أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ كلّ لبنانيّ ومسيحيّ بصورة خاصة وماروني بصورة أخصّ يقول إنّه لا يحقّ لرئيس الجمهورية أن يكون له حصّة وزارية يكون مارقاً بدينه ويقينه لأنه يكذب، مستغرباً مثل هذا القول في حين أنّ الجميع يعلم أنّ كل رؤساء الجمهورية خصوصاً بعد اتفاق الطائف كان لديهم حصص وزارية بل كانت الحكومات تشكَّل على ذوقهم.
وفي حديث تلفزيوني، اعتبر أبو فاضل أنّ كلّ هذه الاختراعات والفبركات تصبّ في خانة محاولة إضعاف العهد واستهداف سيّده فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مشدّداً على أنّه إذا كان كلّ ما سبق سائداً في العهود السابقة، فالأولى أن يكون سائداً في عهد شخصية مثل فخامة الرئيس ميشال عون الذي لم يبع لبنان ولم يتاجر ولم يسمسر، وله تاريخ وباع طويل في هذا المجال ومشهود له بوطنيته.
عون لن يوقّع
وجزم أبو فاضل رداً على سؤال، بأنّ الرئيس عون لا يمكن أن يوقّع على حكومة إن لم يكن مقتنعاً بها وبتركيبتها ككلّ، وبالتأكيد لن يوقّع على حكومةٍ لا تُعطى له فيها الحصة التي كانت تعطى للرؤساء السابقين، ومن الطبيعي أن تعطى له أيضاً.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس عون لم يوقّع منذ 30 عاماً على ما لا يقتنع به، وهو بالتالي لن يوقّع اليوم على عزله وهو موجود في سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية، مذكّراً بأنّ وصول الرئيس عون إلى سدة الرئاسة شكّل الضمانة لكل الموجودين في البلد لكي يصل كل صاحب حق إلى حقه.
ورداً على سؤال حول إمكانية توزيره، أجاب أبو فاضل قائلاً إنّ الموضوع إطلاقاً غير موجود، وقال: "لم يفاتحني فخامة الرئيس ولم أفاتحه على الإطلاق، وهذا كلام يقال في الصحف وفي المواقع الإعلامية وفي الصالونات لكن في الحقيقة هذا الأمر غير موجود إطلاقاً".
"علوج السياسة الوطنجية"
وردّ أبو فاضل على منتقدي العهد ومن اتهمه بالفشل، معتبراً أن "فخامة الرئيس جاء ليضع الأمور في نصابها وليعطي الحقوق لأصحابها"، رافضاً التسمية، قائلا: "لا اقصد أحداً بكلامي ولن أسمي أي شخص مهما كان حجمه ولكن من يصوب على العهد ويقول إنه فشل، يتعاطى "بضاعة فاسدة" وهو رمز العمالة واللاسيادة".
واستهجن أبو فاضل كيف أنّ هؤلاء الذين يصوّبون على العهد يتلوّنون بحسب المصلحة، فيصوّرون أنفسهم تارة على أنهم "وطنجيون" عندما تقتضي المصلحة ذلك، ويتحوّلون إلى "طائفيين" عندما تكون المصلحة في الطائف، ورأى أنهم في كلا الحالتين "علوج" السياسة الوطنجية والفساد والعمالة في لبنان، مشدّداً على أنهم "لم ولن يستطيعوا أن ينالوا من سيد العهد لأنه قد انتصر عليهم وفضحهم".
منظمة سفلى
وفي سياق آخر، علق أبو فاضل على من انتقد الخطوة التي أقدم عليها وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال النائب جبران باسيل بحق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في لبنان على خلفيتها قيامها بتخويف النازحين من العودة الطوعية إلى سوريا بدل تشجيعهم عليها، معتبراً أن "ما قام به باسيل هو ليس عملاً فردياً، خصوصاً أنه عرّى وفضح زيف هذه المفوضية المشبوهة".
ورأى أبو فاضل أنّ "المفوضية تحولت من منظمة عليا إلى منظمة سفلى تبغي الربح المادي والعمل على تحريض الاخوة النازحين السوريين لعدم الرجوع إلى بلادهم وتوطينهم في لبنان وضمن "الهيصة" التي يرددون فيها كذبة مع ما يسمى المجتمع الدولي أن سوريا ليست مكانا آمنا لهم"، وأضاف: "هذا دورنا وموقفنا منذ أيام الحرب الأهلية حتى اليوم وهو واجب وطني يشرف هؤلاء "العلوج" الذين لا يستيقظون إلا لمهاجمة العهد ثم يعودون للنوم".
إنجازات كثيرة
وجدّد أبو فاضل القول إنّه لن يقبل بعد اليوم التطاول على سيد العهد أياً كان المتطاولون، "لأنّ الرئيس عون لم يتصرف طيلة حياته إلا من أجل وطن الارز"، مشيراً إلى أن "الدليل على أن هذا العهد لم يفشل أنه حقق الكثير الإنجازات، منها إنجاز الانتخابات النيابية على أساس القانون النسبي والذي نتح عنه مجلس نيابي جديد وانتخاب الرئيس نبيه بري للمرة الثالثة رئيساً لمجلس النواب وتكليف سعد الحريري مجدّداً تشكيل الحكومة المقبلة".
ولفت أبو فاضل إلى أنّ من إنجازات العهد أيضاً بناء مؤسسات الدولة، مشيراً في هذا السياق إلى تعيين العماد جوزيف عون قائداً للجيش وطوني صليبا مديراً عاماً لجهاز أمن الدولة وتثبيت لواء الامن والأمان اللواء عباس ابراهيم مديراً عاماً للأمن العام وتعيين اللواء عماد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الامن الداخلي وتعيين العميد طوني منصور مديراً لمخابرات الجيش اللبناني والترقيات في قوى الامن الداخلي وتعيين القاضي هنري خوري رئيساً لمجلس شورى الدولة والتشكيلات القضائية والقنصلية.
وقال أبو فاضل إن "هناك الكثير من الإنجازات التي لا مجال لذكرها الآن، الأمر الذي وضع لبنان على سكة الدولة الحقيقية بعد أن كان مزرعة "سائبة" منذ "الطائف" وتسوية الدوحة حتى انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية"، متسائلاً: "بعد كل هذه الانجازات كيف يكون العهد قد فشل؟"