أكد النائب البطريركي العام المطران رفيق الورشا، ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كلمة له خلال تخريج الجامعة اللبنانية الكندي لـ250 طالبا من طلابها للسنة الجامعية 2018 في حرم الجامعة في عينطورة كسروان، أنه "كلفني فشرفني الراعي الكلي الطوبى بأن أمثله وهو حاليا في الفاتيكان للمشاركة في الاحتفال بترقية أربعة عشر كردينالا جديدا في الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، فإني أحمل منه إليكم، رئيسا وإدارة وعمداء، أساتذة ومربين وطلابا، أهالي وعاملين، بركته الرسولية، إنه يرافقكم بصلاته ودعائه متمنيا لكم التوفيق والنجاح في الأعمال التي ستنهضون بها".
وتابع بالقول "أيها الخريجون والخريجات، إني أهنئكم باسمه من صميم القلب، وأشارككم والأسرة التربوية فرح الزارع الذي يفرح بأيام القطاف"، لافتاً الى أنكم "شباب عصاميون إذ شاركتم أهاليكم بمصاريف أقساطكم الجامعية، فكنتم تعملون بعرق جبينكم بغية تحصيل العلم، هذا بالإضافة إلى ما قامت به إدارة هذه الجامعة من تسهيلات على أنواعها لتوفر لكم كل السبل اللازمة لتأمين العلم والعمل، وهي تعمل دائما بتوجيهات الهيئة الإدارية من أجل التطور والازدهار، فإنشاء حرم جامعي جديد في الحدث بيروت يندرج في هذا السياق. وهدفه أن يطال شباب بيروت والجبل والجنوب، وكل ذلك في سبيل توفير مناخ مؤآت للأجيال الطالعة على الصعيدين العلمي والتطبيقي".
وذكر الورشا "أننا ندرك كم كابدتم من متاعب لكي تصلوا إلى ما أنتم عليه اليوم، لقد بنيتم ذواتكم بذواتكم، عمقتم دروسكم ومحصتموها، وغصتم في الأبحاث والاختبارات لكي تنالوا الشهادات العليا، واليوم تباشرون رسالتكم في المجتمع والوطن والكنيسة، وتنطلقون إلى معترك الحياة الاجتماعية بكل قطاعاتها مزوَّدين بالعلوم العالية والقيم الإنسانية النبيلة"، مشيراً الى أن "الإرث العلمي والأخلاقي الذي أخذتموه عن عائلاتكم وجامعتكم سيجعل منكم علامات فارقة وسط تحديات عالم اليوم. فالوظائف التي ستمتهنونها ينبغي ألا تحمل فقط بعدا تقنيا، ولكن يجب أن تطعموها بالقيم الأخلاقية الموضوعية المستقات من ينابيع الإنجيل والكنيسة هي التي تنير ضمائركم فتصبح أعمالكم خميرة طيبة في عجينة العالم".
كما نوه الى أنه "لقد أوصانا المعلم الإلهي يسوع بأن نكون "ملح الأرض ونور العالم"، فكونوا علامات فارقة وسط التحديات التي تعصف بالمجتمع، إنه يجنح نحو المادية والاستهلاكية والحرية المتفلتة، والأنانية، والفردية، والوصولية و"الرأسمالية المتوحشة" على حد تعبير البابا القديس يوحنا بولس الثاني، فيجدر بنا أن نضع حدا لهيكلية الخطيئة التي تفسد مجتمعاتنا وتقلب المقاييس رأسا على عقب، يشير المجمع الفاتيكاني الثاني إلى هوة كبيرة بين ما تدعو إليه روحية الإنجيل والكنيسة وما يعيشه العلمانيون في أرض الواقع".
وخاطب الورشا الخريجين بالقول ان "المجتمع والوطن والكنيسة هم بحاجة إليكم، أنتم ستكونون نواة صالحة في تطهير العالم وكسر الذهنيات الخاطئة والتخلص من العادات الرديئة التي أصبحت في بعض الأحيان نهج حياة، كونوا كالنيرات في ظلمة العالم، لقد قدمت لكم الجامعة بهيئتها الإدارية والتعليمية كل ما بوسعها لتجعل منكم أشخاصا فعالين، تحرزون التقدم والتطور من خلال المراكز التي ستتبوأونها، إجعلوا من أعمالكم مساحات تشهدون فيها لحضور الله".
وختم بالقول "أودعكم الدعوة النبوية التي توجه بها غبطة أبينا البطريرك إلى شبان وشابات لبنان بالقول كونوا أنبياء هذا الزمن من تاريخنا الوطني، قولوا الحقيقة في عالم الباطل! أنطقوا بالحق في عالم يسكت عنه جبنا ومساومة! دافعوا بجرأة عن المظلوم والفقير في عالم يستقوي على الضعفاء ويسلب حقوقهم! كونوا صوت ضمير في عالم مات ضميره وأسكت صوت الله في أعماقه".