ذكرت "الاخبار" انه إضافة إلى أزمة الرواتب التي لا تزال تتفاعل في هيئة "اوجيرو"، تفاعلت مسألة حصول مدير الشبكات هادي بو فرحات على أربع درجات استثنائية، كما انتشرت رسالة نصية في شأنها بين الموظفين، انطلاقاً من أنها مخالفة للقوانين والأنظمة المرعية في "أوجيرو". لكن المفاجئ أن المدير العام عماد كريدية قام بحملة تحقيق واسعة مع الموظفين لمعرفة مصدر الرسالة، وهو ما وجد فيه موظفون تعدياً فاضحاً على حرية التعبير والتواصل.
وكانت القصة قد بدأت منذ أسابيع قليلة، حين اتخذ مجلس إدارة الهيئة قراراً يقضي، خلافاً للقوانين وخلافاً لمواد النظام الداخلي للهيئة ولنظام المستخدمين، بزيادة أربع درجات إضافية استثنائية لترفيع بو فرحات، الذي يشغل في الوقت نفسه، منصب عضو مجلس إدارة الهيئة. ما يعني أن بو فرحات قد حصل في شكل إجمالي، مع الدرجات الأربع التي أعطيت أخيراً لجميع موظفي الهيئة، ربطاً بسلسلة الرتب والرواتب، على ما مجموعه ثماني درجات. وأصبح بالتالي أعلى موظف في هيئة أوجيرو مع أعلى أقدمية على رغم صغر سنه قياساً للمدراء العاملين في الهيئة، مما يجعله يتخطى في اﻷقدمية جميع المدراء الذين هم أقدم منه بسنوات عدة أمثال طوني حنا وجورج اسطفان وإيلي زيتوني ومحمد محيدلي وأحمد رملاوي وغيرهم. وقد وصف هذا الإجراء بأنه تمهيد ليشغل بو فرحات منصب المدير العام للهيئة بالوكالة في كل مرة يغيب فيها كريدية أو حين انتهاء فترة ولايته بعد سنة ونصف السنة.
وتذكر المصادر أن بو فرحات قد قايض تمرير هذا القرار في مجلس إدارة الهيئة مع الدكتور غسان ضاهر، العضو الآخر في مجلس إدارة الهيئة، مقابل الموافقة من قبله على تمرير اتفاق عقد خدمات استشارية تقنية مع ضاهر، خلافاً للقانون، براتب 5 آﻻف دوﻻر أميركي شهرياً تضاف إلى التعويضات التي يتقاضاها بصفته عضو مجلس إدارة والتي تبلغ ألفي دوﻻر شهرياً. وبحسبة بسيطة لفئة ودرجات بو فرحات، يقول المصدر إنه يتبين أنه من المفترض أن يكون قد شغل منصبه الذي يشغله حالياً ﻷكثر من عشرين سنة مضت، في حين أنه في الواقع لم يمر عليه في هذا منصبه كمدير للشبكات سوى سنة واحدة.
وتأتي هذه الخطوة وسط حديث متزايد عن رغبة التيار الوطني الحر بفصل منصب المدير العام عن منصب رئيس الهيئة، اللذين يشغلهما كريدية حالياً، كما كان يشغلهما عبد المنعم يوسف، وضمه إلى الكوتا المسيحية في المناصب الإدارية (كما كان سابقاً). علماً أن بو فرحات هو المرشح الوحيد من قبل العونيين لاستلام هذا المنصب. وفي ظل رفض تيار المستقبل للفصل، طرحت أيضاً إمكانية استبدال منصب المدير العام لأوجيرو بمنصب المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان (مسيحي حالياً)، إلا أن الأمر لم يبت بعد. وعليه، فإن خطوة زيادة الدرجات الأربع لبو فرحات تمهد واقعياً لتسلمه الإدارة العامة لأوجيرو، وبالتالي الدخول إلى دائرة القرار في قطاع الاتصالات، التي يسيطر عليها المستقبل (وزير الاتصالات ورئيس مجلس إدارة أوجيرو ومديرها العام).