أفادت مصادر "الراي" بأن "الاندفاعة الإيجابية لتشكيل الحكومة ما زالت قائمة وأن احتمالات بتّ الملف الحكومي قبل سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري بحلول منتصف الأسبوع المقبل ما زالت قائمة"، موضحة أن "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ماضٍ في مساعيه الماراثونية لتذليل العقد عبر العديد من الصيغ والأفكار التي يجري التداول بها خلف الأبواب الموصدة وعبر ديبلوماسية الواتساب بهدف تدوير زوايا مسألتيْ حصتيْ كتلة القوات اللبنانية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط".
واشارت الى أن "رئيس الجمهورية ميشال عون يريد أن تكون حصته مع لبنان القوي 10 وزراء، 9 مسيحيين وسنّي من دون أن يمانع حصول القوات على أربعة مقاعد مقابل واحد لتيار المردة، في حين أن مقاربة القوات تقوم على معادلة 9 لعون وتكتّله و5 لها وواحد للمردة"، موهةً الى أن "هدف السقوف المرتفعة قد يكون تفادي حصول عون لوحده على عشرة وزراء، أي ثلث الحكومة، وان تدوير الزوايا الذي لا يمكن أن يكون وفق الأوساط نفسها من جانب واحد بل يفرض تنازلات متبادلات قد يفضي إلى معادلة 9 لعون وتكتله و4 للقوات وواحد للمردة وواحد إما مشترك بين القوات وعون وإما يذهب لجانب آخر مثل تيار المستقبل أو سواه".
كما ذكرت المصادر أن "أي بحث في تمثيل جنبلاط بوزير مسيحي عوض الدرزي الثالث يصطدم أولاً برفض جنبلاط وثانياً بعدم حماسة تكتل عون لمثل هذا الخيار، كما بكون التزاحُم العوني القواتي على الحصة المسيحية يضيّق أي هوامش في هذا الإطار، فإن بعض الدوائر تتحدّث عن ورقةما زالت في الجيْب قد تكون مفيدة بحال سُدّت كل أبواب التفاهم مع جنبلاط وتقوم على إمكان توزير الرئيس عون من حصته شخصية مسيحية أرثوذكسية قريبة من النائب طلال إرسلان مثل مروان أبو فاضل".
ونوهت المصادر الى أن "قواعد التأليف ومعاييره تستند عملياً، مع فوارق قد تكون ضئيلة جداً، الى التوازنات التي ارتكزت عليها حكومة التسوية الرئاسية، ما يعني عدم قدرة حزب الله على ترجمة نتائج الانتخابات النيابية التي اعتبرها، ومن خلفه إيران، نصراً له داخل الحكومة، وهو ما سيشكّل عامل طمأنة للمجتمع الدولي والعربي الذي ينتظر ولادة الحكومة لتسييل الدعم الذي سبق ان عبّر عنه للبنان خصوصاً في مؤتمر سيدر"، موضحةً أن "الحريري الذي كان وُضع في الفترة الأخيرة في موقع دفاعي عبر الهجوم الممنْهج من قوى 8 آذار عليه عبر اتهامه بتعمُد التأخير في استيلاد الحكومة لاعتباراتٍ خارجية لا سيما سعودية وأميركية، رمى الكرة بحركته التسريعية الكبيرة في اليومين الماضييْن في ملعب الآخرين، مُسْقِطاً أي بُعد خارجي عن ملف التشكيل وواضعاً نفسه في موقع تفاوُضي أقوى".