان ميركل هي اول مسؤول أوروبي بارز لدولة قوية يزور لبنان بعد ثلاث مؤتمرات عقدت في الأشهر الاخيرة في روما لتسليح الجيش اللبناني وفي باريس لتمويل مشاريع للبنى التحتية بقيمة عشرين مليار وفي بروكسل للنازحين الذي اختلف المسؤولون على كيفية إعادتهم الى بلادهم .