لماذا اليوم بالتحديد دقّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ناقوس الخطر لما يحصل في منطقة بعلبك الهرمل من أحداث وإشكالات أمنية تارةً فردية وتارةً بين العشائر؟ ما الخطر الذي شعر به الحزب من جراء هذا الوضع الأمني المضطرب في البقاع الشمالي؟ ولماذا وصلت الأمور بالنسبة الى قيادته الى وضع لم يعد يُحتمل؟.
أسئلة كان لا بدّ من طرحها بعد الكلام العالي النبرة للسيد نصرالله، والذي دعا فيه المعنيين الى ضبط الوضع الأمني في البقاع والى تحمّل مسؤولياتهم كما يجب. وفي هذا السياق، يقول المقربون من الحزب إن "قيادته شعرت بعد الإنتخابات النيابية وكأن هناك من يريد أن يهزّ أمن المنطقة التي يعتبرها الحزب خزانه الشعبي، وذلك بهدف إيصال رسالة الى القيادة العليا ومفادها، كما تزعزع تمثيلكم النيابي في هذه الدائرة بفعل القانون النسبي، ليس من الصعب أبداً زعزعة أمن المنطقة، وتفجيرها من الداخل، علّ أن يؤدي هذا التفجير الى غضب شعبي ضد الحزب على قاعدة أن ممثلي المنطقة مسؤولون عن الفلتان الأمني والوضع الإقتصادي المتردي ونسبة البطالة المرتفعة في المنطقة المحرومة".
المقربون من الحزب، يرجّحون أن يكون الهدف من تفجير الوضع الأمني، هو دفع الحزب الى التدخل بين العشائر ومحاولة الحسم فيما بينها، وهذا أخطر ما يمكن أن يتخيّله عقل بشري على قاعدة الحزب الجماهيريّة، لأن الحزب الذي لم يتدخّل يوماً بين عشيرة وأخرى، لن يفعلها لا اليوم ولا في المستقبل على إعتبار أن الغالبية الساحقة من العشائر تؤيّده سياسياً، وإذا فعلها وتدخّل ولو لمرة واحدة مع عشيرة ضد أخرى، فهذا سيؤدّي الى إنقلاب عشيرة ضده، وهناك الكارثة إذا كانت الأخيرة من العشائر التي تعد في صفوفها عشرات الآلاف من الأصوات والشباب والمناصرين. وهنا يقول نائب سابق من كتلة الوفاء للمقاومة، "لسنا مضطرين أبداً الى القيام بما يجب أن تقوم به الدولة بأجهزتها العسكرية والأمنية، ولن نقوم بهذا الواجب، حتى لو أننا ساعدنا ونساعد أحياناً الأجهزة الأمنية الرسمية ببعض المعلومات عن مطلوبين".
إذاً سيضغط الحزب بكل ما لديه لإعادة الوضع الأمني في بعلبك الهرمل أقله الى ما كان عليه قبل الإنتخابات النيابية، وهو يعوّل في هذا الاطار على الخطة التي وضعها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتنسيق مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وقادة الأجهزة الأمنية، وبحسب المعلومات، فمن أكثر بنود الخطة طمأنةً بالنسبة الحزب، كان البند المتعلق بفرض الأمن من دون وضع القوى العسكرية وجهاً لوجه مع المدنيين كي لا تسقط دماء بريئة بسبب مطلوب أو عصابة، وكي لا تتسبب بجعل بيئة المنطقة معادية للجيش اللبناني.
بين صرخة السيد نصرالله وخطة رئيس الجمهورية، هل ستصبح بعلبك-الهرمل منطقةً آمنة يمكن لزائريها أن يعودوا منها بسياراتهم الخاصة التي لم تسرق، ومن دون أن يصابوا برصاصة طائشة أو من دون خطفهم مقابل فدية؟.