تسلّمت ألبانيا رئاسة البرلمان الدولي، وفق التسلسل الابجدي لاسماء الدول الاعضاء، وسمّي تولانت بالا رئيساً لمدة سنة، كما شكلت خمس لجان تنفيذية للشؤون القانونية والتشريعية، والعلاقات الدولية، والشباب والمرأة، وغرس السلام، والتنمية المستدامة. وذلك خلال الجلسة التأسيسيّة الأولى للبرلمان الدولي للتسامح والسلام في القاعة الرئيسية للبرلمان المالطي في فاليتا بدعوة من رئيس برلمان مالطا أنجيلو فروجيا، ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام أحمد بن محمد الجروان، وحضور 54 من رؤساء وممثلي البرلمانات الاقليمية والوطنيّة من مختلف دول العالم.
وفي كلمة له أكد بالا دعم "مالطا المطلق لهذا البرلمان الدولي، الذي سيساهم مساهمة اساسية في زرع نهج الاعتدال والانفتاح في مواجهة العنصرية والتمييز والتطرف وعدم قبول الاخر".
من جهته شدد الجروان على ان ": الإنسانية تتعرّض اليوم للتهديد بالتطرّف الديني والتعصّب العرقي والعنف الفكري، لأنّ قيم التسامح وقبول الآخر التي نشرتها الأديان السماوية الرئيسية، تدهورت، ممّا أدّى إلى اضطراب في السلم والأمن العالميين. وفي مواجهة كلّ هذه التحدّيات، كان لا بدّ من إيجاد طريقة جديدة للتعامل معها،فوُجدت فكرة إنشاء هيئة عالمية جديدة تروِّج لثقافة التسامح وقبول الآخر.
واضاف " أنمشاركة هذا العدد من أعضاء البرلمانات الوطنية والإقليمية والدولية، يدلّ على اتفاقنا وإدراكنا جميعاً لحاجتنا المشتركة لهذا النوع من التعاون البرلماني الدوليفي قيادةثقافة عالمية جديدة وتوجيه الطاقات الشعبية نحو التسامح والسلام، ووعياً بأنّ أعداء السلام من الخارجين عن القانون أصبحوا يهدّدون استقرار مجتمعاتنا، فإنّ تعاوننا أصبح ضرورة لا مفرّ منها"، لافتا الى اننا "سنبذل سوياً كلّ ما في وسعنا من أجل إقامة برلمان دولي لا تُحرّكه إلا إرادة أعضائه وحماسهم لخدمة قضايا التسامح والسلام،برلمانٌ دوليٌ يحترم مبادئ ديمقراطية العلاقات الدولية، ويُمارس مهامه في اطار الالتزام الكامل بقواعد القانون الدولي ومبادئه الراسخة. برلمانٌدوليٌ يحترم مبادئ السيادة الوطنية وعدم التدخُّل في الشؤون الداخلية لأيّدولة".
بدوره لفت رئيس برلمان عموم أفريقيا روجية نكودو " باسم وفد البرلمانيين الأفارقة المرافقين لي، والمؤلّف من 15 برلمانياً من كل أنحاء أفريقيا، الى اننا في هذا الحدث الاستثنائي نشجّع هذه المبادرة العالمية، ونهنّئ المجلس العالمي للتسامح والسلام على مختلف جهود السلام التي يقوم بها في العالم"، مؤكدا ان "السلام لا يقّدر بثمن، وعلينا أن نفعل كلّ ما في وسعنا للحفاظ عليه، وحيث يتعرّض السلام للأذى،جِدوا له الحلولودعونا نكون جميعاً رسل السلام من خلال دعم هذه المبادرة المباركة".
من ناحيته أكّد رئيس برلمان أميركا اللاتينية الياس كاستيللو أنه "لشرف عظيم أن نُشارِككم في هذا الحدث الاستثنائي العظيم، في إطلاق البرلمان الدولي للتسامح والسلام منقبل المجلس العالمي للتسامح والسلام الذي يستحقّ كلّ دعمنا، كونه يُساهم في نشر وتعزيز السلام والتسامح في العالم".
واأعرب وزير خارجية مالطا كارميلو أبيلا عن سعادته البالغة بالانضمام إلى الجلسة التأسيسيّة الأولى للبرلمان الدولي من أجل التسامح والسلام، قائلاً "ممثلون برلمانيون وطنيونإجتمعنااليوم، كي نظهرالأهمية التي نوليها لتعزيز التسامح والسلام. لا يمكننا تحقيق السلام إذا لم يكن هناك تسامحوقبول حقوق الآخرين وآرائهم و اعتقادهم"، معتبرا انه "بصفتها البلد المضيف للمجلس العالمي للتسامح والسلام، تتطلع مالطا إلى مواصلة دورها في المضي قدماً وتنفيذ الأهداف المشتركة، التي تخدم بناء الشراكات الدولية، وغرس قيم التسامح والثقافة ورفض التطرُّف، ودعم المبادرات الشبابية الإقليمية والدولية".
وشدّد أبيلا على "أهمية إطلاق هذا البرلمان الدولي في الأوقات التي يواجه فيها المجتمع الدولي عددًا متزايدًا من الأزمات والصراعات التي تشتعل وتحترق في جميع أنحاء العالم وتتحدى مجتمعاتنا بشكل مباشر"، خاتماً "لا يمكننا مواجهة التحديّات العالمية إلا من خلال التعاون، وحضوركم هو الدليل على التزامنا بثقافة الوعي، وقبول الآخرين، والحوار، والاعتدال، والسلام".
وعقد الجروان وفاروجا مؤتمرا صحافيا، تحدث فيه رئيس البرلمان المالطي واصفا إطلاق البرلمان الدولي بالمبادرة التاريخية من حيث مشاركة الدول الكثيفة ما يؤكد الاهتمام الدولي بالتعاون لوضع حد للارهاب والعنف والتشدد والعنصرية والكراهية ورفض الاخر.
كما اجاب الجروان على اسئلة الاعلاميين وشدد على أهمية دور الاعلام في نشر ثقافة التسامح والسلام.