اعتبر عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي، في كلمة له خلال حفل افتتاح مركز الحزب في منطقة بنت جبيل في بلدة رميش الحدودية، الى أن "ربط رميش بالقوات اللبنانية اليوم له رمزية كبيرة، وهي أن أهل هذه المنطقة هم الذين رسموا حدود لبنان جنوبا سنة 1920 في الوقت الذي رفض الكثير من القبائل والعشائر انضمام هذه المنطقة إلى لبنان الكبير، ورميش دفعت الثمن الغالي ورسمت بدماء شهدائها الحدود الجنوبية حتى كان لبنان الكبير الذي عاش فيه أجدادنا وآباؤنا إلى اليوم".
ولفت الى أنه "عندما نعرض تاريخ رميش نرى أن هذه المنطقة عادت بعد أيام الحروب والصعوبات كما كانت موجودة مع أهلها منذ كان الأجداد بالثقافة والاتجاه التاريخي نفسه، واليوم يسعدني افتتاح هذا المركز للقوات اللبنانية في رميش، ونحن وبعد مئة سنة نقول سنرسم حدود لبنان الكبير إلى مئة سنة للأمام"، مشيرا الى أن "هذه المنطقة التي يسمونها أطرافا يعتقدون بأنهم هم القلب ويضخون إلى الأطراف، ولكن رميش وبنت جبيل والبقاع الشمالي، هم الذين يضخون إلى القلب وليس العكس ومثل هذه المعاناة تدفعنا لكي نعبر عن هذا الوجود بصوت عال وبصراحة تامة وبدون أي تهجم على أي أحد، أن منطقة بنت جبيل فيها أكثر من خمسة عشر ألف ناخب على لوائح الشطب تستحق من يتحدث باسمها وتكون ممثلة بالمجلس النيابي، واليوم بعد مجلس نيابي جديد نأمل في تشكيل حكومة تكون أولى أولوياتها الاهتمام بملف المبعدين، قبل الاهتمام بالذين تركوا الوطن من مئات السنين وحقهم استرداد الهوية اللبنانية، ولكن علينا أن لا نترك أهلنا وناسنا المبعدين يبحثون عن هوية وطن ثاني هذا الوطن وطنهم وهويتهم. واليوم نفتتح مركزا في رميش بعد العملية الانتخابية لا قبلها وأكدتم مشاركتم باختيار 15 نائبا في عملية تجديد لبنان، وأن كتلة الجمهورية القوية واجبها الاهتمام بمعاناة رميش وبنت جبيل وكل وهذه المنطقة".
وتطرق إلى تفاهم معراب، قائلا: "أن هذا التفاهم أزال الحاجز النفسي بين المسيحيين وأراح المجتمع المسيحي، ولكن لم يكن هدفه محصورا بالإطار المسيحي بل بني على مبادئ وطنية كتبت في تفاهم معراب، هدفه بناء الدولة وبناء الوطن الذي نحلم به، بناء دولة خالية من الفساد والصفقات والزبائنية"، مشددا على "أننا سنبقى نحافظ على اتفاق معراب في الاتجاه الذي نطمح له وهو الانفتاح على الآخر ومد اليد للتعاون لإمكانية قيام دولة وبناء وطن بسيادة كاملة دون أي عدائية لأحد، وهنا في منطقة بنت جبيل افرقاء سياسيون كبار لا نتشارك معهم الرؤية السياسية نفسها، هذا ليس خطأ لأن الإختلاف في الرأي السياسي حق طبيعي، ولهذا نقول أن رؤيتنا السياسية لا تشبه بالكامل رؤيتكم وهناك اختلاف كبير، ولكن لا بد من بناء وطن ودولة أن نتحدث سويا لتذليل العقبات والصعوبات، وأفضل مكان للنقاش والتفاهم حول الاختلاف هي المؤسسات الدستورية ومؤسسات الدولة اللبنانية، ونؤكد إنه بيننا وبين هذا الفريق مساحة مشتركة وهي مواجهة الفساد، وأن مقاومة الفساد مهمة وتساوي الرؤية السياسية لبناء الدولة في لبنان ومنه نستطيع الانطلاق لتذليل عقبات كبيرة موجودة أمامنا والانطلاق لبناء دولة تخدم مستقبل أجيالنا".