تتنوّع سُبُل المواجهة الفلسطينية لسلطات الإحتلال الإسرائيلي المدعومة من الإدارة الأميركية، لإفشال مخطّطات شطب القضية الفلسطينية، وفي الطليعة إسقاط "صفقة القرن" المرفوضة فلسطينياً.
وتتشعّب وسائل تصدّي القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، للمخطّط من خلال الحِراك السياسي والدبلوماسي، الذي لا يستثني إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي الميدان بمواجهات متواصلة ضد الإحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق فلسطين التاريخية.
وتتواصل مسيرات العودة للجمعة الخامسة عشرة على التوالي شرقي قطاع غزّة، على الرغم من تعمّد الإحتلال اغتيال المتظاهرين بإطلاق رصاص القنص باتجاههم.
وانطلقت أمس (الجمعة) المسيرة الأسبوعية، على الحدود الشرقية لقطاع غزّة، تحت عنوان "موحّدون من أجل إسقاط الصفقة وكسر الحصار"، بمشاركة الآلاف، الذي حملوا الأعلام الفلسطينية، وأشعلوا الإطارات المطاطية، وألقوا الحجارة، وأطلقوا في الأجواء بالونات تحمل علم فلسطين،
وطائرات ورقية حارقة، تُربِك الصهاينة.
ومع تجمّع المتظاهرين السلميين، كانت قوّات الإحتلال، المتربّصة خلف سواتر ترابية، ودشم على طول الشريط مع قطاع غزّة، تُطلِق الرصاص الحي، والرصاص المغلّف بالمطّاط، وقنابل الغاز المسيّل للدموع باتجاه المحتشدين في مخيّمات العودة القريبة من الشريط الشائك.
وأدّى إطلاق الرصاص الحي إلى استشهاد الشاب محمّد جمال عليان أبو حليمة (22 عاماً) برصاصة أصابته في صدره.
كما جُرِحَ المئات بينهم 57 بالرصاص الحي، نُقِلوا إلى مستشفيات غزّة، وآخرون بالرصاص المغلّف بالمطّاط، وحالات اختناق جرت معالجتها ميدانياً.
ولمناسبة مرور 100 يوم على مسيرات العودة، التي انطلقت في الذكرى الـ42 ليوم الأرض في 30 آذار الماضي، دعت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار" للخروج الجمعة المقبلة في "جمعة الـ100 يوم على المسيرة ودعماً ووفاءً لأهلنا بالخان الأحمر بالقدس".
إلى ذلك، وقعت مواجهات بين شبّان فلسطينيين وعشرات المستوطنين في قرية عوريف - جنوب محافظة نابلس.
فقد هاجم عشرات المستوطنين من مستوطنة "يتسهار"، بحماية من قوّات الإحتلال، المنطقة
الشرقية بالقرية، وقاموا بإحراق عشرات الدونمات المزروعة بالزيتون واللوزيات، وقطّعوا العشرات منها.
وتصدّى الشبان للمستوطنين، حيث اندلعت مواجهات مع قوّات الإحتلال، التي أطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلّف بالمطّاط والقنابل الغازية المسيّلة للدموع، ما أسفر عن إصابة شاب برصاصة مطاطية في الرأس، جرى نقله إلى "مستشفى رفيديا الحكومي" لتلقّي العلاج، فيما جرى إسعاف عشرات المواطنين الذين أُصيبوا بالاختناق ميدانياً.
في غضون ذلك، اتخذت "المحكمة العليا الإسرائيلية" قراراً احترازياً بتجميد أوامر هدم القرى البدوية في الخان الأحمر.
وجاء قرار التجميد بعد تقديم أهالي الحي التماساً إلى المحكمة، بعدما رفضت الإدارة المدنية الموافقة على الطلب الذي تقدّمت به "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان"، ويتضمّن مخطّطاً هيكلياً جرى إعداده للترخيص للتجمّع.
ومن المتوقّع أنْ تُصدِر "المحكمة العليا" قرارها النهائي في 11 الجاري، بعد حصولها على ردّ الإدارة المدنية، حول أسباب رفضها الترخيص للتجمّع.
من جهتها، بدأت لجنة الأسرى الإداريين، التي تتولّى قيادة مقاطعة محاكم الإحتلال بكل مستوياتها،
فعلياً، الخطوات التصعيدية ضد إدارة سجون الإحتلال واستخبارات السجون، بدخول مجموعة من الأسرى الإداريين في "سجن عوفر"، منذ أمس الأول (الخميس) إضراباً مفتوحاً عن الطعام.
وفور دخولهم الإضراب عن الطعام، جرى نقلهم إلى زنازين المعتقل.
ولجأ الأسرى الإداريون إلى تصعيد تحرّكهم، ردّاً على المماطلة واللامبالاة والاستهتار المتبع من قِبل استخبارات السجون الإسرائيلية في "سجن عوفر"، التي وعدت أكثر من مرّة بعد جلسات مطوّلة مع اللجنة القيادة، بدراسة ملف الاعتقال الإداري، والتعامل معه بجدية، وعقد جلسة موسّعة مع ممثّلي الأسرى، لكن دون جدوى.
ونقلت "هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين" عن لجنة قيادة الأسرى الإداريين، أنّه ستكون هناك العديد من الخطوات التصعيدية خلال الأسبوع المقبل، وستتوسّع دائرة الإضراب المفتوح عن الطعام، واستئناف كل الخطوات التي اتخذت مسبقاً وتمَّ تعليقها، بما فيها الامتناع عن أخذ الأدوية، ومقاطعة عيادات السجون.