دخلت الحرب في اليمن عامها الرابع، ولم تتمكن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بمشاركة فعالة من دولة الامارات العربية المتحدة من تحقيق اي انجاز عسكري يذكر.
ولاحظت مصادر عربية سياسية وعسكرية متابعة للعمليات العسكرية في اليمن، ان المعارك الدائرة اليوم في الحديدة، ربما تكون الحدّ الفاصل في هذه الحرب لمعرفة ما اذا كانت قوات الإئتلاف الخليجي ستتمكن من السيطرة على الميناءين الاخيرين الخاضعين لسيطرة الحوثيين على البحر الأحمر، كما أعلن عن ذلك الوزير الإماراتي أنور قرقاش الذي غرد متحدثا عن مهلة وساعة صفر، وتبعته وسائل اعلام اماراتية وسعوديّة متحدثة عن تقدم سريع بلغ مشارف مطار الحديدة، مع قرب انهيار في صفوف الحوثيين والجيش واللجان.
والمعروف بحسب المصادر ان القوات اليمنيّة المدعومة من الامارات العربية المتحدة شرعت بالتقدم نحو الحديدة، بينما تمركزت القوات اليمنية المدعومة من السعودية في وضع يؤهلها الضغط على تلك المنطقة من مسافة 140 كيلومتر الى الشمال.
وقالت المصادر ان ما يثير شك صانعي السياسات والوكالات الانسانية في واشنطن حليفة السعوديين، هو بدء هجوم يمني جديد للوصول الى الميناءين الصغيرين الحديدة والصليف، اللذان يستخدمهما الحوثيون لاستيراد الاغذية ومن ثم الاستيلاء عليهما دون إلحاق الضرر بهما.
وتضم منطقة تهامة اليمنية شريطا يتراوح عرضه بين 50 و70 كيلومترا يمتد على طول ساحل البحر الأحمر من مضيق باب المندب الى الحدود السعودية، ويقع ميناء الحديدة، وهو اكبر الموانئ اليمنية على البحر الأحمر، ويقع كل من الصليف، وهو ميناء رئيسي آخر على البحر الأحمر، ورأس عيسى وهو محطة سفن مجاورة لتصدير النفط على بعد ٦٠ كيلومترا شمال الحديدة.
وتقول المصادر ان الحوثيين يعتمدون على مجموعة صغيرة من المقاتلين المتمرسين القادمين من محافظاتهم الاساسية في صعدة وعمران، في شمال اليمن، وتعتبر هذه القوات متفانية وملتزمة للغاية، اما على جبهة البحر الأحمر، فتقدر المخابرات اليمنيّة عدد الكوادر باقل من الف شخص، وفرض الحوثيون الخدمة العسكرية الإجبارية على ما يقارب أربعة آلاف من رجال القبائل.
وترى المصادر ان المقاومة الدفاعية الحوثيّة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتضاريس، اذ تدافع بنجاح اكبر في المناطق الجبلية، حيث تشعر بالثقة والامان، لكن هذه الدفاعات تعثّرت في المناطق الحضرية، على الرغم من انها قد تحاول بشكل اكثر جدية للدفاع عن الحديدة.
ولاحظت المصادر نفسها انه في العام ٢٠١٥ خاض الحوثيون معارك في المدن استمرت أربعة أشهر، في عدن ضد مقاومة يمنية مدعومة من قوات خاصة اماراتية، ولكنهم هُزموا، اما في تعز فلم يدافع الحوثيون عن المدينة بحد ذاتها، بل عن الجبال التي ترتفع فوقها.
وتعتقد المصادر ان عملية السيطرة على الحديدة تستلزم توغّل القوات اليمنية المدعومة من دولة الامارات مسافة 100 كيلومتر من مواقعها الحالية في حيس والخوخة، كما يحتاج الهجوم الى عبور عدد من المناطق الخضراء، وان ذلك لن يشكل عقبات مستعصية امام القوات اليمنية المدعومة من الامارات.
ولفتت المصادر الى خطورة الوضع في اليمن، مشيرة الى ان هذا الامر دفع بالمبعوث الخاص الأممي الى اليمن مارتن غريفيت الى القول ان الامم المتحدة تتحدث مع الطرفين في محاولة لتجنب القتال، مضيفا "ندعوهما لضبط النفس والانخراط في الجهود السياسية الى منع المواجهة العسكرية في الحديدة".
وحذرت المصادر من إمكانية حصول عملية تدمير لميناء الحديدة وتفاقم المجاعة في شمال اليمن ، خاصة وان الحوثيين يمكن ان يستخدموا استراتيجية الارض المحروقة لمنع قوات التحالف من الاستيلاء على الميناء، الذي يعتبر المصدر الوحيد لوصول الإمدادات الغذائية اليهم.