يُعتبر "التجنيد الاجباري" أحد الأسباب الرئيسية التي تحول دون عودة الآلاف من النازحين السوريين الى بلدهم وبشكل خاص أؤلئك الذين باتت تطالهم عقوبة "جنائية" نتيجة تخلفهم عن الالتحاق بالجيش السوري في السنوات الماضية، ما يجعلهم عرضة للسجن سنوات طويلة قد تصل الى 15 عاما. ويسعى لبنان لحثّ الحكومة السورية على اتخاذ قرارات في هذا المجال تشجع اللاجئين على العودة، وهو ما يدفع باتجاهه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ويعمل على خطه مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم كما حزب الله.
وتكشف مصادر مطلعة ان الحزب يواكب حركة باسيل الأخيرة من خلال تواصله المباشر مع النظام السوري بغية تعبيد الطريق أمام عودة النازحين، لافتة الى ان الاتصالات في هذا المجال وصلت الى مستوى متقدم، وقد أكدت الحكومة السورية للفرقاء المعنيين جهوزيتها لاستقبال اي عدد من النازحين يتحرك من لبنان، مهما بلغ هذا العدد.
وتتحدث المصادر عن "عفو عام سوري" قريب سيشمل من تطالهم عقوبة السجن نتيجة عدم التحاقهم بالتجنيد الاجباري، موضحة ان هذه العقوبة وباعتبارها جنائية تستدعي عادة في سوريا السجن ما بين 7 و 15 عاما، وهذا ما يجعل قسما كبيرا من النازحين يفضل البقاء في دول اللجوء، مهما كانت أوضاعه صعبة. وتضيف المصادر:"العفو العام عن هؤلاء سيسرع لا شك عملية العودة، وان كانت الحكومة السورية متمسكة بوجوب التحاق من هم بالسن القانونية بالجيش فور عودتهم الى سوريا". وتشير مصادر "الثنائي" الى ان "حوالي 500 الف شاب سوري من أصل مليون وخمسمئة الف نازح يتواجدون حاليا في لبنان هم بالسن التي تخولهم ان يكونوا في عداد الجيش، وبالتالي لو لم يفرّوا من سوريا لما كان نحو 150 الف عنصر اجنبي توافدوا الى سوريا لدعم النظام بمعركته".
وليس "التجنيد الاجباري" العائق الوحيد الذي يؤخر عودة السوريين، اذ يرى بعضهم من ان تواجد عناصر حزب الله في بلدة القصير الحدودية يمنعهم من العودة الى منازلهم هناك، وهو ما تستهجنه مصادر "الثنائي"، مؤكدة ان "اهالي القصير قادرون على العودة متى أرادوا ذلك، بحيث ان عناصر حزب الله لا يتواجدون داخل البلدة وداخل المنازل كما يروّج البعض الذي يتحدث ايضا عن تحويل المنطقة الى قاعدة عسكرية للحزب". وتشير المصادر الى ان "تواجد عناصر حزب الله في القصير مماثل لكيفية تواجدهم في جنوب لبنان، باعتبار انهم ليسوا على مرأى من السكان تماما كمراكزهم".
ويؤكد"المرصد السوري لحقوق الانسان" ان حزب الله لا يزال متواجداً في منطقة القصير وفي محيط منطقة معبرجوسيه على الحدودالسورية–اللبنانية،لافتا الى انه لم يُسجل أي عملية انسحاب من المنطقة.
وفي هذا المجال، تؤكد مصادر الثنائي ان "الحزب لا يخضع لأي املاءات روسية وهو لم يغادر ايًّا من مراكزه في المنطقة ما دفع الروس للانسحاب مباشرة"، مرجحة ان يكون الانتشار الذي سعى عناصر روس لتنفيذه في المنطقة مؤخرا "أشبه بـ"عملية جس نبض" واختبار لردة فعل حزب الله، وقد جاءهم الجواب حاسما". وتضيف المصادر:"كما ان تأكيد الرئيس السوري بشّار الأسد مؤخرا ان الحاجة لحزب الله مستمرة لفترة طويلة، رد مباشر على موسكو".