الى درعا.. إكتملت التجهيزات العسكريّة للبدء بمعركة "كسر العضم" الموعودة والتي باتت تنتظر بين فينة وأخرى شارة انطلاقها، بعد تعثّر المفاوضات التي قادتها موسكو مع الثّنائي واشنطن-تل أبيب بهدف الوصول الى تسوية سياسيّة للمنطقة الجنوبيّة تعوّض اللجوء للخيار العسكري دون جدوى، لترجح كفّة هذا الخيار والذي يستند على جهوزيّة قرابة 15 الف جندي مدعومين بترسانة تسليحيّة ولوجستيّة غير مسبوقة، وبدعم جوّي روسيّ مركّز توّج تحضيراته بتجهيز قنابل الكاب 1500وصواريخ "غيغان لونا" -فائقة القدرة التدميريّة ضدّ التحصينات والدّشم-للدخول على خطّ المعركة..في وقت كشف احد قادة غرفة عمليّات حلفاء الجيش السوري، انّ دمشق استحصلت في الآونة الأخيرة، على "رزمة" اوراق عسكريّة هامة ستخرق "ملحمة" الجنوب المُنتظرة، لتليها الحقبة الأهم في الشمال والشرق السوريّين، والتي ستحمل مفاجآت مدويّة باتجاه القوات الأميركية والتركيّة على وجه الخصوص.
بالموازاة، وفيما تتجه الأنظار جنوبا ترقّبا لبدء عمليّات تحرير درعا والقنيطرة، ثمّة احداث بدت لافتة شرقا، عبر "تحريك" الخلايا "الدّاعشيّة" على نحو خطير في ما تبقّى لها من "جيب" بالشرق السوري، تحديدا في الميادين-البوكمال بحماية وحراسة قوّات التحالف الاميركي وطائراته.. فبعد الهجمات "الداعشيّة" العنيفة والمتلاحقة ضدّ مواقع الجيش السوري، سيّما الهجوم الضّخم الذي شنّه مقاتلو التنظيم تحت جنح ظلام يوم الحادي عشر من الجاري، بإتقان لوجستي واستخباري لافت، بهدف إحداث خرق خطير يمكنّه من الوصول الى تدمر، والذي صدّه الجيش السوري بمؤازرة المقاتلات الرّوسيّة ومنع تحقيقه، دخل الأصيل الاميركي- "الإسرائيلي" مباشرة على الخطّ، وسدّد غارات مركّزة على مواقع الجيش السوري ليل الأحد الماضي في البوكمال، تزامنا مع أخرى استهدفت مواقع للمقاومة العراقيّة على الحدود السوريّة-العراقيّة ايضا، وسط معلومات رصدته القيادة العسكرية السورية كانت كشفت عن تجهّز لهجوم قادم يتمّ الإعداد له في قاعدة التنف ضدّ الجيش السوري والقوّات الرّديفة في بادية دير الزّور على وقع حشود لمقاتلي "داعش" في المنطقة الممتدّة بين البوكمال والميادين كما بين البوكمال والمحطّة الثانية ال"تي تو"..
الا انّ ردّ الجيش السوري وحلفاءه فاجأوا التنظيم ورعاته بعمليّات عسكريّة مضادّة أفضت الى السيطرة على كامل الشريط الحدودي الممتدّ من جنوب البوكمال الى التنف، ليتمّ إطباق الحصار على القاعدة الأميركيّة، سيّما انّ تقارير عسكرية كانت أجمعت على مخطّط اميركي مركّز الآن مصدره القاعدة المذكورة، يكمن بشنّ هجمات ارهابيّة نحو شرق السويداء ومنها الى تدمر، ما حدا بخبراء عسكريين روس الى التحذير من "الغدر" الأميركي انطلاقا من الشرق السوري، ودعوة موسكو الى عدم "الإسترخاء" في سورية، كما "عدم استبعاد استعداد واشنطن لشنّ ضربة جديدة ضدّ سورية تستند الى مسرحية كيميائية جديدة في منطقة تخضع لتواجد القوات الأميركية"- وفق كلام رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدّفاع فلاديمير شامانوف.
وعليه، كان البيان اللافت الذي صدر عن وزارة الدّفاع الروسية منذ اسبوعين، محذّرا من مسرحيّة كيميائيّة جديدة تحضّر لها مجموعات ارهابيّة في دير الزور، بمؤازرة قوات العمليات الخاصّة الأميركية، تمثّل حجّة لتدخّل طائرات التحالف الأميركي وقصف أهداف حكوميّة وعسكريّة سوريّة!
اذن بات من المؤكّد انّ واشنطن لا تريد إنهاء "داعش" في الشرق السوري، بهدف تشريع احتلالها للمنطقة الغنيّة بالنفط وبالتالي الإطباق على حقولها النّفطية، من دون إغفال مخطّطها القاضي بالسيطرة على الحدود السوريّة- العراقيّة لفصل سورية عن العراق، ينخرط فيه دور سعودي بارز عبر تمويل انشاء قوات يتمّ نشرها بين البلدين تحت ذريعة "مواجهة التمدّد الإيراني شرق سورية"، تزامنا مع توافد ضبّاط سعوديين وإماراتيين واردنيّين الى قاعدة خراب عشق العسكرية غرب مدينة عين عيسى بريف الرّقة الشمالي-وفق ما اكدت وكالة الأنباء الألمانية.
الوكالة التي رجّحت من جانب آخر–ونقلا عما اعتبرته تقارير موثّقة، الا تقتصر الخطوة الهامة التي بادر اليها الجيش السوري وحلفاؤه في الأيام الأخيرة على محاصرة قاعدة التنف الأميركية، بل اكّدت على ما كانت حذّرت منه صحيفة الواشنطن بوست الأميركية في اواخر شهر ايار الفائت، من احتمال كبير يتعلّق بتعرّضها لقصف يودي بحياة عشرات الجنود الأميركيين، تزامنت مع معلومات وردت على لسان قائد عسكري في غرفة عمليّات حلفاء الجيش السوري، اكتفى بالإشارة الى انّ السيناريو القادم سيقلب الطاولة على رؤوس كامل المحور المعادي، إبتداء ب"اسرائيل"!
وحسب المعلومات التي نُقلت عنه، فإنّ دمشق استحصلت مؤخرا على منظومات دفاعيّة متطورة "من مصادر اخرى"، دون تأكيد أو نفي وصول منظومة "أس 300" الروسيّة الى سورية.. وفي حين كشف المحلّل العسكري دانيال كولف انّ المفاجأة الكبرى التي ستُذهل الجميع، تكمن ب" ورقة هامّة" يملكها الرئيس الأسد في يده وأخفاها طيلة فترة الحرب بصبره الإستراتيجيّ "ويبدو انّ أوان الكشف عنها بات وشيكا"، توقّف الباحث الروسيّ سيرغي ماتازوف، عند "كرت أحمر" في جُعبة الرئيس السوري صنّفه ب"الصّفعة الكبرى" باتجاه "اسرائيل"، والتي ستمثّل "حدثا صادما" في تل أبيب، ردّا على استفزاز عسكري خطير ضد سورية دون دخوله في التفاصيل.
وعلى ما يبدو، فإنّ المرحلة القادمة ستكون حُبلى بالمفاجآت على صعيد المنطقة بأكملها، سيّما على وقع الهجمة الأميركية- الإسرائيليّة عبر وكلائهما على الحُديدة اليمنيّة، والتي ستُخرق بحدث عسكري "استراتيجي" يُسجّله مقاتلو انصار الله في شباك دولة الإمارات تحديدا- حسبما نقل موقع "انتيليجانس اونلاين" الفرنسي عن مسؤول فرنسي وصفه ب "رفيع المستوى في وزارة الدفاع الفرنسية، كشف ايضا عن وقوع ضبّاط فرنسيين اسرى بقبضة الجيش السوري شرق سورية بالسابع عشر من شهر ايار الفائت.. الا انّ النقطة اللافتة التي توقّف عندها، تكمن بترجيحه مواجهة عسكرية سوريّة-تركيّة قادمة على ابواب ادلب، تُفضي الى دخول الجيش السوري الى "المعقل الجهاديّ" ما يُمثّل حدثا عسكريا ضخما تُسجّله دمشق على ابواب العام الجديد- حسب اشارته-