لفت المسؤول الإعلامي المركزي في "حركة أمل" طلال حاطوم، الى أنه "في الخامس من تموز العام 1975 من عين البنية كانت بدايات النصر وكانت الانطلاقة المباركة لأفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، وأنه ببركة شهداء وجرحى عين البنية انتصرنا على العدو الإسرائيلي وكانت الانطلاقة والبداية للمقاومة التي أسسها وأرسى قواعدها إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر واستمرت تتألق مع حامل الامانة الرئيس نبيه بري وكل المقاومين الشرفاء، حتى تحقق النصر المبين بدحر العدو الصهيوني عن أرضنا باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. من هنا نؤكد التزامنا وتمسكنا بالمقاومة التي هي أمانة إمامنا وشهدائنا وجرحانا حتى تحرير آخر شبر من تراب أرضنا ومياهنا وثرواتنا".
أضاف: "البعض كان يريد للبنان ان يكون قويا في ضعفه، أي ان يستبيح العدو الإسرائيلي حدوده ويأتي جنوده في نزهة إلى لبنان، ان يبقى مدمرا للبنان، محتلا لأرضه، مهجرا لأهله. هذه هي صورة لبنان التي كان البعض يتغنى بها، لبنان المسارح والملاهي، إلى أن جاء الإمام الصدر وقال: انتبهوا أولا يجب أن تبقى إسرائيل هي العدوة في الوقت الذي كان الكثيرون يحاولون ان يظهروا بطولات وهمية بأنهم مقاومون لإسرائيل". الإمام الصدر كان ينظر إلى البعيد بأنه سيأتي اليوم الذي ينسى العرب ان العدو هو إسرائيل ويبحثون عن عدو بديل يتلطون خلف الشعارات ليهربوا من المقاومة ومن استعادة الحق السليب في فلسطين المحتلة. الإمام الصدر أراد أن تتحرر القدس على أيدي المؤمنين الشرفاء الذين باعوا جماجمهم لله، أراد ان يعمم ثقافة المقاومة وأن يبني مجتمع المقاومة الذي يتحمل القصف والاحتلال ويقاوم ويقف ولا يموت إلا واقفا، ولا يركع لغير خالقه، هذه هي المرحلة التي أظهرت حركة أمل، كحركة عندها من الشباب المؤمن الذي يتدرب في معسكر عين البنية ويقدم الشهداء من أجل مقاومة العدو الصهيوني".
وتابع: "في الوقت الذي كانت فيه القبائل والطوائف تتناحر في لبنان وترسم خطوط التماس، كانت حركة "أمل" تتطلع إلى الجهة الصح للمقاومة إلى جهة فلسطين إلى جهة خط التماس مع فلسطين لكي تحمي لبنان ولكي تعيد الحق المغتصب إلى أهله، هكذا أعلن عن حركة "أمل" بباقة من الشهداء، بباقة من الجرحى الذين خطوا بالدم كونوا مؤمنين حسينيين، أي تعلموا من مدرسة الإمام الحسين كيف نستشهد من اجل الحياة وليس من أجل الموت، كيف نواجه الظلم بقبضة الله في وجه السلطان الجائر، كيف نبقى على إيماننا وثباتنا ومواقفنا لا نغير ولا نبدل مهما تغيرت الاجواء المحيطة بنا، نبقى ثابتين لمواجهة العدو الأول الذي هو العدو الصهيوني، ولكي نكون أيضا على أهبة الاستعداد للدفاع عن مجتمعنا من كل من يحاول ان يعيث فيه فسادا، او ان يزرع فتنة او ان يفتح نوافذ لدخول التشرذم والانقسام في ما بيننا، لأننا نؤمن بأن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه، ولأننا نؤمن بأننا أقوياء طالما اننا موحدون، طالما أن العيش المشترك والوحدة الوطنية هي العنوان الأساس لا يمكن لأحد أن يتغلب علينا، فكيف إذا استجمعنا كل عناصر القوة هذه وأضفنا إليها المثلث الذهبي بل الماسي، الجيش والشعب والمقاومة" في تلاحم قل نظيره بين الشعوب التي تواجه الاحتلالات، كيف اذا كان من بين أبنائنا من يتسابق للدفاع عن أرضه وعرضه ووطنه وعزته وكرامته وسيادة البلاد".
وقال: "نحن اليوم بعد أن ظننا أننا أنجزنا إنهاء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وأنجزنا قانون انتخابات قد لا يكون على مستوى الطموح الذي نسعى إليه بأن يكون لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية لكي يكون النائب نائبا عن الأمة جمعاء كما ورد في الدستور لا نائبا عن منطقة أو حزب او طائفة أو عائلة، وبعد أن انجزنا الانتخابات النيابية وكنا من المسارعين إلى الدعوة بأن تجرى الاستشارات النيابية الملزمة بالسرعة القصوى بتكليف رئيس يشكل حكومة وطنية تتميز باتساعها للجميع على ما أفرزت نتائج الانتخابات، وبعد هذه الاستشارات النيابية الملزمة وبعد التشاور الذي أجراه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة العتيدة مع الكتل النيابية والقوى السياسية استبشرنا خيرا وقلنا ان لبنان بدأ يخطو الخطوات الأولى باتجاه الاستقرار التام وباتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية ولربما كان المبتغى أن يكون تشكيل الحكومة قبل عيد الفطر السعيد، وإذ بنا نسمع ان البعض يريد حصصا وازنة وأن البعض يريد وزارات سيادية ووزارات خدماتية وعدد معين من الوزراء وحصر التمثيل به، نحن كنا والاخوة في "حزب الله" اول المبادرين لتسهيل تشكيل الحكومة في وزارة من ثلاثين وزيرا، حصة الطائفة الشيعية ستة وزراء قلنا فليكن هذا الأمر تسهيلا للاسراع في ولادة الحكومة، ولكننا اذا نأينا بأنفسنا طوال الفترة الماضية عن التعليق على السجالات القائمة فهذا لا يعني أبدا أننا نقبل بأن يتأخر تشكيل الحكومة إلى مزيد من الوقت، فالوقت ليس ترفا سياسيا، والحكومة ليست تشريفا بل هي تكليف. نسعى إلى تسهيل ولادة الحكومة بكل ما أوتينا من طاقة ومن قدرة على الحوار وعلى تدوير الزوايا مع الاخوة في "حزب الله" ولكن هذا لا يعني الانتظار إلى ما لا نهاية".
أضاف: "نرى ان البعض يتحدث عن حصص وازنة، والكل يتناسى أننا نعيش في منطقة ملتهبة من حولنا وأن التغيرات التي تحدث، علينا أن ننتبه إليها ولما يخطط من صفقة القرن التي تريد أن تنهي القضية الفلسطينية، ومن مصلحة من يريد ذلك ان يبقي لبنان في دوامة الفراغ، ننسى أن التغيرات الآتية في المنطقة قد لا تبقي على بعض الدول على شكلها الحالي. ننسى أن العدو الإسرائيلي يتربص بنا الدوائر وكأننا نعيش في واحة معزولة عما يجري من حولنا، نحن نتحمل المسؤولية ونحن على قدر هذه المسؤولية ونقول اننا نسعى لتسهيل ولادة الحكومة بكل الوسائل ولكن فلنتنبه ان الحكومة الوطنية الجامعة ليست مجرد أعداد بل تبنى على تفاهمات سياسية ترتكز على الثوابت العليا للوطن، وتؤسس فيها الحكومة من اجل ان تعد بيانا وزاريا يلحظ كل العناوين التي تنادي بها هذه القوى السياسية المختلفة في حكومة وحدة، اما أن البعض يريد أن ينقل ما بعد مرحلة تشكيل الحكومة خلافا آخر هو سبل صياغة البيان الوزاري والتوافق على العناوين الوطنية فهذه مسألة أخرى، علينا أن ننتبه ان التضامن في ما بيننا جميعا هو الذي يؤسس لتمكين الحكومة من إعادة إدارة محركات الدولة وعجلة المؤسسات بالاتجاهات التي تؤمن تحصينا للبنان في لحظة سياسية وعسكرية تعيد رسم الديموغرافيا السياسية في المنطقة ويؤمن وجود سلطة تنفيذية قادرة على مواجهة التحديات الداخلية، ولعل الأهم هو التحدي الاقتصادي الذي يكوي بناره كل اللبنانيين بغض النظر عن طوائفهم أو أحزابهم أو مناطقهم. كيف لا ينظر المسؤولون أو بعض المسؤولين إلى واقع البلد الاجتماعي والاقتصادي ويتلهون بوزير بالزائد او وزير بالناقص، والهم كل الهم عندنا ان تكون الحكومة قادرة على مواجهة التحديات لا ان يكون عدد الوزراء واحدا بالزائد أو واحدا بالناقص".
وتابع: "نحن في حكومات سابقة أعطينا من حصتنا من أجل أن نسهم في تسهيل تشكيل الحكومة ولم نخسر بل ربح الوطن واختصرنا الوقت الزمني تشكيل الحكومة لإبعاد المناكفات السياسية والحساسيات والمواقف الضيقة التي لا ترى إلا بعين واحدة هي عين المصلحة الخاصة بها، من أجل أن يخرج الوطن من أزمة الدوران في حلقة مفرغة ما هو المطلوب، هل المطلوب ان ننام على حرير التشكيل إلى ابد الآبدين، ونحن نرى أن العدو الصهيوني يطمع بنفطنا ويحاول أن يرمي بكلام عن ترسيم حدود بحري وبري لإلهاء العالم عن واقعنا الحالي؟ نحن في هذا الخصوص كما عبر الرئيس نبيه بري لن نتنازل عن نقطة من مائنا او من نفطنا او عن ذرة تراب من أرضنا".
وختم حاطوم: "نؤكد اليوم أن موقفنا لم يتغير، وكما تسمعون وترون في وسائل الإعلام التناحر والتنافس والتقاسم والاختلافات والنبرة الخطابية العالية في السياسة وفي غير السياسة هي بعيدة عن خطابنا. الحوار نهجنا واللقاء مهما كان يبقى أفضل من الافتراق".