تفتح سلطات الإحتلال الإسرائيلي نيرانها ضد الفلسطينيين في كل الاتجاهات، متناغمة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالضغط على القيادة الفلسطينية في محاولة لإخضاعها لإملاءات "صفقة القرن"، التي ترفضها.
يواصل الإحتلال رفض الإلتزام بقوانين وقرارات الشرعية الدولية، حيث يستمر في سن القوانين والتشريعات لقرصنة العائدات التي تجبيها سلطاته من ضرائب لصالح السلطة الوطنية الفلسطينية، وتهويد مدينة القدس، وسرقة الأراضي لصالح المستوطنات الصهيونية، والتطهير العرقي، فضلاً عن الإغتيال المتعمّد والاعتقالات التي لا تستثني أحداً.
ويواجه الفلسطينيون باللحم الحي، مخطّطات الإحتلال القمعية والتعسّفية، وليس آخرها محاولات اقتلاع أهالي منطقة الخان الأحمر البدوية في الضفة الغربية (شرق القدس)، من أرضهم بالقوّة، وهدم القرية وتشريد أهلها، بهدف سرقة أراضيها لتوسيع وبناء المستوطنات الصهيونية.
هذه الممارسات التعسّفية الصهيونية، تطرح ضرورة تدخّل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للقيام بواجبهم لحماية الشعب الفلسطيني.
فقد اعتدت قوّات الإحتلال على المواطنين الفلسطينيين في الخان الأحمر والمتضامنين معهم، حيث أعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، بعدما فرضت حولها طوقاً أمنياً، بمشاركة قوّات من الجيش والشرطة وحرس الحدود.
واقتحمت قوّات كبيرة من قوّات الإحتلال، منذ ساعات الصباح الباكر القرية تتقدّمها جرافات، قامت بشق طرق ومداخل في التجمّع، استباقاً لعملية الهدم.
وتصدّى المعتصمون من أبناء المنطقة، والمتضامنين الأجانب، وبينهم 9 قناصل لدول أوروبية منهم: الفرنسي، الإيطالي، السويدي، البلجيكي، الدانماركي، السويسري، الإيرلندي والفنلندي.
وحاصرت قوّات الإحتلال الأهالي والمتضامنين الرافضين لقرار الهدم، ومنعت الناشطين من الدخول إلى المنطقة، كما أقدمت على تسطير محاضر ضبط بحق كل مَنْ يحاول الوصول.
وصادرت قوّات الإحتلال أمس (الخميس) 4 مركبات، بينها واحدة تابعة لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، وحرّرت مخالفات بمبالغ باهظة بحق مركبات أخرى، بذريعة وقوفها في منطقة عسكرية مغلقة.
وحرّرت شرطة الإحتلال مخالفات بحق سيارات الإسعاف التابعة لجمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني"، التي كانت تحاول الوصول إلى الخان الأحمر، من أجل تقديم الخدمات الطبية للمواطنين، إضافة إلى مخالفات بحق المواطنين المشاة
الذين حاولوا عبور الشارع الرئيسي للوصول إلى القرية.
من جهتها، دانت "نقابة الصحفيين الفلسطينيين" اعتداء قوّات الإحتلال على الصحفيين، خلال تغطيتهم لاقتحام قرية الخان الأحمر.
وبُعيد عصر أمس، انسحبت آليات وجرّافات الإحتلال، من قرية الخان الأحمر، وسط أنباء جرى تداولها، بأنّ الدول الأوروبية الكبرى الخمس، حذّرت سلطات الإحتلال الإسرائيلي من هدم القرية، مهدّدة بأنّ ذلك "سيؤدي إلى إجراءات أوروبية ضد إسرائيل".
وكانت قوّات الإحتلال قد اعتدت على عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية"، محافظ القدس عدنان الحسيني، خلال تواجده في الخان الأحمر.
واتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالحسيني مطمئناً، ومُديناً "اعتداء الإحتلال الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين في الخان الأحمر، وترحيلهم من أرضهم بالقوّة، ما يؤكد ضرورة قيام الأمم المتحدة بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له".
وأشاد الرئيس الفلسطيني "بتلاحم عدد كبير من المسؤولين الفلسطينيين مع أبناء شعبهم للتصدّي لمخطّطات الإحتلال الهادفة إلى سرقة الأرض الفلسطينية".
وحيّا الرئيس عباس "التصدّي البطولي للمواطنين الفلسطينيين في الخان الأحمر، وصمودهم فوق أرضهم، بالرغم
من جبروت الإحتلال، واستعماله القوّة المفرطة ضد أبناء شعبنا الأعزل، ما يؤكد أنّ هذا الشعب يزداد تمسّكاً بأرضه وثوابته ومقدّساته، وأنّه لن يفرّط بذرة تراب فلسطينية مهما كانت شراسة الهجمة الإحتلالية ضد وطنه وأرضه ومقدّساته".
في غضون ذلك، أعرب عدد من المستوطنين عن فرحهم ببدء عملية تهجير الفلسطينيين من قِبَل قوّات الإحتلال في تجمع الخان الأحمر، فيما لوحظ تجمّع للمستوطنين يرفعون أعلام الكيان الإسرائيلي على التلة المقابلة للتجمّع.