أثار برنامج زيارة الأمير البريطاني ويليام إلى الأردن وفلسطين والكيان الإسرائيلي، غضب الكيان الصهيوني، لاعتباره القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكأنّه لم يكفِ الفلسطينيين أنّ سبب معاناة الفلسطينيين، هي بريطانيا التي منحت في "وعد بلفور" قبل أكثر من 100 عام، ما لا تملك إلى مَنْ لا يستحق - أي أرض فلسطين إلى الكيان الصهيوني.
ويصل الأمير ويليام في 25 الجاري إلى الأردن، في مستهل جولة رسمية إلى المنطقة تستمر 3 أيام.
وجاء في خطة الزيارة التي أعلنها قصر كنسينغتون، القائم بدور المكتب الإعلامي للأمير البريطاني، أنّه "سيبدأ البرنامج الخاص بالأراضي الفلسطينية المحتلة بالاطلاع على تاريخ وجغرافيا البلدة القديمة في القدس"، الواقعة في الجزء الشرقي من المدينة، حيث تم تأكيد أنّ خطة زيارة الأمير
ويليام إلى الأماكن المقدّسة للديانات الثلاث في القدس، ستجري ضمن برنامج زيارة الأراضي الفلسطينية وليس "إسرائيل".
ولم يوضّح القصر الملكي في بريطانيا ماهيّة هذه الأماكن، ولكن تردّد أنّه ستكون: المسجد الأقصى، حائط البراق، كنيسة القيامة وكنيسة يوحنا المعمدان.
ووجّه ما يُسمّى وزير شؤون القدس الإسرائيلي زئيف إلكين انتقادات لبرنامج زيارة الأمير ويليام.
وقال إلكين: "من المؤسف أنّ بريطانيا قرّرت تسييس هذه الزيارة الرسمية لفرد من العائلة الملكية".
وزعم إلكين أنّ "القدس هي العاصمة الموحّدة لإسرائيل منذ أكثر من 3000 سنة، ولن يؤدي أي تشويهات في صفحات برنامج الجولة إلى تغيير الواقع"، ملمّحاً إلى أنّه "أتوقّع من مساعدي الأمير تصحيح هذا الخطأ".
هذا، وتحاول سلطات الإحتلال فرض هيمنتها على المسجد الأقصى المبارك، بشكل تدريجي.
فقد أقامت شرطة الإحتلال نقطة مراقبة فوق سطح قاعة باب الرحمة داخل حرم المسجد الأقصى، ومنعت حراس المسجد المبارك، الموجودين أعلى سور باب الرحمة من متابعة عملهم، وعمدت إلى احتجاز رئيس قسم الحراسة عبدالله أبو طالب، لساعات، فضلاً عن الإقدام على أعمال التخريب في باب الرحمة، واقتحامات استفزازية للمستوطنين، واقتلاع أشجار داخل المسجد، ما يشكّل عدواناً وخرقاً
للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، التي تؤكد أنّ القدس مدينة محتلة.
وفي خطوة استفزازية، قام مستوطنان صباح أمس (الاثنين) بإعلان زواجهما في المسجد الأقصى المبارك.
ونشرت صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بـ"جماعات الهيكل" المزعوم، فيديو يظهر احتفال مجموعة من المستوطنين المقتحمين للأقصى بإعلان زواج 2 منهم، وذلك بحراسة مشدّدة من قوّات الإحتلال.
وصدر عن مجلس الأوقاف و"الهيئة الإسلامية العليا" ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بيان أشارت فيه إلى أنّه "وبعد الانتهاء من شهر رمضان المبارك، تتطلّع سلطات الإحتلال إلى الجانب الشرقي من رحاب المسجد الأقصى المبارك، بما في ذلك منطقة باب الرحمة، فتحاول أنْ تمنع حراس المسجد (التابعين للأوقاف الإسلامية) من أداء واجباتهم الوظيفية في هذا الجزء الذي لا يتجزّأ من الأقصى المبارك، بما في ذلك الأشجار المزروعة في باحاته".
وأكدوا رفض "أي تغيير للواقع الذي كان عليه المسجد الأقصى المبارك في شهر حزيران/يونيو 1967، وأي تدخّل من سلطات الإحتلال بإدارة شؤون الأقصى، لأنّه لا صلاحية للشرطة على إدارة الأقصى"، محمّلين "الحكومة الإسرائيلية اليمينية، مسؤولية أي تجاوز بحق الأقصى المبارك، الذي هو
للمسلمين وحدهم بقرار من الله عز وجل".
في غضون ذلك، استشهد الشاب الفلسطيني صبري أحمد أبو خضر (24 عاماً)، إثر إصابته بجروح خطيرة، أمس (الإثنين)، برصاص قوّات الإحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة غزّة.
فقد أطلق جنود الإحتلال الرصاص الحي على مجموعة من المواطنين قرب السياج الحدودي، في محيط موقع "ملكة" العسكري - شرق مدينة غزّة، ما أدّى إلى إصابة الشاب أبو خضر برصاصة، نُقِلَ على إثرها إلى "مستشفى الشفاء" - غرب المدينة، قبل أنْ يُعلن عن استشهاده.
كما استشهد الطفل زكريا حسين بشبش (13عاماً)، أمس، متأثّراً بجروح أُصيب بها في البطن من قِبل قوّات الإحتلال، شرق البريج قبل أيام.
ويواجه الإحتلال مأزق هجمات الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي يُطلقها نشطاء فلسطينيون من داخل قطاع غزّة، باتجاه غلاف غزّة، حيث تتسبّب بخسائر مادية باهظة، جرّاء اندلاع الحرائق في المزارع والأحراش في المناطق القريبة من المستوطنات.