اعتبر النائب السابق أمين وهبي أن "سبب فشل التحالف السياسي بين من يُفترض أن لديهم رؤية سياسية موحدة أن القوى السياسية تخطئ في تحديد أولوياتها، فقد غلّبت الأولويات الحزبية الضيقة على الأولويات الوطنية، لذا جاء قانون الانتخابات الذي شوه النسبية وشوه الأكثرية والظروف الإقليمية لعبت دورها، ولم يعد من ناظم سياسي لأداء القوى باستثناء "حزب الله"، مشيراً إلى أن "هذه التحالفات بصيغتها الحالية ستؤدي إلى حكومة وحدة وطنية قليلة الإنتاج، وكثيرة التناقض، فهي ستكون مجلساً نيابياً مصغراً بسبب وجود السلاح والظروف الإقليمية".
وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أشار وهبي إلى أن "حزب الله"لديه قضية غير عادلة؛ فهو يتاجر بالمقاومة والدين، في حين أن القوى التي شكلت حركة 14 آذار لديها هذه القضية لبناء دولة تُدار بالتساوي وتعزز الشفافية والنمو الاقتصادي، وقضيتها العادلة لا تزال موجودة، إلا أن خطابها مبعثر، وكذلك أولوياتها، ما أفسح المجال للحزب لتسويق مشروعه الإيراني المدمر"،
ولفت إلى أن "لبنان عرف تحالفاً مهماً منذ منتصف عام 2004 رغم وجود القبضة السورية والنظام الأمني المخابراتي، فكان المنبر الديمقراطي وكانت قرنة شهوان وتقاربت الرؤية السياسية بينهما وصولاً إلى لقاء البريستول، حتى إن رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري شارك فيه عبر النائبين أحمد فتفت وغطاس خوري إلى الاجتماعات التي كانت تبحث منع التمديد للرئيس إميل لحود، والتحضير للانتخابات، فالرؤية السياسية عَبَّرت عن نفسها وواجهت حكومة عمر كرامي، ووزراؤها من الرموز المرتبطة بالنظام السوري بكل قوتها. وثمن المواجهة كان اغتيال الحريري واستمر التحالف وفق الرؤية السياسية إلى عام 2013".
كما اتهم "سلاح "حزب الله" ودويلته بالقضاء على تجربة "14 آذار" بعد تسع سنوات من المواجهة الصحيحة، ليسلم لبنان إلى القبضة الإيرانية".