أكد الأمين العام لـ"الحزب الشيوعي اللبناني" حنا غريب "أننا نقف اليوم معاً في قلعة الشقيف على هذه التلّة الشامخة المتطلعة نحو العلياء وذات الجذور التاريخية العميقة في الارض الجنوبية التي إرتوت على مدى عقود وعقود بدماء آلاف الشهداء والجرحى المدافعين عن هذا الحصن وعن جنوبهم ووطنهم الغالي ضد الاعتداءات الصهيونية واحتلاله".
وفي كلمة له خلال المهرجان المركزي لـ "يوم الشهيد الشيوعي"، لفت غريب الى "أننا اليوم في عيد الشهيد الشيوعي ننحني بأجلال امام ذكرى هؤلاء الشهداء، كل الشهداء الذين سقطوا فوق هذه الارض المقدسة، شهداء الحزب الشيوعي الذين رفعوا راية التحرير منذ اربعينات القرن الماضي، شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول" الذين قاتلوا ببسالة واستشهدوا جنباً إلى جنب مع شهداء المقاومة الاسلامية وشهداء فصائل المقاومة الفلسطينية وشهداء أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية التي ناضلت ضد الاحتلال الاسرائيلي واجتياحاته المتكررة، وشهداء الجيش العربي السوري الذين واجهوا الاجتياح الصهيوني عام 1982".
وأشا الى "اننا ننحني بإجلال امام كل هؤلاء الشهداء ونحن مصممّون على المضي قدما في بذل المزيد من التضحيات دفاعاً عن لبنان في كل مرّة يحاول العدو الصهيوني تكرار اعتداءاته. وبالقدر ذاته من التصميم، سيواصل الحزب نضالاته السياسية والاجتماعية من أجل التغيير الديمقراطي تكريماً لذكرى كل الشهداء وذكرى كل قادتنا من فرج الله الحلو وجورج حاوي واحمد المير الايوبي إلى كل الرفاق".
ولفت الى "اننا إذ نقف اليوم في قلعة الشقيف الأبية، نستذكر بشكل خاص رفاقنا، الأبطال الثلاث، ابطال " جمول" الذين رووا بدمائهم هذه القلعة: الشهيد محمد الحاج علي، الشهيد نجيب مصطفى والشهيد جمال شعيب، والذين بفضل دمائهم نقف اليوم في هذه القلعة مرفوعي الرأس فتحية إلى هؤلاء الأبطال وإلى ارواحهم الطاهرة وارواح كل الشهداء. ومن هذا التلّ الذي يحيط بالقلعة، نتنشق النسيم العليل القادم من ارض فلسطين وسمائها فنحيي شعبها المقاوم الذي بإبداع شبابه وطائراته الورقية المشتعلة فوق المستوطنات يرعبون جيش الاحتلال وحكومته الصهيونية. ونجدّد العهد لفلسطين بان الحزب الشيوعي سيبقى وفياً للنضال من أجل القضية الوطنية للشعب الفلسطيني انتصارا للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني، وانتصارا لحق العودة وتقرير المصير ووحدة الأرض".
وشدد على "أننا سوف نبقى نقاوم معاً لإسقاط المشروع الاميركي الصهيوني والملتحقين به من أنظمة عربية رجعية وخائنة، والهادف إلى فرض ما يسمى "صفقة القرن" اي التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية. فهذا المشروع يندرج ضمن حلقات مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تقوده وتنفذه الولايات المتحدة لتفتيت الدول العربية وشعوبها وتقسيمهم إلى كيانات طائفية ومذهبية تتقاتل فيما بينها خدمة لأهداف الإمبريالية الأميركية والصهيونية في نهب الثروات واقامة القواعد العسكرية وضرب وتصفية كل القوى العربية المقاومة".
وأكد غريب أن "صفقة القرن ليست مستقلة بذاتها بل هي جزء لا يتجزّأ من ذلك العدوان الامبريالي الصهيوني الرجعي الذي يمعن منذ سنوات تدميرا بسوريا واليمن والعراق وليبيا، واعتداء متكرّرا ضد لبنان وارضه وبحره وسمائه، ليمهّد أمام الحلّ التصفوي والاستسلامي للقضية الفلسطينية. إن جذرية أهداف هذا المشروع المدمّر لمصالح الشعوب العربية وسيادة دولها تدعونا إلى تجديد ندائنا ومواصلة عملنا لاطلاق جبهة المقاومة العربية الشاملة نصرة للقضية الفلسطينية ولقضايا التحرر الوطني، إذ لم يعد من مبرر امام القوى اليسارية والتقدمية والوطنية العربية التلكؤ في ذلك، فهذه المقاومة هي مقياس يسارية أي حزب او تجمع ولقاء، وإذا لم تقدم اليوم في ظل هذه الظروف الخطيرة والمصيرية فمتى ستتحرك؟ فبقدر ما تتحمل هذه الأطر مسؤولياتها في هذا الصدد بقدر ما تكون يسارية وتقدمية ووطنية".
وشدد على أنه "في يوم الشهيد الشيوعي، يتمسك حزبنا بالنضال دفاعاً عن القضية الوطنية ومن أجل التغيير واقامة دولة علمانية ديمقراطية مقاومة. وكما ناضل حزبنا ضد العدوان الصهيوني والاقطاع ورموزه وضد سياسات النظام السياسي الطائفي وطبقته الفاسدة، لعشرات السنين لانتزاع الاستقلال الوطني وتحقيق مطالب العمال والفلاحين والمزارعين وذوي الدخل المحدود. سيبقى حاضراً في كل ساحات النضال الوطني والسياسي والاجتماعي، سيبقى رافعاً قبضاته في التظاهرات والاعتصامات والاضرابات المهنية والمطلبية دفاعاً عن حقوق ومطالب العمال والشباب والنساء والفئات الشعبية المتضررة من سياسات طغمة النهب والاحتكار والتحاصص الزبائني والفساد".
وأشار الى أنه "من فوق قلعة الشقيف نقول: عار على التحالف الطائفي-الطبقي الحاكم والمحصّن بآليات الاستغلال والنهب والفساد ان يحوّل لبنان إلى حقل لترسيخ علاقات الاستتباع وتعميم الافقار عبر تنفيذ الصفقات والمضاربات. عار على هذا التحالف ان يحوّل نهر الليطاني إلى نهر للتلوث وجعل مياهه السامة تقتل البشر والارض والمزروعات. عار عليه هذا الفلتان الرسمي والاعتداء على الاملاك البرية والبحرية العامة من الناقورة إلى عدلون وصيدا وبيروت وصولاً إلى شكا وطرابلس وغيرها الكثير من المواقع، عار على التحالف الطائفي-الطبقي المتنفّذ استغلال الشعب اللبناني والتلهّي في تشكيل حكومة ستكون كسابقاتها ممثلة للاحتكار والتحاصص الطائفي، ومواصلة تقاسم الصفقات في مشاريع المرافق العامة في الكهرباء والمياه والاتصالات والنفط والغاز والنقل".
ورأى أن "هذا التحالف لا هم له سوى زيادة الدين العام والخصخصة وإدارة خلافاته حول مرسوم التجنيس والنازحين السوريين والتعيينات وغيرها وغيرها من الملفات بالتعطيل والجمود"، مشيراً الى أنه "تحالف الإستغلال للعمال والمعلمين والموظفين والأجراء والمزارعين والفقراء والمنتجين الصغار، تحالف رأسمالي إحتكاري، نهجه إقامة دولة الريوع على أنقاض دولة الرعاية الاجتماعية".