أكد عضو هيئة الرئاسة في حركة امل خليل حمدان، في كلمة له خلال باحتفال جماهيري أجيته حركة أمل في مجمع نبيه بري الثقافي بمناسبةالذكرى السنوية للقائد المسؤول التنظيمي العام للحركة مصطفى شمران "انني اريد ان انقل لكم تحيات رئيس مجلس النواب الأخ نبيـه بري الذي كان يحلو له الجلوس الى الإمام القائد السيد موسى الصدر والقائد مصطفى شمران المسؤول التنظيمي الأول والعلامة الفارقة في مسيرة أفواج المقاومة اللبنانية أمل العسكرية والتنظيمية"، مشيراً الى أن "بري كتب مرة، من نبيـه بري الى شمران، كنا نحب أن يحدثنا قليلاً لكنه كان يظل عليه التهيب ولكن صمته وتسمر عينيه كانا يجعلاننا نعتقد أنه ذهب بأفكاره الى مكان آخر والمكان ايران، أزعم أنني عرفته وصدقته حتى حين كان يتهامس شمران والامام الصدر بالفارسية يبادرني الامام الصدر بأن جمرة الثورة المموهة بالرماد على مساحة ايران قد آن أوان اندلاعها".
وتابع بالقول أنه "أيقنت منذ تلك اللحظة أن الخنوع يجعل الوقت عنكبوتاً من الوهم في ذلك الوقت، قلت مرة في نفسي أنه ليس من قبيل المصادفة أن يمتد الصحابي سلمان الفارسي فجراً في حياة المسلمين الأوائل كما أنه ليس من قبيل الصدفة أن يمتد مصطفى شمران الفارسي برقاً مضيئاً في حياة المقاومين الأوائل الذي نهضوا في الجنوب والبقاع ومن أحزمة البؤس وأعلنوا قيامة أفواج المقاومة اللبنانية أمل، أجل من هنا كانت البداية وهنا لم تكن النهاية بل حيث تكون القضية قضية حق نحن نكون. كلمات قالها الامام الصدر والإمام يبقى القضية قالها الإمام والشهيد علي عباس نفذ الوصية حيث استشهد قبيل استشهاد الشهيد شمران بأيام مدافعاً ومعطاءً حتى اليوم، علي عباس قضى شهيداً في ايران تلك الأرض التي أحب طالما لثمها حباً وعبادة على مقربة من شمران في حياته ومماته"، منوهاً الى أنه "ولم يكن الشهيد علي عباس وحيداً من أمل بل كان الشهيد عبد الرضا الموسوي ومعظم الذين واكبوا الشهيد شمران في جبهات القتال في ايران استشهدوا غيلة وحقداً على يد جلاوزة صدام المقبور، من الشهيد صادر كفل وكفل كفل وطه حسين وسواهم ومن الأحياء كثيرون يبتغون رحمة الله والله يحب المنتظرين".
كما ذكر ان "الشهيد شمران كلمة سر الامام الصدر وهو رجع صداه، أحب الناس هذا القادم من البعيد الى رحلة العذاب في البقاع والجنوب في الضاحية والجبل والنبعة، لا داعي للشرح والتحليل لهذه الشخصية، نقول مصطفى شمران يعني ثقة الامام الصدر يعني الرجل المقدام، يعني الرجل العالم، يعني الجندي المجهول، يعني هذا المسكون بحب الفقراء، قال عن نفسه : ليتني أكون تراب أحذية الفقراء".
ونوه الى أنه "كان القريب الى قلوب الجميع، فإذا أردت أن تذكر كل صفات الجهاد والعطاء المضيء، تقول مصطفى شمران وكفى"، لافتاً الى أن "مصطفى شمران الذي يحلو له الجلوس في الظلام على ضوء شمعة أو شعاع نجم يترنم بآيات من القرآن الكريم، يطرق باب الجنان كدحاً ليلاقي ربه.
وتابع بالقول "في مؤسسة جبل عامل المهنية عاش مع طلابها وأساتذتها وعمالها كواحد منهم يرفق بالضعيف ويسمع لشكوى الأيتام يضفي عليهم طيف الأبوة ويغدق عليهم علماً وتوجيهاً يكفيهم زاد السنين، لخص أمله وألمه في كلمات يقول: " أسعد لحظات حياتي سقوط شاه ايران، وأكبر أمل عندي هو تحرير القدس الشريف، وأكبر ألم عندي هو تغييب الامام السيد موسى الصدر وأخويه، أجل هي الأطروحة السياسية وخارطة الطريق لكل متحفز لنصرة الحق، فشاه ايران المقبور بسقوطه سقط مشروع الانحياز لاسرائيل والانتصار لها بل قلب المعادلة من دولة الشاه المقبور الحريص على رفع علم العدو الصهيوني في طهران الى مشروع الدولة المنتصرة للقضية الفلسطينية ليرتفع علم فلسطين في طهران"، مشيراً الى أن "ذلك شكل انقلاباً في التوازنات، يحق للشهيد شمران أن يكون سعيداً عندما يرى علم فلسطين على انقاض علم اسرائيل يرفرف في طهران وتزداد جرعة الأمل عند الشعوب بأن النصر آت وفلسطين ستبقى لأهلها ليأتي الأمل الذي يعقده الشهيد شمران على تحرير القدس الشريف معراج رسالتنا وملتقى قيمنا بتعبيـر الامام الصدر، وأكبر ألم عند الشهيد تغييب الامام الصدر هو ألمنا جميعاً، ونحن إذ نؤكد على أن هذه القضية لن تطويها السنون بل في اعتقادنا ان الامام الصدر وأخويه أحياء والمطلوب تظافر الجهود بتحمل الجميع المسؤولية الكبرى لتحريرهم، كما أن مسؤولية القذافي المجرم عن اخفائهم تبقي المسؤولية اليوم على المسؤولين الليبيين الحاليين والعمل لتحريرهم وهذا ما نؤكد عليه في حركة أمل أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تقدم في العلاقة مع ليبيا بقيادتها الحالية قبل اتخاذ الخطوات المطلوبة التي تؤدي الى تحرير الامام الصدر وسماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين".
كما ذكر حمدان أن "مسيرة الجهاد طويلة والمتآمرين يوزعون خططهم على مساحة الوطن العربي والاسلامي في كل مكان فيه علامات التحرر والخلاص من وطأة المستعمرين والمستثمرين والمستغلين، وان مسيرة الجهاد لن تتوقف، خاصة أن قاع الأزمة غير منظور بفعل الارهاب التكفيري والصهيوني والخطط الأمريكية التي تجوب العالم. كل ذلك لتـرويض الدول والشعوب تحت وطأة القتل والذبح والسحل ونهب الثروات، إن الهجمة على سوريا الأسد ما كانت لتتم لو رضخت سوريا وقيادتها وجيشها وشعبها لاملاءات المتآمرين وسهلت صلحاً مع اسرائيل ولو فعلت ذلك لوجدت سوريا تنعم بالأمن والرخاء، ولكن خيار المواجهة والاصرار على تحرير الارض المحتلة والتمسك بحق الشعب الفلسطيني، كل ذلك كان سبباً كافياً للارهابيين ليعيثوا في الأرض قتلاً وذبحاً وتدميراً ونهباً ولكن كل المؤامرات تتكسر عند ارادة الصمود لجيشها وشعبها وقيادتها".
وشدد على أن " لبنان ليس بمنأى عما يجري والخطر الصهيوني والتكفيري ليس احتمالاً بل حقيقة ماثلة، لذلك المطلوب المزيد من المواقف التي تحاكي الواقع لتفادي هذه المخاطر أو التخفيف من وقعها وذلك ليس بالتمني انما بالتأكيد على القاعدة الماسية الجيش والشعب والمقاومة، وهذا ليس على سبيل التكرار انما هي المعادلة التي تصنع نصراً في ظل تصاعد نبرة قادة العدو اتجاه لبنان بتحويله وإعادته الى القرون الوسطى، لذلك نؤكد على كل ما يعزز دور الجيش اللبناني للقيام بدوره في الداخل وعلى حدود لبنان وكذلك التمسك بالمقاومة التي هي حاجة وطنية بامتياز وكل الأبواق المأجورة التي تشكك بدور المقاومة هذه الوجوه لم تكن يوماً مع خيار المقاومة حتى عندما استباح العدو المدن والقرى ولبنان حتى عاصمته".
وتابع بالقول "اننا في حركة أمل نؤكد على دور هذه المقاومة وان كانت حاجة في السابق فهي اليوم أكثر من ضرورة وكذلك فإن استمرار عمل المؤسسات في الدولة اللبنانية هو أمر واجب وضروري، من هنا نؤكد على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية لتفادي المزيد من الهفوات في مرحلة ما قبل التأليف وان التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة سيسهم في مزيد من تأزم الوضع الاقتصادي في ظل الخلل الموصود لطريقة الأداء السياسي لا سيما لجهة عودة النازحين السوريين الى ديارهم والعديد من المواقف التي تعبر عن تشظي الموقف اللبناني في الوقت الذي نحتاج فيه الى المزيد من التماسك الداخلي خاصة على المستوى الحكومي كل هذا لا يعفي السلطة من القيام بواجبها لحفظ الأمن على مساحة الأراضي اللبنانية وخاصة في البقاع الذي لم يغب عن الوطن لحظة واحدة انما هو تقصير الدولة المقصود أو قصورها، ويهمنا أن نؤكد على ان اهلنا في البقاع كما قال الامام السيد موسى الصدر ومن قبله الامام السيد عبد الحسين شرف الدين، انهم لم يخرجوا على جماعة ولم يشقوا طاعة بل إن من أهلنا في البقاع الشهداء والمضحين وركيزة الجيش اللبناني ومن أهلنا في البقاع نخبة الشعراء والأدباء والعلماء والوجوه المعطاءة والذين يعملون ليل نهار لتأمين العيش بكرامة وعزة وشرف، ونحن نسال أين هي الزراعات البديلة والخطط الموعودة والحماية للزراعات الموجودة وتأمين أدنى مقومات البقاء في أرضهم العزيزة بدل الهجرة الى بيروت؟ إن ما قاله دولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيــه بـــري برسم الجميع ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم على قاعدة الأمن والانماء فلا يوجد شعب يرفض الأمن بل هناك سلطة تتجاهل دورها ولا يوجد منطقة مهملة دون وجود سلطة مستقيلة من واجباتها، فاليوم الجميع أمام مرحلة مفصلية لا داعي فيها لأي تبرير لعدم تطبيق الأمن والانماء.
من جهته، أكد السفير اﻻيراني في لبنان محمد فتحعلي، أنه "منذ انتصار الثورة اﻻسلامية في ايران على يد اﻻمام الخميني بدأ تلريخ جديد لهذه اﻻمة وبدأت معه نهضة المستضعفين ترنو ابصارهم وتخفق راياتهم انتصارا بعد انتصار فكان نصر عام 2000 واﻻنتصار اﻻلهي عام 2006 ودحر اﻻرهابيين التكفيريين في السنوات اﻻخيرة فاتحة لعصر انتصارات الشعوب ".
وأشار فتحعلي الى أن "الجمهورية اﻻسلامية اﻻيرانية وفي ظل القيادة للحكيمة للامام السيد علي الخامنئي وحكومة الرئيس الشيخ حسن روحاني ستبقى على الدوام الى جانب لبنان في السراء والضراء ﻻجهاض كافة المؤمرات التي تحاك ضد لبنان وضد اﻻمة اﻻسﻻمية وفي اية بقعة من هذا العالم التزاما بالتكليف الشرعي والواجب اﻻسﻻمي الذي تعلمناه من امامنا الراحل اﻻمام الخميني ".
وختم بالقول أن "للمقاومة انجازات بفضل تضحيات ودماء بذلها المقاومون وفي مقدمها الشهيد شمران ، وبفضل قيادات حكيمة متمثلة بدولة الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله وهذا الجمهور الطيب والوفي فالمطلوب المحافظة على هذا اﻻرث الكبير من التضحيات واﻻنجازات ".