استبعدت مصادر سياسية مطلعة تحدثت لصحيفة "الوطن" السعودية، وجود أي بوادر تلوح في الأفق حول قرب تشكيل الحكومة في لبنان، مؤكدة أن الأجواء الإيجابية التي تروج بين الحين والآخر عن قرب الإعلان عنها، من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري تعود وتتراجع، وذلك بالتزامن مع احتدام السجالات والجدل الدائر حول حصص القوى السياسية ونسب تمثيلها داخل الحكومة، لا سيما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
ولفتت المصادر إلى أن الأمور وصلت إلى وصف التيار الوطني بالجشع من قبل "القوات" بسبب ما يطلبه من حجم التمثيل، كما أن السجالات بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل لم تكن أكثر هدوءا، ما دفع حزب الله الذي يريد الإعلان عن الحكومة بسرعة إلى التعبير عن استيائه وبلسان النائب جميل السيد الذي هاجم النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وسط مؤشرات إلى محاولات إعادة شمل القوى السيادية على الأقل من خلال تشكيل حكومة لا غلبة فيها لطرف على آخر، لا سيما بعدما لاحظت مصادر سياسية أن الحريري قدم عدة اقتراحات تبين أنها رفضت، وتخطت الصراع على الأحجام، إلى ما هو أبعد، وتحديدا إلى محاولة قوى سياسية بانتزاع ثلث معطّل في الحكومة الوليدة.
أضافت المصادر أن الحريري يسعى لمحاولة تدوير الزوايا، وحلحلة العقد لا سيما التمثيل المسيحي، حيث قدم اقتراحات ملموسة وينتظر الإجابة عليها، وهو يتابع مشاوراته بهدوء بعيدا عن صخب السجالات المتوترة. ولفتت المصادر إلى أن "مطامع حزب الله لن تتوقف إلا عند الثلث الضامن له ولمواقف الحزب السياسية."
ورأت المصادر أن كلام النائب جميل السيد حول نزع التكليف من الحريري سابق لأوانه، والحكومة الحالية لم تتخط الخط الأحمر أو نقطة اللاعودة.